إيران تبدي استعدادها لتحسين العلاقات مع دول الجوار

إعادة العلاقات مع الدول العربية أهم إنجاز لحكومة رئيسي رغم أن هذه القرارات لا يحكمها أشخاص بعينهم لكن رئيسي وعبداللهيان ساهما في الدفع نحو هذا التوجه.

طهران- رحب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر کنعاني بتصریحات العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة حول العلاقات مع إيران خلال لقاء جمعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيما بدا أن إيران مهتمة بتطوير علاقتها مع دول الجوار والمضي قدما في الجهود التي قام بها الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان التي كانت تركز على الجوار وتحسين العلاقات مع العالم العربي.

 ولاحظ متابعون وفقا للتطورات الإقليمية والدولية وجود حسن نية في العواصم العربية لتغيير طبيعة العلاقات مع إيران، وبرز ذلك من خلال الحضور الكبير والرفيع للدول العربية في تأبين رئيسي ووزير خارجيته.
ويعتبر هؤلاء أن إعادة العلاقات وتحكيمها مع الدول العربية أهم إنجاز لحكومة رئيسي، حيث كانت هذه الحلقة المفقودة منذ عقود في السياسة الإيرانية، رغم أن هذه القرارات لا يحكمها أشخاص بعينهم لكن رئيسي وعبداللهيان ساهما في الدفع نحو هذا التوجه مع دول المنطقة.

وأشار كنعاني إلی سياسة الحكومة الثالثة عشرة المتمثلة في توسیع العلاقات مع الجیران ومتابعة هذا الموضوع قائلا "نأمل في أن نشهد توسيع العلاقات بين دول المنطقة أكثر مما سبق".

وكانت وكالة أنباء البحرين الرسمية نقلت عن آل خليفة القول خلال اجتماعه مع بوتين في موسكو أن المنامة تتطلع إلى تحسين علاقاتها مع طهران.

وظلت العلاقات البحرينية الإيرانية متوترة على مر السنين مع اتهامات متكررة من المنامة لطهران بالتدخل في شؤونها الداخلية، خاصة فيما يتعلق بمحاولة طهران تغذية الفوضى وبث الفتنة في البلاد. وفي 2015، استدعت المنامة السفير الإيراني اعتراضا على "التدخل" في شؤون البلاد، بعد تصريحات للمرشد دعا فيها إلى "نصرة المظلومين" في البحرين.

وقطعت البحرين علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، في يناير 2016، بعد قرار مماثل من حليفتها الكبرى السعودية، وذلك ردا على هجوم على سفارة الرياض لدى طهران وقنصليتها بمدينة مشهد من قبل إيرانيين محتجين.
لكن تحسن العلاقات السعودية الإيرانية ساهم في تهدئة الأوضاع في المنطقة عموما، ورحبت المنامة بالاتفاق الأخير بين الرياض وطهران، إذ أعربت وزارة الخارجية عن أملها في أن "يشكل خطوة إيجابية على طريق حل الخلافات وإنهاء النزاعات الإقليمية كافة بالحوار والطرق الدبلوماسية، وإقامة العلاقات الدولية على أسس من التفاهم والاحترام المتبادل وحسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى".

وكانت طهران والرياض قد أبرمتا اتفاقا تاريخيا، في مارس/أذار 2023، بوساطة صينية، لاستعادة العلاقات الدبلوماسية، بعد سبع سنوات من التوتر الدبلوماسي والعسكري في المنطقة مع دعم كل منهما لأطراف إقليمية مختلفة.

وقال كنعاني إن نهج نظام إيران في العلاقات مع مختلف البلدان يتمثل في التحرك نحو توسیع العلاقات ضمن المصالح المشتركة ولعب دور فعال في التطورات الدولية. وأضاف أن مسار المفاوضات لرفع العقوبات سیستمر في إطار المبادئ التوجيهية والسياسات المعلنة.

وتابع أن العلاقات بين إيران وسلطنة عمان علاقات ودية وبناءة وهناك مواضع عديدة للتشاور حولها بین البلدین ووزیر خارجية السلطنة بدر بن البوسعیدي یزور إيران لتقدیم العزاء.

وتطرق إلى المفاوضات غیر المباشرة بين إيران والولایات المتحدة الأميركية في سلطنة عمان، قائلا أن تبادل الرسائل حول مفاوضات رفع العقوبات جار بین الجانبین ولم یتوقف.

وسبق أن أفاد موقع "أكسيوس" بهذا الشأن نقلاً عن مصدرين مطلعين، أن كبير مستشار الحكومة الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك والمبعوث الأميركي المؤقت لشؤون إيران، أبرام بالي زارا في وقت سابق من شهر مايو/أيار الجاري سلطنة عمان وتفاوضا بشكل غير مباشر مع مسؤولين إيرانيين حول كيفية تجنب تصعيد الصراعات الإقليمية.

وبحسب التقرير، وصل ماكغورك وبالي إلى عمان واجتمعا مع وسطاء عمانيين، لكن ليس من الواضح من هم المسؤولون الإيرانين الذين مثلوا طهران في هذه المفاوضات، التي جرت بعد شهر من هجوم الحرس الثوري الانتقامي على إسرائيل.

وذكرت مصادر مطلعة لموقع "أكسيوس"، إن هذه المحادثات تركزت على شرح تداعيات تصرفات إيران ووكلائها في المنطقة ومخاوف أميركا بشأن برنامج طهران النووي.

وفي الأسابيع الأخيرة، لاسيما بعد تصريحات عدد من المسؤولين في إيران حول إمكانية تحرك طهران نحو إنتاج أسلحة نووية، تزايدت المخاوف بشأن البرنامج النووي الإيراني. وهذه هي الجولة الثانية من المحادثات بين الجانبين خلال هذا العام. ووفقا لتقرير فايننشال تايمز، عقدت الجولة الأولى من هذه المحادثات بين الجانبين بعمان في يناير/كانون الثاني الماضي.

وخلال تلك المحادثات، حاولت واشنطن إقناع طهران باستخدام نفوذها على الحوثيين في اليمن لإنهاء هجمات جماعة الحوثي على السفن في البحر الأحمر.

وفي مفاوضات فبراير/شباط الماضي كان علي باقري كني، نائب وزير الخارجية الإيراني والمسؤول عن المفاوضات النووية ممثلاً لطهران، ووفقاً لمسؤولين عمانيين، لم يتفاوض الجانبان بشكل مباشر وتم تبادل الرسائل بين ممثلو الوفدين الإيراني والأميركي عبر الوسطاء العمانيين.

أما عن موعد إعادة فتح السفارة الأذربيجانية والسودانية في إيران وإرسال سفيرين إيرانيين جديدن إلى هذين البلدين قال كنعاني "علاقاتنا مع أذربيجان تسير على المسار الصحيح وستستمر في نفس الإطار، مضیفا "إن استئناف نشاط السفارة الأذربيجانية في طهران يعد من القضايا المتفق عليها في مسار تقدم التعاون بين البلدين، ونأمل أن يتم تنفيذ ذلك في إطار الاتفاقيات بين البلدين".

وتابع أن العلاقات بين إيران والسودان أيضا تسير على مسار جيد واتفق البلدان علی إعادة فتح سفارتيهما، مشيرا إلى أن العلاقات بين طهران وإقليم كردستان العراق ستواصل مسار التنمية.