إيران تبدي مرونة بانفتاح على نقل اليورانيوم المخصب إلى دولة أخرى

مندوب إيران لدى الأمم المتحدة يؤكد أن نقل اليورانيوم المخصب بنسبة 20 و60 بالمئة لا يعد خطا أحمر بالنسبة لبلاده.

طهران - ألمحت إيران إلى استعدادها لنقل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى دولة أخرى في حال التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، ما يشير إلى درجة من المرونة تؤشر على رغبة طهران في استئناف مفاوضات جادة مع طهران.

وقال مندوب إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني اليوم السبت إن "نقل اليورانيوم المخصب بنسبة 20 و60 بالمئة لا يعد خطا أحمر بالنسبة لطهران"، مضيفا أن البديل لذلك هو أن "يبقى هذا المخزون داخل إيران تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

ويعد هذا العرض جزءا من حزمة اقتراحات لإبرام اتفاق نووي جديد، أو العودة إلى اتفاق 2015 بشروط معدلة، فيما تصر طهران على رفع العقوبات الدولية كشرط أساسي لأي اتفاق.

وشدد المسؤول الإيراني على أن بلاده لن تتنازل عن حقها في إنتاج اليورانيوم محليا، وهو شرط ترفضه الولايات المتحدة بشدة كما استبعد أي قيود على برنامج إيران للصواريخ الباليستية، وأكد أن أي اتفاق جديد سيعتمد إلى جانب شروط أخرى على رفع العقوبات الدولية المفروضة على بلاده.

وتأتي تصريحاته بعد ساعات من منشور لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على منصة "إكس" مساء الجمعة، أعلن فيه أن بلاده مستعدة من حيث المبدأ لاستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، لكنه دعا الرئيس دونالد ترامب إلى تهدئة لهجته.

وقال عراقجي "إذا كان الرئيس ترامب جادا في رغبته بالتوصل إلى اتفاق، فعليه أن يتخلى عن لهجته المهينة وغير المقبولة تجاه سماحة قائد الثورة الإسلامية، آية الله العظمى علي خامنئي، وأن يتوقف عن الإساءة لملايين من أتباعه المخلصين"، مضيفا "حسن النية يولد حسن النية، والاحترام يولد الاحترام".

وكان ترامب قد صرح مؤخرا بأن محادثات جديدة مع إيران ستعقد "الأسبوع المقبل"، دون أن يقدم أي تفاصيل إضافية وكانت جولات سابقة من المفاوضات بين واشنطن وطهران قد فشلت في التوصل إلى اتفاق.

وأعلن الرئيس الأميركي الأسبوع الماضي وقف إطلاق النار بين إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، وخصمها الإقليمي إيران لوقف الحرب التي بدأت في 13 يونيو/حزيران عندما شنت إسرائيل هجوما على طهران.

وأثار الصراع الإسرائيلي الإيراني مخاوف في منطقة تعاني من التوتر بالفعل منذ بدء حرب إسرائيل على غزة في أكتوبر تشرين الأول 2023.

وقصفت الولايات المتحدة مواقع نووية إيرانية مطلع الأسبوع الماضي، واستهدفت إيران قاعدة أميركية في قطر يوم الاثنين ردا على ذلك، قبل أن يعلن ترامب وقف إطلاق النار.

وإسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يُعتقد على نطاق واسع أنها تمتلك أسلحة نووية، وقالت إن حربها على إيران تهدف إلى منع طهران من تصنيع قنبلة نووية.

والجمهورية الإسلايمة طرف في معاهدة حظر الانتشار النووي، في حين أن إسرائيل ليست طرفا فيها. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، التي تُجري عمليات تفتيش في إيران، إنها "لا تملك مؤشرا موثوقا" على وجود برنامج أسلحة نشط ومنسق في البلاد.