إيران تتحدى العقوبات الأميركية بإرسال المزيد من النفط لفنزويلا

وصول ثلاث ناقلات نفط إيرانية إلى الموانئ الفنزويلية يأتي في إطار تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين في ظل تشديد الضغوط الأميركية عليهما.
وصول ما يزيد عن 820 ألف برميل نفط إيراني إلى فنزويلا خلال ثلاثة أيام فقط

كراكاس - جددت إيران مؤخرا إرسال ناقلات النفط إلى فنزويلا في أحدث تحد إيراني للعقوبات الأميركية على طهران، وهو ما سيفاقم حتما التوتر القائم بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية.

وذكرت بيانات رفينيتيف أيكون ومصدر مطلع أن الناقلة الأخيرة رست الأحد بميناء جواراجواو في شرق فنزويلا ضمن مجموعة من ثلاث ناقلات وقود إيرانية، وذلك بعدما وعد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بإعادة المعروض من الوقود إلى وضعه الطبيعي في البلد الذي يعاني من شح البنزين.

ونقلت السفن الثلاث التي بدأت في الوصول قبل أيام زهاء 820 ألف برميل من الوقود إلى البلد الواقع بأميركا الجنوبية حيث أدى النقص الحاد في البنزين إلى موجة احتجاجات في الأسابيع الأخيرة.

وأعلن مادورو قبل أيام خطة جديدة لتوزيع البنزين بنظام الحصص اعتبارا من الاثنين.

وذكر مصدر مطلع أن الناقلة فاكسون دخلت المياه الفنزويلية السبت ورست في ميناء جواراجواو المرتبط بمنشأة بويرتو لاكروز للتكرير ظهر يوم الأحد. ورست الناقلتان الأخريان في منشأتي تكرير بغرب ووسط البلاد.

وعززت إيران وفنزويلا تعاونهما الاقتصادي هذا العام في ظل تشديد واشنطن عقوباتها على صناعتي النفط بالبلدين.

وفي أواخر مايو/أيار الماضي وصلت أربع ناقلات نفط إيرانية إلى الموانئ الفنزويلية في تحدٍ للعقوبات الأميركية على كل من إيران وفنزويلا.

وكانت وزارة العدل الأميركية قد صادرت في يوليو/تموز الفائت 1.1 مليون برميل من الوقود كانت على أربع ناقلات إيرانية متجهة إلى فنزويلا، وذلك في إطار جهود واشنطن لعرقلة التجارة بين البلدين الخاضعين لعقوبات، وأعقب ذلك تحذيرات طهران من مغبة التعرض لتلك الناقلات.

وطعن أصحاب الأربع شحنات في المصادرة أمام محكمة جزئية أميركية، مؤكدين حقهم في التحكم في الشحنات التي قالوا إنها متجهة لعملاء في بيرو وكولومبيا. وقال محام للشركات إنه ليس لديه علم بالتفريغ.

وضيقت العقوبات الأميركية على طهران منافذها التجارية، إذ تهدد واشنطن بفرض عقوبات على دول أو شركات تشتري النفط من إيران بما عمق عزلة الجمهورية الإسلامية وفاقم أزمتها الاقتصادية.

وتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الذي أبرمته الإدارة السابقة في البيت الأبيض وقوى عالمية أخرى مع إيران عام 2018 ومعاودته فرض العقوبات التي جرى تخفيفها بموجب الاتفاق.

وبلغ التوتر الأميركي الإيراني أوجه بعد أن قتلت القوات الأميركية بالعراق قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني في الثالث من يناير/كانون الثاني الماضي.

وتستمر الولايات المتحدة متسلحة بنظام العقوبات في ممارسة أقصى الضغوط على إيران لدفع للتفاوض على اتفاق جديد يتضمن قيودا أشد وأكثر شمولية على برنامجي طهران النووي والصاروخي، بينما ترفض الحكومة الإيرانية التفاوض تحت الضغط.

وساهمت العقوبات الأميركية على الفور في انهيار الريال الإيراني إلى أدنى مستوى له، فيما تشهد طهران أسوا عام لها على الإطلاق في ظل أزمات متوالية على غرار تفشي فيروس كورونا الذي ألقى بتداعيات وخيمة على الاقتصاد الإيراني المتأزم أصلا.