إيران تترك المكابرة وتقر بخطورة العقوبات الأميركية

نائب الرئيس الإيراني يقول إنه من الخطأ الاعتقاد بأن العقوبات الأميركية الجديدة على طهران لن تؤثر على اقتصادها.
عقوبات أميركية جديدة على شركة سياحة تابعة لخطوط الطيران الإيرانية "ماهان"
طهران تعلن أنها ستبيع أكبر قدر ممكن من النفط

لندن - قال إسحق جهانكيري نائب الرئيس الإيراني الثلاثاء إن من الخطأ الاعتقاد بأن العقوبات الأميركية الجديدة على طهران لن تؤثر على اقتصادها، وذلك بعد أن بدأت واشنطن حربا تجارية مع حلفائها الأوروبيين والصين.

ونقلت وكالة فارس الإيرانية للأنباء عنه قوله "سنبيع أكبر قدر ممكن من النفط"، رغم الجهود الأميركية لوقف صادرات إيران النفطية.

وقال جهانكيري إن من الخطأ الاعتقاد بأن "الحرب الاقتصادية" الأميركية على إيران لن يكون لها أي تأثير ولكنه أضاف "سنجعل الأمريكيين يفهمون هذا العام إنه لا يمكنهم منع مبيعات إيران من النفط".

ودعا السفير الأميركي لدى ألمانيا برلين الثلاثاء لمنع محاولة إيرانية لسحب مبالغ كبيرة من المال من حسابات مصرفية لديها. وقال جهانكيري إن وزارة الخارجية والبنك المركزي الإيرانيين سيتخذان إجراءات لتسهيل العمليات المصرفية بالرغم من العقوبات الأمريكية. ولم يذكر تفاصيل.

وذكرت وزارة النفط الإيرانية الأسبوع الماضي إنها صدرت 2.2 مليون برميل يوميا من النفط الخام في يونيو/حزيران. ولا يقل هذا الرقم بشكل كبير عما صدرته إيران في أبريل نيسان ومايو أيار وبلغ 2.4 مليون برميل يوميا.

وفرضت وزارة الخزانة الأميركية، الاثنين، عقوبات جديدة على شركة سياحة تابعة لخطوط الطيران الإيرانية "ماهان" (خاصة)، التي تقول واشنطن إنها "مرتبطة" بالحرس الثوري الإيراني.

ويأتي ذلك في إطار عقوبات على إيران تفرضها واشنطن منذ انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني. واستهدفت العقوبات الجديدة شركة "ماهان ترافل" للسياحة، وفق بيان لوزارة الخزانة الأمريكية، صدر اليوم.

وأفاد البيان، أنه بموجب القرار الجديد سيتم "حظر جميع ممتلكات الشركة في الولايات المتحدة كما يحظر التعامل معها". وذكر البيان أن "ماهان (الشركة الأم) هي شركة الطيران المفضلة لقوات فيلق القدس التابعة للحرس الثوري، لتسهيل دعمها للإرهاب عبر الشرق الأوسط".

وأوردت وزارة الخزانة الأميركية أن "رحلات ماهان المنتظمة إلى سوريا تستخدم لدعم نظام الأسد وتوصيل الأسلحة والمقاتلين الأجانب والمقاتلين الإيرانيين الذين يزرعون العنف والاضطرابات في جميع أنحاء المنطقة"، وفق تعبيرها.

وقال وزير الخزانة ستيفن منوشين "لقد كانت حكومة الولايات المتحدة واضحة للغاية بشأن الدور الذي لعبته شركة طيران ماهان"، بحسب البيان. وتابع "إن عملنا ضد "ماهان" يوضح للجميع في مجال صناعة الطيران أنهم بحاجة ماسة لقطع كل العلاقات معها، وأن ينأوا بأنفسهم على الفور عن التعامل مع شركة الطيران هذه".

وشدد المسؤول الأميركي أن "الشركات التي تواصل تقديم خدمات لماهان سواء في مطارات أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، ترتكب مجازفة مالية كبيرة"، على حد تعبيره.

ويتواجد مقر "ماهان ترافل" في العاصمة الماليزية كوالالمبور ، وتوفر خدمات حجز التذاكر لخطوط "ماهان" حسب وزارة الخزانة الأميركية. وشدد البيان أن "إجراء اليوم يثبت التزام حكومة الولايات المتحدة المستمر بفرض العقوبات واستهداف الدول التي تدعم للإرهاب".

يشار أن واشنطن سبق وفرضت عقوبات على "ماهان" (الأم) ، بتهمة دعم الإرهاب، وتقديم الدعم التقني والمالي للحرس الثوري الإيراني. وتأسست "ماهان" عام 1991 وبدأت عملياتها في العام التالي كأول شركة طيران خاصة في إيران.

وفي 8 مايو/أيار الماضي، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق الذي يقيّد البرنامج النووي الإيراني في الاستخدامات السلمية مقابل رفع العقوبات الغربية عنها.

كما أعلن ترامب إعادة العمل بالعقوبات الاقتصادية على طهران والشركات والكيانات التي تتعامل معها. غيّر أنّ الاتحاد الأوروبي ودول أوروبية أخرى، في مقدمتها فرنسا وبريطانيا، رفضت الانسحاب وأعلنت مواصلتها الالتزام بالاتفاق.