إيران تترك للحرس الثوري الإيراني قرار 'غلق' مضيق هرمز

طهران تحذر الولايات المتحدة من عرقلة بيع النفط الإيراني معلنة في تهديد ضمني أن عليها أن تكون مستعدة للعواقب، في إشارة لإمكانية تعطيل الحرس الثوري إمدادات النفط العالمية عبر مضيق هرمز.

إيران تلوّح بورقة مضيق هرمز في مواجهة الضغوط الأميركية
ضجيج التهديدات الإيرانية لا يهدأ في غمرة العقوبات الأميركية
طهران تتعهد بمواصلة بيع نفطها رغم العقوبات الأميركية

نيويورك - تركت إيران قرارا محتملا بغلق مضيق هرمز الحيوي لإمدادات النفط العالمية ردا على العقوبات والإجراءات الأميركية لخفض إيرادات النفط الإيراني للصفر، إلى الحرس الثوري الذي سبق وهدد بإغلاق المضيق.

وتحدت طهران اليوم الأربعاء القرارات الأميركية بمنع طهران من بيع نفطها، حيث تضغط واشنطن لخفض الإيرادات النفطية الإيرانية إلى الصفر بعد أن أنهت إعفاءات لثماني دول من مشتري النفط الإيراني.

وتحدث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم الأربعاء بلهجة صارمة في تصريحات أدلى بها في نيويورك، محذرا من أنه على الولايات المتحدة أن تكون مستعدة للعواقب اذا منعت إيران من بيع نفطها.

وقال إن بلاده ستواصل بيع نفطها واستخدام مضيق هرمز في نقله، مضيفا في مؤتمر بنيويورك "ستواصل إيران بيع نفطها. سنواصل إيجاد مشترين لنفطنا وسنواصل استخدام مضيق هرمز كممر عبور آمن لمبيعاتنا النفطية".

وتابع "إذا أقدمت الولايات المتحدة على الإجراء المجنون وحاولت منعنا من فعل ذلك فعليها ساعتها أن تكون مستعدة للعواقب"، مشددا على أن وزارته ليست الجهة المعنية باتخاذ قرار إغلاق مضيق هرمز وإنما هو موضوع يقرره الجيش.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) عن ظريف قوله على هامش زيارة يجريها لمدينة نيويورك للمشاركة في اجتماع بالجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال ردا على سؤال حول ما إذا كان غلق مضيق هرمز مطروحا على طاولة إيران أم لا، "لن أتحدث عن الخيار العسكري وهو أمر تقرره القوات المسلحة "، مضيفا "لقد قلنا بأن إيران تحافظ على مصالحها واحدها هو استقرار المنطقة، فالاستقرار في المنطقة يجب أن يكون للجميع وأن تعود بالفائدة الاقتصادية للجميع".

واعتبر الوزير الإيراني أن الولايات المتحدة هي "المصدر الأساسي لعدم الاستقرار في منطقتنا"، محاولا إظهار أن من مصلحة بلاده الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، في رد على الاتهامات الأميركية الخليجية لطهران بمحاولة زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.

وقال ظريف "مصلحة إيران النهائية هي في استمرار الحفاظ على استقرار المنطقة وأن يتوفر هذا الاستقرار للجميع".

وهددت إيران الاثنين بإغلاق مضيق هرمز، الممر المائي الحيوي لشحنات النفط العالمية، فيما بدا أنه رد على التحرك الأميركي لإنهاء الإعفاءات عن ثماني من مشتري النفط الإيراني.

وقال الأدميرال علي رضا تنكسيري قائد القوة البحرية التابعة للحرس الثوري، إن مضيق هرمز هو ممر بحري وفق القوانين الدولية "وإذا منعنا من استخدام هذا الممر (في نقل النفط) فسنقوم بإغلاقه"، وفقا لما أوردته وكالة فارس الإيرانية للأنباء.

وهدد المسؤولون الإيرانيون مرارا بإغلاق المضيق، وسط تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة.

ومضيق هرمز أحد الشرايين الرئيسية حول العالم في نقل إمدادات النفط، حيث يمر عبره نحو 80 بالمائة من النفط السعودي والعراقي والإماراتي والكويتي، في طريق التصدير إلى دول معروفة باعتمادها العالي على مصادر الطاقة مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند وسنغافورة.

والاثنين، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقف إعفاءات شراء النفط الإيراني، كانت حصلت عليها 8 بلدان في 5 نوفمبر/ شرين الثاني 2018.

ويدخل قرار وقف الإعفاءات الذي يطال الصين وهي أكبر مستورد للنفط الخام، حيز التنفيذ اعتبارا من مطلع مايو/أيار المقبل.