إيران تتفاوض مع طالبان على أمنها الحدودي

ممثلون عن الحركة الأفغانية المتشددة يجتمعون في إيران على أمل دفع محادثات السلام مع استمرار رفض طالبان التفاوض مع حكومة كابول.

لندن – قالت إيران إن ممثلين عن حركة طالبان الأفغانية أجروا مفاوضات مع مسؤولين إيرانيين في طهران الأحد فيما تسعى الجمهورية الإسلامية الى كبح تأثير جماعات إسلامية أخرى على حدودها الشرقية.
وكانت القوات الأفغانية قد انسحبت هذا الشهر من مناطق نائية في غرب البلاد على الحدود مع إيران لتترك المنطقة لطالبان بعد أن فشلت الحكومة في إعادة تزويد القوات المتمركزة هناك بالمؤن والذخيرة.
وذكر بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية الاثنين أن المحادثات جرت بعلم الرئيس الأفغاني أشرف غني وتهدف إلى رسم معالم مفاوضات بين طالبان والحكومة الأفغانية.
وترفض طالبان منذ سنوات إجراء محادثات رسمية مع الحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب.
وقال قاسمي في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون الرسمي في بث مباشر الاثنين "كان هناك وفد من طالبان في طهران أمس. أجروا مفاوضات شاملة مع نائب وزير الخارجية الإيراني".
وتقول طالبان، التي تسعى لإعادة فرض تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية في أفغانستان بعد الإطاحة بحكمها عام 2001، إن وجود قوات دولية هو العقبة الرئيسية أمام إحلال السلام. وحتى في الوقت الذي تكتسب فيه عملية السلام زخما، فقد استمر القتال الذي كبد الجانبين خسائر فادحة.
وخلال السنوات القليلة الماضية نشطت مجموعات من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بشكل متزايد في أفغانستان واشتبكت مع كل من القوات الحكومية ومقاتلي طالبان مما أثار قلق الدول المجاورة.
واجرت الحركة هذا الشهر مفاوضات في ابوظبي مع مسؤولين أميركيين بشأن مقترحات لوقف إطلاق النار لمدة ستة أشهر وانسحاب القوات الأجنبية في المستقبل.
ويصر المتشددون على التوصل أولا لاتفاق مع الولايات المتحدة، التي تعتبرها الحركة القوة الرئيسية في البلاد منذ أن أطاحت قوات بقيادة الولايات المتحدة بطالبان من السلطة عام 2001.
وزادت الجهود الدبلوماسية لحل الصراع منذ أن بدأ ممثلون من طالبان الاجتماع مع مبعوث الولايات المتحدة زلماي خليل زاد هذا العام. والتقى مسؤولون من الأطراف المتحاربة ثلاث مرات على الأقل لبحث انسحاب القوات الدولية ووقف إطلاق النار عام 2019.
إلا أن الولايات المتحدة تصر على أن أي تسوية نهائية يجب أن يقودها الأفغان.
ووفق بيانات من مهمة "الدعم الحازم" التي يقودها حلف شمال الأطلسي وتم نشرها في نوفمبر/تشرين الثاني، تسيطر حكومة الرئيس أشرف غني أو لها نفوذ على أكثر من 65 بالمئة من السكان إلا أنها تسيطر على 55.5 بالمئة من مناطق أفغانستان ومجموعها 407 مناطق وهو ما يقل عن أي وقت مضى منذ عام 2001. 
وتقول طالبان إنها تسيطر على 70 بالمئة من البلاد.