إيران تتمسك بالعناد ردا على مقترح أميركي بالتفاوض

مستشار علي خامنئي أعلى مرجعية سياسية ودينية في إيران يرفض عقد أي اجتماعات بين واشنطن وطهران للتفاوض حول المسائل العالقة ومنها الملف النووي والصاروخي، واصفا أي لقاء بأنه "أضغاث أحلام"

طهران تراهن على دعم روسيا والصين وتركيا في مواجهة الضغوط الأميركية
إيران تبالغ في تفاؤلها بتجاوز العقوبات الأميركية
ترامب لا يخطط للقاء روحاني حاليا ولا يستبعد لقاء في المستقبل

لندن - رفض علي أكبر ولايتي كبير مستشاري الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي عرضا أميركيا لعقد لقاءات رفيعة المستوى، في الوقت المقرر أن يحضر فيه رئيسا البلدين اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وتنطلق، في وقت لاحق اليوم، اجتماعات الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحضور زعماء وقادة أكثر من 140 دولة.

ومن المنتظر أن يوجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في كلمته خلال افتتاح أعمال الاجتماعات، سهامه نحو إيران، على غرار التهديدات التي أطلقها في اجتماعات العام الماضي ضدّ كوريا الشمالية.

وتأتي تصريحات ولايتي بينما قال الرئيس الأميركي الثلاثاء، إنه لا يخطط لعقد لقاء مع نظيره الإيراني حسن روحاني رغم "طلبات" واردة في هذا الصدد.

وأضاف ترامب في تغريدة عبر تويتر "رغم الطلبات، ليس لدى أي خطط للقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني. ربما نلتقي يوما ما في المستقبل. إنني متأكد من أنه رجل ودود!".

والأحد الماضي، صرح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في مقابلة أجرتها معه قناة "إن بي سي"، بأن ترامب يرغب في لقاء روحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة شريطة أن يكون طلب اللقاء من جانب الأخير.

وكرر بومبيو الطلب يوم الأحد ومده ليشمل الزعيم الأعلى آية الله خامنئي وقال لشبكة فوكس نيوز "إنه هو من يدير الأمور في إيران. أعتقد أنه سيكون حوارا مهما ومثيرا للاهتمام".

وأحجم روحاني الذي ينظر إليه على أنه معتدل، عن استبعاد عقد اجتماعات بين البلدين لكنه يواجه ضغوطا متزايدة من جهات متشددة منها الحرس الثوري منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي المبرم في العام 2015.

روحاني يتعرض لضغوط شديدة من تيار المحافظين ضمن حسابات انتخابية مسبقة وغير قادر على توجيه البوصلة نحو تفاوض جديد مع واشنطن

وكان روحاني قد اشترط الاثنين عودة ترامب عن قراره المتعلق بالانسحاب من الاتفاق النووي أولا قبل الحديث عن أي مفاوضات بين واشنطن وطهران.

وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء أن ولايتي قال ردا على سؤال بشأن عرض إجراء محادثات "أضغاث أحلام ترامب ووزير خارجيته لن تري سبيلها إلى الواقع".

وقال الحرس الثوري في بيان "الرئيس الأميركي الشرير المتهور يركز على حرب اقتصادية وعقوبات قاسية كي تحيد الأمة الإيرانية عن القيم الثورية ومصالحها الوطنية".

قال ولايتي، إن بلاده ستتجاوز العقوبات الاقتصادية الأميركية بالعمل مع الصين وروسيا وتركيا.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية اليوم الثلاثاء عن مستشار خامنئي قوله "نحن الآن في بداية المشاكل، لكننا سنتغلب عليها بالعمل مع الصين وروسيا وتركيا ودول صديقة أخرى".

وأشار إلى أنه من غير الممكن أن تمنع الضغوط الأميركية تصدير النفط الإيراني، مؤكدا أن بلاده لا تجري أية تفاوض مع الولايات المتحدة.

وفي 8 مايو/أيار الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي الانسحاب من الاتفاق الذي يقيّد البرنامج النووي الإيراني في الاستخدامات السلمية.

وقرر ترامب إعادة العمل بالعقوبات الاقتصادية على طهران والشركات والكيانات التي تتعامل معها.

ومن المتوقع أن تبدأ في 6 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية على طهران التي ستقيد صناعة النفط في البلاد، بعد حزمة عقوبات اقتصادية أولى فرضت في أغسطس/آب الماضي.

وقال الحرس الثوري الإيراني في تصعيد جديد، إن الهجوم الذي وقع يوم السبت على عرض عسكري بإيران وأسقط 25 قتيلا كان "سوء تقدير من جانب الأعداء، فقد وطدت هذه الجريمة من اتحاد الأمة الإيرانية".

واتهمت إيران الولايات المتحدة بدعم منفذي الهجوم، لكن واشنطن نفت أي علم مسبق به.