إيران تتهم الأوروبيين بـ"العنصرية" لتفعيلهم آلية تسوية النزاعات

السلطات الإيرانية تهاجم الأطراف الأوروبية بما يعمق عزلتها ويحول دون محاولاتها تخفيف العقوبات الأميركية التي عمقت أزمتها الاقتصادية.
إيران تقابل بالرفض جهود الأطراف الأوربية لحماية الاتفاق النووي من الانهيار

طهران - اعتبرت إيران الاثنين أن قيام برلين ولندن وباريس مؤخراً بتفعيل آلية تسوية النزاعات المنصوص عليها في الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني المبرم عام 2015، هو دليل على "عنصرية" أوروبية تجاهها.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن "مقابل الانتهاكات المتكررة التي ترتكبها الولايات المتحدة وأوروبا، ليس لإيران الحق في استخدام المادة 36 من اتفاق 2015 رغم توجيه عدة إشعارات مكتوبة لمسؤولين أوروبيين"، من دون تحديد كيف حُرمت إيران من مثل هذا الحق.

وانتقد ظريف في خطاب ألقاه في طهران الأطراف الأوروبية في الاتفاق النووي، قائلا "الأوهام بأنه فقط الولايات المتحدة يمكن أن تستفيد من القانون الدولي"، مضيفا "لا نقبل بمثل هذه العنصرية".

وأعلنت الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) في 14 يناير/كانون الثاني، تفعيل آلية تسوية الخلافات المنصوص عليها في المادة 36 من النصّ المبرم في فيينا.

وقد تؤدي آلية تسوية الخلافات على المدى الطويل إلى إعادة فرض مجلس الأمن الدولي كل العقوبات التي رُفعت عن إيران في إطار اتفاق فيينا.

والاتفاق مهدد بالانهيار منذ أن سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بلاده منه في مايو/أيار2018، قبل أن يعيد فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران، لتباشر بعد ذلك إيران تخفيض التزاماتها النووية بما وصفتها الأطراف الأوروبية انتهاكات من شأنها أن تعثر مساعي حماية الاتفاق.

ولا تزال برلين وباريس ولندن تريد الحفاظ على الاتفاق، لكن طهران تتهمها بالتقاعس عن العمل وبانتهاك التزاماتها بسبب عدم مساعدتها الجمهورية الإسلامية في الالتفاف على العقوبات الأميركية.

ورداً على هذه العقوبات تخلّت طهران منذ أيار/مايو 2019 عن عدة التزامات رئيسية بالاتفاق وأعلنت تخصيبها اليورانيوم "بلا قيود"، فيما يلزم الاتفاق السلطات الإيرانية بنسبة تخصيب لا تتجاوز 3.6 بالمئة.

ويقول الأوروبيون إنهم فعّلوا آلية تسوية الخلافات لمحاولة إرغام طهران على العودة لتطبيق الاتفاق بشكل كامل.

وتعهّدت طهران بموجب الاتفاق بالحدّ من برنامجها النووي مقابل رفع تدريجي للعقوبات الدولية عنها.

وتستدعي انتهاكات طهران المستمرة لاتفاقها النووي مخاوف دولية من انتشار أسلحة نووية تشكل خطرا على الأمن العالمي في ظل اتخاذ التوتر الأميركي الإيراني نسقا تصاعديا خصوصا بعد تصفية واشنطن لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني.