إيران تتوعد إسرائيل بالرد على أي خطوة متهورة وسط احتفالات بالشوارع

وزارة الخارجية الإيرانية تستدعي سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا احتجاجا عما وصفته بمواقفهم غير المسؤولة.
وزير الخارجية الايراني يؤكد اخبار واشنطن وعواصم عربية بالهجوم المحدود

طهران – قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الأحد، إن الحرس الثوري لقن إسرائيل درسا قويا، في إشارة إلى الهجمات التي نفذتها إيران الليلة الماضية على الدولة العبرية، التي لم تعلن عن تكبدها خسائر بشرية أو مادية جراء الهجوم، وسط احتفال للنواب الإيرانيين داخل البرلمان واحتشاد الآلاف في شوارع المدن الكبرى احتفاء بالهجوم غير المسبوق.

وقال رئيسي في بيان صادر عن المكتب الرئاسي" تحققت معاقبة المعتدي، وهو الوعد الصادق الذي وعد به قائد الثورة الإسلامية القوي والحكيم " مضيفا "أبناء إيران في حرس الثورة سجلوا بالتنسيق مع جميع القطاعات الدفاعية والسياسية صفحة ناصعة في تاريخ البلاد، ولقنوا الصهاينة درساً بليغاً".

وتوعد رئيسي برد "أقوى" على أي خطوة "متهوّرة" قد تقدم عليها إسرائيل وحلفاؤها، وقال "إذا قام النظام الصهيوني أو داعموه بأي تصرف متهوّر، سيتلقون ردّا أقوى وأكثر حزماً".

وذكرت وكالة العمال الإيرانية، وهي وكالة أنباء شبه رسمية، أن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت اليوم الأحد سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا لسؤالهم عما وصفته "بمواقفهم غير المسؤولة" فيما يتعلق بالضربات الجوية الإيرانية على إسرائيل والتي جاءت ردا على قصف إسرائيل لقنصليتها في دمشق.

واحتفل مجلس الشورى الإيراني (البرلمان)، في افتتاحية جلسة الأحد، بالهجوم على إسرائيل، حيث احتشد عشرات النواب وسط القاعة مرددين شعارات مثل "الموت لإسرائيل"، و"الدماء في عروقنا هدية لمرشدنا"، و"أيها المرشد خامنئي جاهزون جاهزون"، بحسب موقع "إيران إنترناشونال".

واحتشد آلاف الإيرانيين في شوارع المدن الكبرى ملوّحين براية إيران، براية الجمهورية الإسلامية، احتفاء بالهجوم غير المسبوق الذي شنّته طهران على إسرائيل.

وتجمّع متظاهرون في ساحة فلسطين في وسط طهران، بعيد الإعلان عن إطلاق الحرس الثوري عملية سماها "الوعد الصادق".

وردد المحتشدون شعارات من قبيل "الموت لإسرائيل" و"الموت لأميركا"، في تكرار للهتافات التي تُرفع في غالبية المناسبات الرسمية منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979.

ورفعوا الأعلام الإيرانية وأعلام حزب الله اللبناني المدعوم من طهران. كما حمل بعضهم صورا للقائد السابق لفيلق القدس اللواء قاسم سليماني، أحد أبرز مهندسي السياسة الإقليمية لطهران، والذي اغتيل في يناير 2020 بضربة أميركية على بغداد.

وكان المسؤولون الإيرانيون، يتقدمهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، قد توعّدوا بـ"معاقبة" إسرائيل بعد الضربة المنسوبة إليها في الأوّل من أبريل/نيسان على القنصلية الإيرانية في دمشق والتي أودت بحياة سبعة أفراد من الحرس الثوري، من بينهم ضابطان رفيعا المستوى.

وشدد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال اجتماع مع سفراء أجانب في طهران اليوم الأحد، إن إيران أبلغت الولايات المتحدة أن هجماتها ضد إسرائيل ستكون "محدودة" وللدفاع عن النفس مضيفا " طهران أخطرت جيرانها قبل 72 ساعة من الهجمات على إسرائيل".
وكان عبد اللهيان اكد في تغريدة على حسابه بموقع اكس أن بلاده لا تنوي مواصلة هجماتها ضد إسرائيل، لكنها لن تتردد في الرد على أي هجوم محتمل قائلا أن "ممارسة إيران حقها في الدفاع عن النفس يدل على النهج المسؤول الذي تتبعه تجاه السلام والأمن الإقليمي والدولي".ة وأشار أن الهجمات المباشرة ضد إسرائيل انتهت.
وأضاف "إيران ليس لديها نية لمواصلة العمليات الدفاعية في هذه المرحلة، لكنها لن تتردد إذا لزم الأمر في حماية مصالحها المشروعة ضد أي هجوم جديد".

ومنذ بضعة أيّام، علّقت لافتة كبيرة على مبنى ساحة فلسطين تدعو الإسرائيليين بالعبرية إلى "الاحتماء".

وكُشف ليلا عن رسم جداري جديد في الساحة يظهر علما إسرائيليا ممزّقا مع صواريخ في الخلفية وكُتب عليه أن "الصفعة المقبلة ستكون أقوى".

ونظّمت تجمّعات أيضا لفترة قصيرة أمام السفارة البريطانية، في غياب تمثيليات دبلوماسية للولايات المتحدة وإسرائيل اللتين تعتبران العدوين اللدودين للجمهورية الإسلامية، وقطعت إيران علاقتها بهما منذ الثورة.

وساد هدوء في أحياء العاصمة الأخرى حيث تشكّلت طوابير انتظار أمام بعض محطات الوقود لملء خزانات السيّارات في إجراءات احترازية.

وفي مدينة أصفهان بوسط البلاد، تجمّع أشخاص أمام مرقد اللواء محمد رضا زاهدي، أبرز الأفراد السبعة من الحرس الثوري الذين قضوا في الضربة على القنصلية الإيرانية في دمشق.

وجرت تجمّعات مماثلة أمام مرقد اللواء سليماني في كرمان (جنوب)، وفي مدن مثل تبريز وكرمانشاه والأهواز.

ولم يُخفِ إيرانيون كثيرون قلقهم في الأيّام الأخيرة من مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل، بعد أعوام من مواجهة في الظل بينهما.

وتتهم إيران إسرائيل بالوقوف خلف سلسلة عمليات طالت أراضيها، مثل عمليات تخريب في منشآت عسكرية وأخرى مرتبطة ببرنامجها النووي، أو عمليات اغتيال لعلماء وقادة عسكريين.

من جهتها، تتهم الدولة العبرية الجمهورية الإسلامية بالعمل على "إزالتها"، ودعم مجموعات عدة في الشرق الأوسط مناهضة لها مثل حزب الله اللبناني وفصائل فلسطينية، وتعزيز حضورها العسكري في سوريا.

وفي هذه الأجواء المشحونة بالقلق وانعدام اليقين، تراجع الريال الإيراني إلى أدنى مستوياته تاريخيا، مساويا حوالي 650 ألف في مقابل الدولار في السوق الموازية.

وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية اليوم الأحد أن عدة مطارات إيرانية، منها مطار الإمام الخميني الدولي في طهران، ألغت رحلاتها حتى غدا الاثنين.

وقال المسؤول التنفيذي بالمطار لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية "تم إلغاء جميع الرحلات الجوية المغادرة من مطار الإمام الخميني الدولي في طهران الساعة السادسة صباحا (02:30 بتوقيت غرينتش) بعد إعلان صادر عن منظمة الطيران المدني الإيرانية".

ووفقا لشركة المطارات والملاحة الجوية الإيرانية، تم إلغاء الرحلات الداخلية من مطار مهر اباد بطهران ومطارات شيراز وأصفهان وبوشهر وكرمان وعيلام وسنندج حتى صباح الاثنين إذ لا يزال المجال الجوي الغربي لإيران مغلقا أمام الرحلات الجوية.