إيران تحتج لدى بريطانيا على احتجاز ناقلة نفط عملاقة

طهران تستدعي السفير البريطاني لديها للتنديد باعتراض وصفته بأنه "غير قانوني" لناقلة نفط إيرانية عملاقة في جبل طارق.

طهران تندد باحتجاز ناقلة نفط إيرانية في جبل طارق
احتجاز سلطات جبل طارق للناقلة الإيرانية جاء بطلب من واشنطن
لا تساهل أوروبيا في تطبيق العقوبات على سوريا

مدريد - استدعت إيران اليوم الخميس السفير البريطاني في طهران للتنديد باعتراض وصفته بأنه "غير قانوني" لناقلة نفط إيرانية عملاقة في جبل طارق حيث أكدت السلطات أنها تشتبه بأن السفينة تنقل نفطا خاما إلى سوريا رغم عقوبات الاتحاد الأوروبي.

ويأتي احتجاز السفينة العملاقة "غريس 1" البالغ طولها 330 مترا في وقت حساس في العلاقات الأوروبية الإيرانية، فيما يدرس الاتحاد الأوروبي سبل الرد على إعلان طهران تخصيب اليورانيوم بمستوى يحظره الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بينها وبين الدول الكبرى.

واحتجزت السلطات في جبل طارق التابع لبريطانيا بأقصى جنوب اسبانيا، الناقلة بناء على طلب الولايات المتحدة، وفق ما أعلنت مدريد.

ولم تحدد السلطات مصدر النفط، لكن النشرة المتخصصة في النقل البحري 'لويد ليست' ذكرت أن ناقلة النفط ترفع علم بنما وتنقل نفطا إيرانيا.

وتم إيقاف الناقلة 'غريس 1'، بينما كانت على بعد أربعة كيلومترات جنوب جبل طارق في مياه تعتبر بريطانية، رغم أن اسبانيا ترفض ذلك وتزعم أحقيتها في هذه المنطقة.

واعترضت سلطات جبل طارق بمساعدة وحدة من البحرية الملكية البريطانية ناقلة النفط العملاقة فجر الخميس.

وتم الصعود إلى الناقلة عندما تباطأت في منطقة مخصصة لوكالات الشحن لنقل البضائع إلى سفن عادية.

وقال رئيس وزراء جبل طارق فابيان بيكاردو في بيان "لدينا كل الأسباب التي تدعو إلى الاعتقاد أن غريس 1 كانت تنقل شحنتها من النفط الخام إلى مصفاة بانياس التي يملكها كيان يخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على سوريا"، مضيفا "لقد احتجزنا الناقلة وحمولتها".

وأعلن وزير الخارجية الاسباني جوسيب بوريل الخميس أن الولايات المتحدة طلبت اعتراض ناقلة النفط.

وقال الوزير الاسباني "نحن بصدد درس الظروف التي رافقت هذه المسألة، لقد كان هناك طلب وجهته الولايات المتحدة إلى المملكة المتحدة" لاعتراض ناقلة النفط.

وفي طهران، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي في بيان رسمي "إثر الاعتراض غير القانوني لناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق من جانب القوة البحرية التابعة لبريطانيا، تم استدعاء سفير هذا البلد إلى وزارة الخارجية"، مضيفا أن "معلومات إضافية سيتم نشرها لاحقا".

ويفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على سوريا منذ 2011. وتشمل تلك العقوبات 227 مسؤولا سوريا بينهم وزراء في الحكومة بسبب دورهم في "القمع العنيف" للمدنيين.

وتم تمديدها في مايو/أيار الماضي حتى الأول من يونيو/حزيران 2020 وتشمل حظرا نفطيا وتجميد موجودات يملكها المصرف المركزي السوري في الاتحاد الأوروبي.

وقال بيكاردو إنه بعث رسالة "صباح اليوم إلى رئيسي المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي توضح تفاصيل العقوبات التي طبقناها".

وقالت الخارجية البريطانية "نرحب بهذا العمل الحاسم من قبل سلطات جبل طارق التي عملت على تطبيق نظام عقوبات الاتحاد الأوروبي على سوريا".

وبحسب نشرة 'لويد ليست' فإن الناقلة التي شيدت عام 1997 هي الأولى المحملة بالنفط الإيراني تتوجه إلى أوروبا منذ أواخر 2018.

وذكرت أنه تم تحميل الناقلة بالنفط قبالة إيران في أبريل/نيسان وأبحرت حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.

ويأتي احتجاز الناقلة بعد أيام من إعلان إيران تجاوزها سقف اليورانيوم المخصب المحدد في اتفاق 2015 الذي يهدف إلى الحيلولة دون وصول طهران إلى مستوى التخصيب الكافي لإنتاج رأس حربية نووية.

ويتزامن ذلك مع توتر شديد بين إيران والولايات المتحدة وصل إلى ذروته في 20 يونيو/حزيران حين أسقطت طهران طائرة أميركية بدون طيار قائلة إنها انتهكت مجالها الجوي وهو ما نفته واشنطن.

وكانت طهران تعهدت بموجب اتفاق فيينا بعدم السعي لامتلاك السلاح الذري والحدّ من أنشطتها النووية مقابل رفع قسم من العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها.

لكن الاتفاق بات مهددا بعدما انسحبت منه بشكل أحادي في مايو/ايار 2018 الولايات المتحدة التي أعادت فرض عقوبات اقتصادية ومالية على الجمهورية الإسلامية ما حرم إيران من الفوائد التي كانت تتوقعها من الاتفاق.

وكانت طهران أعلنت في 8 مايو/ايار أنها لن تعود ملزمة بالحدّ من مخزونها من اليورانيوم المخصّب والمياه الثقيلة كما ينص عليه الاتفاق وقد أمهلت الدول الأخرى الموقعة عليه (ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) 60 يوما لمساعدتها على الالتفاف على العقوبات الأميركية.