إيران تحث شبابها على التصويت في الرئاسية تحسبا لضعف المشاركة

المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور يدعو الشباب وهم يمثلون نصف سكان إيران إلى التصويت بكثافة في الانتخابات الرئاسية المقبلة وسط توقعات بضعف الإقبال من فئة لم تعد تتطلع إلى التغيير إلا عبر الشارع.
طموحات الشباب الايراني حاليا مختلفة عن طموحات شباب الثورة في سبعينات القرن الماضي

طهران - تسعى السلطات الايرانية الى تشجيع فئة الشباب التي تعتبر هامة وذلك للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة خاصة وان هذه الفئة لم تعد مهتمة بمثل هذه الاستحقاقات في خضم الانغلاق السياسي وتداعيات الأزمة الاقتصادية على مستقبلهم.
وفي هذا الصدد شدد عباس علي كدخدائي، المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور في إيران، الأربعاء على أهمية حضور جيل الشباب في الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل، ما قد يمهد لأدائهم دورا أكبر في السياسة المحلية.
وقال كدخدائي في طهران "نحن نختبر صعود جيل جديد".
وأضاف "من وجهة نظرنا، مشاركة الشباب مهمة أيضا ويمكن أن تشكّل وعدا بأن جيلنا الشاب سيحضر أيضا في الميدان (السياسي) ويصبح قادرا على أداء دور في المجال التنفيذي الواسع النطاق".
ويعد مجلس صيانة الدستور إحدى الهيئات الأساسية في النظام السياسي للجمهورية الإسلامية، وتعود له صلاحية المصادقة على أسماء المرشحين لخوضها.
ومن المقرر أن تقام الانتخابات في 18 حزيران/يونيو لاختيار خلف للرئيس المعتدل حسن روحاني الذي يقترب من اتمام ولايتين متتاليتين، ولا يحق له دستوريا الترشح لثالثة تواليا.
وخلال الأشهر الماضية، كرر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الدعوة الى مشاركة واسعة في عملية الاقتراع تقترن بـ"اختيار صحيح" لانتخاب رئيس "فعّال".
ويؤمل في أن تؤدي الانتخابات والمشاركة فيها، الى تنمية جيل من المسؤولين الشباب يتولون تدريجا مهام المسؤولين من جيل الثورة الإسلامية لعام 1979، مع بدء تقدم العديد من رموزه في السن لكن مراقبين يرون ان تطلعات الشباب الايراني أصبحت مختلفة.
ووفق تعداد رسمي لعامي 2016-2017، ناهز عدد من هم دون الثلاثين من العمر، نصف عدد السكان في إيران حيث شارك الآلاف منهم السنتين الماضيتين في احتجاجات شعبية ضد النظام ووجهت بقمع غير مسبوق.

ويعاني الشباب الايراني من قلق كبير تجاه المستقبل خاصة مع الازمة الاقصتصادية وتداعيات العقوبات الاميركية وعزلة ايران في المنطقة.

الشباب الايراني شارك بكثافة في احتجاجات ضد النظام قوبلت بقمع غير مسبوق
الشباب الايراني شارك بكثافة في احتجاجات ضد النظام قوبلت بقمع غير مسبوق

ومن المقرر أن تخصص الفترة الممتدة ما بين 11 أيار/مايو و15 منه، لتقديم الترشيحات رسميا الى الانتخابات الرئاسية أمام مجلس صيانة الدستور.
وحتى الأربعاء، أعلنت أكثر من 20 شخصية عزمها الترشح الى الانتخابات التي تجرى مرة كل أربعة أعوام.
الا أن العديد من الشخصيات البارزة التي ترجح التقارير الصحافية دخولها السباق الرئاسي، لا تزال تبقي على موقفها طي الكتمان رسميا حتى الآن، مثل الرئيس السابق لمجلس الشورى علي لاريجاني المصنف ضمن المحافظين المعتدلين، أو سياسيين محافظين مثل رئيس السلطة القضائية ابراهيم رئيسي أو الرئيس الحالي للبرلمان محمد باقر قالياف، أو وزير الخارجية محمد جواد ظريف المحسوب ضمن المعتدلين.
وكانت عملية الاقتراع الأخيرة التي أجريت في الجمهورية الإسلامية، انتخابات مجلس الشورى في شباط/فبراير 2020، وسجلت فيها نسبة امتناع قياسية عن المشاركة تجاوزت 57 بالمئة.
وأقصى مجلس صيانة الدستور يومها العديد ممن تقدموا بترشيحاتهم، وكانوا مصنفين إصلاحيين أو معتدلين.
وقبل أقل من شهرين على الانتخابات الرئاسية، اعتبر كدخدائي أنه لا يزال من المبكر التكهن بما ستكون عليه نسبة المشاركة في الاستحقاق المقبل.
وقال في اللقاء الذي أجري بمقر المجلس في طهران "ليس لدي توقع لأن أجواء البلاد ليست حاسمة بعد"، مضيفا "لا نجري استطلاعات على الاطلاق في مجلس صيانة الدستور، وكما قلت، نحن (كمجلس) لا نركز على نسبة المشاركة".
وتابع "مهمتنا هي تطبيق القانون"، مضيفا "لا أعتقد (أن نسبة المشاركة) ستكون أدنى مما كانت عليه سابقا".
وأوضح كدخدائي "لا يمكنني أن أقدم توقعات محددة الآن لأن جزءا (من نسبة المشاركة) يعتمد على نشاطات المرشحين، وربما حضور بعض الأفراد قد يزيد من نسبة المشاركة، أو أن غيابهم قد لا يؤثر عليها بشكل كبير".
وفي حين اعتبر أنه "كلما زاد عدد الأصوات (المقترعين)، كان ذلك أفضل"، شدد على أنه "من وجهة نظر قانونية، اذا فاز أحدهم (بالانتخابات في ظل نسبة مشاركة متدنية)، فهذا لا يعني (أنه) لا يتمتع بمشروعية".