إيران تحرس سفنها التجارية في البحر الأحمر تحسبا لرد اسرائيلي

واشنطن تلمح لتقييد تحركات عبداللهيان خلال مشاركته بالاجتماعات الأممية في خضم جهود لتعزيز العقوبات على إيران.
البحرية الايرانية تخصص مدمرة لمرافقة السفن نحو قناة السويس
وزير الخارجية البريطاني يؤكد حدوث رد عسكري اسرائيلي قريب على الهجوم الايراني
ابراهيم رئيسي يجدد وعيده لاسرائيل من مغبة استهداف بلاده
الرئيس الايراني ينتقد الدول العربية التي تمتلك علاقات مع اسرائيل

طهران - نقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن القائد البحري شهرام إيراني قوله الأربعاء إن البحرية الإيرانية سترافق السفن التجارية الإيرانية إلى البحر الأحمر وفق وكالة تسنيم شبه الرسمية في خضم التهديدات الإسرائيلية بالرد على الهجوم بالصواريخ والمسيرات.
واضاف "نرافق سفننا من خليج عدن إلى قناة السويس ومستعدون لحماية سفن الدول الأخرى أيضاً" مشددا على "أن "المدمرة جماران متواجدة في خليج عدن، حالياً، وستستمر مهمتها هذه حتى البحر الأحمر". 
من جانبه شدد قائد القوة البرية في الجيش الإيراني العميد كيومرث حيدري على أن "لا مهادنة مع المعتدي على الأراضي الإيرانية" مضيفا "فليعلم الكيان الصهيوني أنه إذا حاول ارتكاب خطأ فسيتلقى ردا ساحقا يجعله يندم".

وحذر قائد القوات الجوية في نفس الحدث من أن الطائرات الحربية، بما في ذلك طائرات سوخوي 24 روسية الصنع، على "أهبة الاستعداد" لمواجهة أي هجوم إسرائيلي.

وقال البريجادير جنرال أمير وحيدي "لدينا الجاهزية الكاملة في كافة المجالات بما في ذلك تغطيتنا الجوية وقاذفاتنا ومستعدون لأي عملية".

لا مهادنة مع المعتدي على الأراضي الإيرانية

وهددت ايران الملاحة البحرية في المنطقة فيما أعلنت شركة إم.إس.سي التي احتجزتها السلطات الايرانية الشهر الحاليسلامة طاقم السفينة إم.إس.سي أريس المكون من 25 فردا وأضافت أن مناقشات تجري مع السلطات الإيرانية لإطلاق سراحهم.

واحتجزت إيران السفينة التي ترفع علم البرتغال في 13 أبريل/نيسان وقالت فيما بعد أن السبب هو "انتهاكها لقوانين الملاحة البحرية".

وقالت الشركة في إفادة إخبارية "نعمل أيضا مع السلطات الإيرانية للإفراج عن الشحنة" فيما استدعت البرتغال سفير إيران أمس الثلاثاء للتنديد بهجوم نفذته طهران على إسرائيل في مطلع الأسبوع وللمطالبة بالأفراج الفوري عن السفينة التي ترفع علمها.

وقالت شركة زودياك ماريتايم في بيان إن شركة خطوط الشحن الدولية إم.إس.سي استأجرت السفينة أريس من شركة جورتال شيبنج التابعة لزودياك مضيفة أن شركة إم.إس.سي مسؤولة عن جميع أنشطة السفينة. ويمتلك رجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر حصة في زودياك.

وفي خضم التهديدات الاسرائلية المتصاعدة وجه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تحذيرات جديدة لإسرائيل من مغبة مهاجمة بلاده قائلا "ان الهجوم الأخير كان عقابيا ومحدودا".
وتوعد تل أبيب بالتعامل "بشدة وصرامة" في حال قيامها بأدنى هجوم على الأراضي الإيرانية وذلك خلال استعراض عسكري للجيش الإيراني بمناسبة يومه الوطني، وفق ما نقلت عنه وكالة "ارنا" للأنباء.
وقال رئيسي "عملية الوعد الصادق (في إشارة إلى الرد الإيراني على استهداف إسرائيل القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق) كان إجراء محدودا وغير شامل وعقابيا ولو كان واسع النطاق لما بقي شيء من الكيان الصهيوني".
وأضاف "إذا قام الكيان الصهيوني بأدنى هجوم على الأراضي الإيرانية فسيتم التعامل معه بشدة وصرامة" متابعا "لا يوجد أي ذكر للخيار العسكري في الاعتبارات الأميركية وذلك بسبب قدرة القوات المسلحة الإيرانية، وعلاوة على ذلك فإن الكيان الصهيوني فشل فشلا استراتيجيا قبل كل شيء من فشله الاستخباراتي والأمني والعسكري".
وتابع "عليه فإن الفشل الاستراتيجي الذي مني به الكيان الصهيوني تمثل في ممانعة شعوب بعض الدول التي تسعى إلى التطبيع مع هذا الكيان وأيضا مساندة الشعب الإيراني والعديد من شعوب العالم الحرة ودفاعها عن الشعب الفلسطيني والمقاومة في مواجهة استراتيجية الاستسلام والتسوية".
وأشار إلى أن "دعم المقاومة يزداد أكثر من أي وقت مضى، وبالتالي تزداد أيضا الكراهية لأميركا والكيان الصهيوني، مما يعني انتصار شعبنا وافتخار له ولقواته المسلحة بأن راية نصرة فلسطين والمقاومة أصبحت اليوم راية جميع الأمم والأديان، وبالتالي انتصار خطاب الثورة الإسلامية وقائدها".
واعتبر أن "القوات الإيرانية المسلحة صانعة الأمن والسلام المستدام في المنطقة وقابلة للاعتماد عليها في تعزيز قدرات المنطقة بدلا من الخضوع للكيان الصهيوني".

المنطقة على حافة الانهيار بسبب التصعيد بين ايران واسرائيل
المنطقة على حافة الانهيار بسبب التصعيد بين ايران واسرائيل

وعرض الجيش الإيراني خلال العرض العسكري عددا كبيرا من المعدات التي تم تطويرها مؤخرا من بينها مسيّرات متفجرة وصواريخ بالستية بعيدة المدى، كما نظمت عروض عسكرية في العديد من المدن الكبرى الإيرانية.

وهاجم رئيسي في خطابه الدول التي "تسعى إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني" معتبرا أنها "أذلّت بنظر شعوبها، ما يشكل فشلا إستراتيجيا" لإسرائيل، بدون أن يذكر أي دول محددة.
ويأتي وعيد الرئيس الإيراني وسط تهديدات إسرائيلية بالرد حيث قال زير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إن من الواضح أن إسرائيل اتخذت قرارا بالرد على الهجوم الإيراني وإنه يأمل في أنها ستنفذ ذلك بطريقة تبقي على التصعيد عند الحد الأدنى.
وقال كاميرون للصحفيين في إسرائيل اليوم الأربعاء "من الواضح أن الإسرائيليين يتخذون قرارا بالتحرك... نأمل أن ينفذوا ذلك بطريقة لا تؤدي إلى التصعيد قدر الإمكان".
وأضاف أن بلاده تريد فرض عقوبات منسقة على إيران وقال "على مجموعة السبع أن تبعث برسالة لا لبس فيها" إلى إيران.
من جانبه أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أنه سيتم فرض عقوبات جديدة على إيران، بسبب ردها العسكري على إسرائيل موضحا في بيان صدر عنه مساء الثلاثاء، أن "الرئيس جو بايدن يقوم بتنسيق رد شامل على إيران مع أعضاء الكونغرس وحلفاء الولايات المتحدة وشركائها".
وأشار إلى أنه سيتم فرض عقوبات جديدة على إيران في هذا السياق، مضيفا: "في الأيام المقبلة ستفرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة تستهدف إيران".
وحول مجالات العقوبات، أفاد أنها تشمل "برامج الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية، والمنظمات الداعمة لوزارة الدفاع الإيرانية والحرس الثوري".
وكشف أن واشنطن تواصل تعزيز تكامل الدفاع الجوي والصاروخي وأنظمة الإنذار المبكر في الشرق الأوسط ضد قدرات إيران الصاروخية والطائرات بدون طيار.
وتوقع أن تفرض دول حليفة وشركاء آخرون عقوبات على إيران بعد الولايات المتحدة لافتا إلى أن "هذه العقوبات الجديدة وغيرها من الإجراءات ستستمر في الضغط على إيران للسيطرة على قدرتها وفعاليتها العسكرية وإضعافها ومواجهة جميع سلوكياتها الإشكالية".
وألمحت الولايات المتحدة إلى إمكانية تقييد تحركات وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في حال قدومه إلى البلاد للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة.
وردًا على سؤال حول منح عبد اللهيان تأشيرة دخول من عدمها، قال متحدث وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في مؤتمر صحفي الثلاثاء "لا أتوقع رؤية وزير الخارجية الإيراني في أماكن كثيرة خارج الأمم المتحدة في حال مشاركته باجتماع الأمم المتحدة" مشيرا إلى إمكانية فرض قيود كبيرة على تحركات دبلوماسيين محددين.
وفي وقت سابق، أكدت بعثة إيران في الأمم المتحدة أن عبداللهيان سيتواجد في نيويورك غدًا الخميس من أجل جلسة مجلس الأمن الدولي حيال الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
والثلاثاء، دعا السيناتور الجمهوري الأميركي جيمس لانكفورد وزارة الخارجية إلى إلغاء تأشيرة دخول عبداللهيان إلى الولايات المتحدة، مبررًا طلبه بالرد العسكري الإيراني على إسرائيل.
وكانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب رفضت منح وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف تأشيرة دخول للمشاركة في اجتماع للأمم المتحدة.