إيران تداري انتهاكات واسعة بعفو تضليلي عن مئات السجناء

العفو وتخفيف أحكام على 1800 سجين قد يشكل خطوة مهمة ونادرة في بلد يعرف على نطاق دولي بين الأسوأ عالميا في انتهاك حقوق الإنسان، إلا أنه لا يمنح طهران صك غفران عن ممارسات وانتهاكات خطيرة خاصة داخل سجونها سيئة السمعة.
العفو وتخفيف الأحكام يأتي بعد تعرض إيران لانتقادات دولية
السجون الإيرانية بين الأسوأ في العالم من حيث انتهاك حقوق المعتقلين
السلطات الإيرانية تفرض عادة تعتيما كبيرا على ما يجري داخل سجونها  

طهران - تسعى إيران جاهدة للتغطية على أسوأ حملات قمع وتعذيب في سجونها أدت في بعض الحالات إلى وفاة معتقلين، فيما تواجه انتقادات دولية على خلفية سجلها في انتهاك حقوق الإنسان وباعتبارها أيضا من أكثر الدول تنفيذا لأحكام الإعدام بناء على محاكمات لا تتوفر فيها أدنى شروط العدالة والشفافية.

وفي خطوة نادرة تأتي في سياق لفت الأنظار عن حوادث أثارت في الفترة الأخيرة انتقادات دولية وحقوقية بينها وفاة سجين من أحد الطرق الصوفية تحت التعذيب النفسي والجسدي وسجلت الوفاة على أنها انتحار، أصدرت إيران عفوا أو خففت أحكام 1800 سجين الاثنين بمناسبة ذكرى ولادة الإمام المهدي وشمل القرار في خطوة نادرة من نوعها الإفراج عن 100 سجين مدانين بقضايا أمنية.

وقال موقع ميزان أونلاين التابع للسلطة القضائية الإيرانية إن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي "وافق على منح العفو أو تخفيف أحكام صادرة بحق 1849 مدانا".

ومن بين المحكومين المفرج عنهم سجناء أدينوا في أعقاب الاحتجاجات التي اندلعت في جميع أنحاء إيران في أواخر 2019 بعد رفع أسعار الوقود.

وأضاف الموقع أنه "تم إدراج محكوم أمني في قائمة العفو التي تضم أيضا عددا من المدانين في أحداث نوفمبر/تشرين الثاني 2019"، دون إعطاء المزيد من التفاصيل.

وأدت تظاهرات عام 2019 إلى مقتل 304 أشخاص وفق منظمة العفو الدولية، فيما أعلنت السلطات أن حصيلة القتلى بلغت 230 جراء ما وصفته بأنه "أعمال شغب".

وقالت الأمم المتحدة إن "اعتقالات جماعية" أعقبت أحداث 2019، لكن لم يتم الإعلان عن عدد المعتقلين أو عدد الذين لا يزالون قيد الاحتجاز.

وأعلنت السلطة القضائية العفو عشية ذكرى ولادة الإمام المهدي الذي يعتقد المسلمون الشيعة بأنه سيعود في نهاية الزمان لإقامة العدل.

وتصدر إيران عفوا عن السجناء عدة مرات في السنة بمناسبة احتفالات دينية ووطنية.

وعلى الرغم من أن العفو قد يشكل خطوة مهمة ونادرة في بلد يعرف على نطاق دولي بين الأسوأ عالميا في انتهاك حقوق الإنسان، إلا أنه لا يمنح طهران صك غفران عن ممارسات وانتهاكات خطيرة خاصة داخل سجونها سيئة السمعة وحيث يتم التعذيب والقتل بالتقسيط وبالعزل الانفرادي وحرمان المساجين من النوم وهي أساليب يتعرض لها عادة سجناء الرأي والسجناء السياسيين.