
إيران تداري ضيق الخيارات بدعوة دول الخليج للحوار
طهران - قلّلت إيران اليوم الأربعاء من أهمية المسعى الأميركي لتشكيل تحالف دولي في الخليج لكبح تهديدات طهران للملاحة البحرية، داعية الدول الخليجية للتعاون والحوار لحماية أمن المنطقة بعيدا عن أي تدخل أجنبي، في دعوة تبدو موجهة للاستهلاك الإعلامي ومحاولة للهروب إلى الأمام في مواجهة الضغوط الدولية، فيما تعكس في الوقت ذاته ضيق الخيارات أمام النظام الإيراني.
وليست هذه المرة الأولى التي تُسوق فيها إيران لخطاب التعاون والحوار في الوقت الذي دفعت فيه بشدة لتوتير الوضع.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الأربعاء، إنه ليست هناك حاجة إلى قوات أجنبية لضمان أمن واستقرار منطقة الخليج، مضيفا خلال اجتماع لمجلس الوزراء أن دول المنطقة تستطيع الحفاظ على أمنها "من خلال الوحدة والتماسك والحوار".
ولا تملك إيران هامشا واسعا من المناورة للخروج من مأزقها، وقد استنفدت تقريبا كل الخيارات المتاحة أمامها للالتفاف على العقوبات الأميركية.
وحتى محاولاتها للتشويش على أسواق النفط العالمية وزعزعة استقرارها عبر سلسلة من عمليات التخريب التي طالت ناقلات نفط في بحر عمان وقبالة السواحل الإماراتية، بحسب تأكيدات غربية، كانت تأثيراتها محدودة.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) عن روحاني قوله "إن هدف القوى الكبرى وخاصة الولايات المتحدة في هذه المنطقة ليس سوى زرع الفُرقة وتفريغ خزانة الدول الإسلامية والمنطقة".
وتابع "بإمكان دول الخليج الفارسي التسمية الإيرانية للخليج العربي)، الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة جنبا إلى جنب والجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة دائما لإقامة علاقات ودية وأخوية مع جميع الدول الإسلامية خاصة جيرانها".
وشدد روحاني على أن "جميع ما يقال في ما يتعلق بالائتلاف الجديد في الخليج ومنطقة بحر عمان، خاو وغير واقعي"، مشيرا إلى أن "هذه الشعارات لن تساعد في إحلال الأمن بالمنطقة حتى لو طُبّقت".
وقال "الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى جانب الدول الساحلية لهذا الخليج التاريخي، على استعداد للحفاظ على الأمن الإقليمي كما فعلت على مدار التاريخ".
وحول إعلان إسرائيل استعدادها للمشاركة في قوة دولية لحماية أمن الخليج ، علق روحاني بالقول "الجواب على هذه الادعاءات واضح، لو كان الإسرائيليون قادرون لحافظوا على أمنهم في المكان الذي هم فيه"، مضيفا "هم (الإسرائيليون) يثيرون انعدام الأمن والقتل والاغتيال في أي مكان يتواجدون فيه".
وتسعى الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف دولي يهدف إلى ضمان حرية الملاحة في الخليج. ووافقت بريطانيا على الانضمام، لكن دولا أوروبية أخرى خاصة ألمانيا، كانت متحفظة خوفا من الانجرار إلى صراع شامل.
والأسبوع الماضي، أعلنت إسرائيل أنها ستشارك في ذلك التحالف الذي دعت إليه الولايات المتحدة لحماية السفن في منطقة الخليج.
وتصاعدت حدة التوتر بالمنطقة في 19 يوليو/تموز بعد إعلان إيران احتجاز ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز "لخرق لوائح تتعلق بالمرور"، عقب ساعات من إعلان محكمة في جبل طارق، تمديد احتجاز ناقلة النفط الإيرانية غريس 1 لـ 30 يوما إضافية.