إيران تدافع عن نفسها قبل اي اتهام رسمي في حادث الفجيرة

طهران تشعر بخطورة الموقف وسط تحذيرات بريطانيا من خطر اندلاع نزاع مع الولايات المتحدة في الخليج والنشاط الدبلوماسي المكثف لبومبيو في بروكسل.
لهجة إيران تتبدل من الحماسة الى النأي بالنفس
مجرد الحديث عن 'دولة ثالثة' يقرّب ايران من خانة الاتهام

لندن – بدّلت ايران لهجتها الاثنين حيال الاعمال التخريبية التي تعرضت لها اربع سفن تجارية قبالة الإمارات، وباتت تتحدث عن "دولة ثالثة" متورطة في الهجوم وتطالب بالتحقيق، فيما بدا انها تدافع عن نفسها قبل أي اتهام رسمي.
في الاثناء، حذرت لندن من اندلاع نزاع "بطريق الخطأ" بين الولايات المتحدة وايران، وكثفت واشنطن من تحركاتها الدبلوماسية مع الأوروبيين لبحث الملف الايراني.
وكانت الإمارات العربية المتحدة قد أعلنت الاحد أنّ أربع سفن شحن تجارية من عدة جنسيات تعرّضت لعمليات تخريبية" في مياهها قبالة إيران في شرق امارة الفجيرة، واصفة الحادث بالخطير.
وفجر الاثنين أعلنت سلطات السعودية ان ناقلتي نفط سعوديتين من بين السفن الاربعة التي تعرضت للتخريب.
ولم توجه السعودية أو الإمارات اية اتهامات حول المتورطين في الحادث.
وبعد الحماسة التي أبدتها وسائل الاعلام الايرانية ازاء الحادث بوصفه ناتجا عن "ضعف أمني"، قال رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان حشمت الله فلاحت بيشه الاثنين إن "مخربين من دولة ثالثة" قد يكونون وراء الهجمات التي وقعت قرب ميناء الفجيرة.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء (إيرنا) عن فلاحت بيشه قوله "هجمات ميناء الفجيرة ربما نفذها مخربون من دولة ثالثة يسعون لزعزعة استقرار المنطقة".

نحن قلقون من خطر نزاع يندلع عن طريق الخطأ بسبب تصعيد غير مقصود من قبل الطرفين

وقال متابعون ان مجرد الحديث عن "دولة ثالثة" يعني ان ايران تدافع عن نفسها رغم عدم صدور اتهام رسمي لها بالتورط في الهجمات على السفن.
لكن يبدو ان ايران شعرت بخطورة تصعيد التوتر في الخليج واحتمال حدوث مواجهة عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة.
إلى ذلك، حذر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت الاثنين من خطر اندلاع نزاع "عن طريق الخطأ" في الخليج.
وأكد هانت لدى وصوله إلى بروكسل لحضور اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي "نحن قلقون من خطر نزاع يندلع عن طريق الخطأ بسبب تصعيد غير مقصود من قبل كلا الطرفين. سنشارك هذه الأفكار مع شركائنا الأوروبيين ومع (وزير الخارجية الأميركي) مايك بومبيو"، الذي يزور بروكسل الاثنين.
وأوضح هانت "علينا العمل على عدم عودة إيران على طريق التسلح النووي، فإذا باتت إيران قوة نووية، هذا يعني أن جيرانها ربما سيصبح لديهم الرغبة في أن يكونوا قوى نووية أيضاً".
وتابع "إنها المنطقة الأقل استقراراً في العالم وسيكون ذلك خطوة كبرى في الاتجاه الخاطئ"، معرباً عن اعتقاده "أننا بحاجة إلى مرحلة هدوء لنتأكد من أن الجميع يفهم ما يريده الطرف الآخر".
وعدل بومبيو خطط جولته للتوجه الى بروكسل وبحث الملف الايراني مع المسؤولين الأوروبيين.
وأوضح مسؤول اميركي أن بومبيو ألغى بالتالي مروره في موسكو. وألغى وزير الخارجية الاميركي في الايام الماضية زيارتين الى برلين وغرينلاند لكي يكرس جهوده للملف الايراني.
وكانت ايران عبرت الأحد عن "القلق" لتعرض سفن في الإمارات لاعمال "تخريبية" وحضت على إجراء تحقيق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي في بيان نشر على موقع الوزارة بالانكليزية إن "الأحداث في بحر عُمان مقلقة ومؤسفة" ودعا إلى إجراء تحقيق.
وكانت الخارجية الاماراتية اعتبرت الاحد أن "تعريض السفن التجارية لأعمال تخريبية وتهديد حياة طواقمها يعتبر تطوراً خطيراً".
ودعت الامارات ايضا الاحد المجتمع الدولي إلى "القيام مسؤولياته" لمنع "أي أطراف تحاول المساس بأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية وهذا يعتبر تهديدا للأمن والسلامة الدولية".
ويتمتع ميناء الفجيرة بموقع استراتيجي يتيح للامارات تصدير النفط من دون المرور بمضيق هرمز، وبالتالي ضمان حركة التصدير في حال حصول اي توترات اقليمية.
وقد هدّدت ايران عدة مرات باغلاق هذا المضيق الاستراتيجي في حال حصول أي مواجهة عسكرية في الخليج.
وكثّفت ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب ضغوطها على ايران في الاونة الاخيرة متهمة اياها بالتحضير لهجمات "وشيكة" ضد مصالح أميركية في الشرق الاوسط.
والاثنين ندّد الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني بالحوادث البحرية قبالة الامارات، معتبرا ان الواقعة "تطور وتصعيد خطير يعبّر عن نوايا شريرة للجهات التي خطّطت ونفذّت هذه العمليات".
كما دان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات "الأعمال التخريبية" مُشدداً على "أن هذه الأعمال الإجرامية تُمثل مساساً خطيراً بحرية وسلامة طرق التجارة والنقل البحري، ومن شأنها أن ترفع مستوى التصعيد في المنطقة".
من جهته دان الأردن بشدة الإثنين "التخريب" الذي تعرضت له السفن، مؤكدا رفضه أي تهديد لأمن وسلامة الملاحة في الخليج العربي.