إيران تدشن قاعدة بحرية بهرمز في خضم التوتر مع واشنطن

الإعلان الإيراني عن قاعدة جديدة توفّر 'الاستشراف التام' لمضيق هرمز الاستراتيجي يأتي في سياق استعراض طهران للقوة وتوجيه رسائل تهديد لأمن الملاحة البحرية في الخليج.

طهران – أعلن الحرس الثوري الإيراني الاربعاء تدشين قاعدة بحرية جديدة توفّر "الاستشراف التام" لمضيق هرمز الاستراتيجي في الخليج، عقب أشهر من التوتر الإقليمي مع واشنطن، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا).

وتقع القاعدة التي أطلِق عليها اسم "مقرّ الشهيد سيد مجيد راهبر" في مدينة سيريك بمحافظة هرمزغان شرقي مضيق هرمز وعند أبوابه حيث تمرّ خُمس صادرات النفط الدولية.

وشكّل هذا الممر البحري ومياه الخليج المحيطة به مسرحاً لتوترات شديدة العام الماضي بين إيران والولايات المتحدة، إذ شهد تعرّض بواخر لهجمات غامضة وأحاديث عن إسقاط طائرات مسيّرة وتهديد الملاحة في هذه المنطقة.

وأعلن القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي الأربعاء، وفقاً لـ'ارنا'، أنّ "الهدف من إنشاء" القاعدة "يكمن في الاستشراف التام لعمليات دخول وخروج القطع البحرية القادمة من خارج المنطقة في مضيق هرمز والخليج الفارسي وبحر عمان".

وقال إنّ القاعدة تقع "في واحدة من أكثر المناطق إستراتيجية من حيث الدفاع والهجوم في الخليج الفارسي ومضيق هرمز"، موضحا أنّ عملية التشييد استغرقت ستة أعوام.

ويأتي هذا في سياق استعراض إيران للقوة وتوجيه رسائل تهديد لأمن الملاحة البحرية وأبرز إمدادات النفط العالمية في الخليج، فيما اشتد التوتر بين طهران وواشنطن في ظل مساعي لا تهدأ من الإدارة الأميركية لإعادة جميع عقوبات الأمم المتحدة على النظام الإيراني.

وجاء الإعلان أياماً قليلة بعد عبور حاملة طائرات أميركية مضيق هرمز، وفي الوقت الذي تسعى فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تشديد العقوبات على إيران، خاصة عبر إعادة تفعيل عقوبات أممية عليها.

واليوم الخميس قال الممثل الأميركي الخاص لإيران وفنزويلا إليوت أبرامز في جلسة بلجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة على عدد من الكيانات والمسؤولين الإيرانيين منهم قاض حكم بالإعدام على المصارع الإيراني نويد أفكاري.

ويأتي إعلان أبرامز بعد أيام قليلة من فرض واشنطن حزمة عقوبات قاسية شملت 27 كيانا وفردا وجاءت في سياق سياسة الضغوط القصوى على طهران.

ورفضت القوى الدولية، وبخاصة الأوروبية، هذه الخطوة الأميركية، مبررة موقفها بأنّ واشنطن انسحبت من الاتفاق النووي الموقع مع إيران في 2018.

وكانت طهران قد أسقطت في يونيو/حزيران 2019 طائرة استطلاع أميركية من طراز 'غلوبل هوك' فوق مضيق هرمز، مؤكدة أنّها دخلت الاجواء الإيرانية، وهو ما نفته واشنطن.

ومن جانبها اتهمت واشنطن طهران بالمسؤولية عن اعتداءات على ناقلات نفط أميركية في الخليج قرب عمان، وأيضا بهجمات استهدفت مواقع نفطية سعودية. ورفضت طهران كلّ الاتهامات.

ومذّاك، شارف الطرفان على الدخول في مواجهة مباشرة في عدّة مناسبات، حيث بلغ التوتر الأميركي الإيراني أوجه بعد أن قتلت القوات الأميركية بالعراق قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني في الثالث من يناير/كانون الثاني الماضي.

وهددت طهران بعد ذلك بضرب المصالح الأميركية في الخليج ونفذت بعد أسبوع من مقتل سليماني هجمات على قواعد عسكرية أميركية بالعراق، ما تسبب في إصابة عشرات الجنود ومقتل اثنين آخرين.