إيران تدعو لسلام على المقاس مع السعودية

الخارجية الإيرانية تريد الإيهام بان الرياض تقف وراء التوتر في المنطقة في وقت تجمع فيه القوى الإقليمية والدولية على ان طهران تتحمل مسؤولية الاحتقان.
إيران هي المتسبب الاول في توتير الاجواء وذلك بدعم الميليشيات والجماعات المتطرفة في المنطقة
ايران لا تريد السلام مع السعودية وهي تستعمل فقط سياسة المناورة
السعودية لا تريد سلاما مزيفا يظل حبرا على ورق

طهران - لا تزال إيران تمارس سياسات المناورة بخصوص علاقتها مع المملكة العربية السعودية ودول المنطقة.
وإيران المتورطة في تأجيج الأوضاع في الخليج تدعي سعيها لسلام مع المملكة ولكن وفق شروط تعجيزية وعلى المقاس.
وفي هذا الصدد كشفت الخارجية الإيرانية أن طهران منفتحة على الحوار مع السعودية، لكنها اشترطت ابتعاد المملكة عن العنف وإهمال الأمن الإقليمي والتعاون مع القوى خارج المنطقة في موقف يحاول الايهام بان الرياض وراء التوتر في المنطقة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة وفق ما نقلته روسيا اليوم "إذا رأينا هذا التغيير في سلوك وخطاب السعوديين، فإن إيران بالتأكيد ستكون منفتحة على الحوار معها".
لكن المتابعين لشان المنطقة يرون ان إيران هي المتسبب الاول في توتير الاجواء وذلك بدعم الميليشيات والجماعات المتطرفة سواء في العراق او سوريا او اليمن.
كما تورطت ايران في تهديد الملاحة البحرية في الخليج عدة مرات وذلك باستهداف الناقلات النفطية لعدد من الدول.
وتطرق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الى ملف اليمن متهما السعودية بكونها وراء إشعال الحرب هنالك متناسيا دور الحوثيين في الانقلاب على الشرعية والسيطرة على عدد من المدن الرئيسية اهمها العاصمة صنعاء وممارسة القمع والتصفيات الجسدية والتمييز الطائفي.
واتهم خطيب زادة السعوديين بأنهم يدعمون إدراج الحوثيين في قوائم الإرهاب الأميركية متناسيا دور ايران في حث المتمردين على التنصل من التفاهمات السلمية خاصة اتفق استوكهولم.
وتتعرض السعودية لهجمات متواصلة من قبل الحوثيين لكن الصواريخ والطائرات المسيّرة التي يطلقها الحوثيون نادرا ما تصل إلى أجواء العاصمة السعودية التي تبعد نحو 700 كلم عن الحدود اليمنية لكن الدفاعات الجوية السعودية تمكنت الاسبوع الماضي من اسقاط جسم معادي فوق العاصمة رغم ان المتمردين في اليمن نفوا تورطهم في الهجوم.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، هاجم المتمردون محطة توزيع للمنتجات البترولية تابعة لشركة أرامكو في شمال مدينة جدة غرب المملكة بصاروخ، ما أدى إلى نشوب حريق في خزان للوقود.
وقبل أكثر من عام من هذا الهجوم، تعرضت منشآت لأرامكو قرب الرياض لهجمات غير مسبوقة، أشارت عدة دلائل الى ان مصدرها ايران، وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنها.
وتطالب السعودية إضافة الى عدد من الدول المنطقة بضرورة تضمين التصدي لخطر الترسانة الصاروخية الايرانية في كل اتفاق نووي مستقبلي بين واشنطن وطهران.
والدعوات الإيرانية للسلام مع السعودية ليست بالجديدة ولم يطرا عليها تغيير وبقيت مجرد حبر على ورق في اطار المزايدات الايرانية التي لا تنتهي حيث ان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف دعا في السابق الى ضرورة احلال السلام مع المملكة لكن طهران لم تترجم ذلك على الارض وبقيت تهديداتها قائمة.
والسعودية لن تقبل ابدا سلاما مزيفا يكون مطية لايران للتغلغل في المنطقة وان من شروط تحقيق السلام التزام ايران بتعهداتها سواء في الملف النووي او بخصوص ترسانتها الصاروخية ودعم المجموعات المسلحة.

ويربط مراقبون بين الدعوة الايرانية الجديدة وبين صعود الرئيس الاميركي جو بايدن الذي يسعى الى اسعتماد سياسات مغايرة لخلفه دونالد ترامب تجاه ايران.