إيران ترفض التفاوض على وقف إطلاق النار تحت القصف

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تبلغ نتنياهو أن الدبلوماسية هي الخيار الأمثل بشأن إيران، دون أن تطالب بوقف فوري لإطلاق النار.
ماكرون يرفض مقترحا روسيا للتوسط بين ايران واسرائيل
روسيا مستعدة للتوسط بين إسرائيل وطهران وأخذ اليورانيوم الإيراني

طهران - أبلغت إيران الوسيطين قطر وعُمان بأنها غير مستعدة للتفاوض على وقف إطلاق النار في ظل تعرضها لهجوم إسرائيلي، وذلك وفقا لما ذكره مسؤول مُطلع على الاتصالات الأحد فيما تحدثت مصادر عن جهود أميركية وأوروبية لوقف التصعيد.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تبادلت فيه إسرائيل وإيران شن هجمات جديدة مما أثار المخاوف من اتساع رقعة الصراع في المنطقة.
وقال المسؤول المطلع، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية الصراع "أبلغ الإيرانيون الوسيطين القطري والعُماني بأنهم لن يسعوا إلى مفاوضات جادة إلا بعد أن تُكمل إيران ردها على الضربات الاستباقية الإسرائيلية". وأضاف المسؤول أن إيران "أوضحت أنها لن تتفاوض تحت وطأة الهجوم".

 إيران أوضحت أنها لن تتفاوض تحت وطأة الهجوم

وشنت إسرائيل هجوما مفاجئا على إيران صباح يوم الجمعة مما أدى إلى مقتل عدد من كبار القادة العسكريين وإلحاق أضرار بالمواقع النووية، وتقول إن الحملة ستستمر في التصعيد في الأيام المقبلة.
من جهتها، تعهدت إيران "بفتح أبواب الجحيم" ردا على ما بدا أنها أكبر مواجهة على الإطلاق بين العدوين اللدودين.
وقال المسؤول المطلع إن التقارير الإعلامية التي أفادت بأن إيران ناشدت عُمان وقطر التواصل مع الولايات المتحدة للتوسط في وقف إطلاق النار واستئناف المحادثات النووية غير دقيقة.
وتوسطت عُمان في الأشهر القليلة الماضية في المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، إلا أن الجولة الأخيرة أُلغيت بعد يوم من الهجوم الإسرائيلي على إيران.
ولعبت قطر أيضا دورا في تسهيل المحادثات بين الجانبين في الماضي، وكان آخرها التوسط في اتفاق لتبادل الأسرى عام 2023.
وتتمتع عُمان وقطر بعلاقات جيدة مع كل من إيران والولايات المتحدة، وتتواصلان أيضا بشكل مباشرةً مع إسرائيل.

وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم الاثنين إن بلاده لا تنوي تطوير أسلحة نووية لكنها تسعى للحفاظ على حقها في الطاقة والأبحاث النووية مؤكدا في تصريحات نقلتها وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء على فتوى الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بتحريم استخدام أسلحة الدمار الشامل.

كما دعا الرئيس الإيراني كل المسؤولين في البلاد الى وضع الخلافات جانبا والوحدة في مواجهة الهجوم الإسرائيلي المتواصل منذ أربعة أيام قائلا "كل خلاف، مسألة، أو مشكلة كانت قائمة، يجب أن توضع جانيا اليوم، وعلينا أن نواجه هذا العدوان الإبادي الإجرامي بالوحدة والتماسك".

وقد أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أنها أبلغت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفي معه الأحد أن الدبلوماسية هي الخيار الأمثل بشأن إيران، دون أن تطالب بوقف فوري لإطلاق النار.
وقالت فون دير لاين إنها توافقت مع نتانياهو خلال المكالمة على أن "إيران لا ينبغي أن تمتلك سلاحا نوويا، دون أي شك".
وأضافت في مؤتمر صحافي في كاناناسكيس بكندا حيث تشارك في قمة مجموعة السبع "بالطبع أعتقد أن حلا تفاوضيا هو الأفضل على المدى البعيد".
وحملت فون دير لاين التي انتقدت سابقا إسرائيل بسبب هجومها على غزة، إيران مسؤولية النزاع الجديد، مشيرة إلى قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن الجمهورية الاسلامية لم تف بالتزاماتها.
وقالت "في هذا السياق، لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها. وإيران هي المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار الإقليمي".
وأضافت أن قمة مجموعة السبع يجب أن تناقش الأزمة الإيرانية إلى جانب أزمة أوكرانيا التي تعرضت لهجمات بطائرات مسيرة باعتها إيران لروسيا.
وتابعت أن "النوع نفسه من الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية الإيرانية، يضرب عشوائيا مدنا في أوكرانيا وإسرائيل. ولذلك، يجب التصدي لهذه التهديدات معا".
وقال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا الذي شاركها المؤتمر الصحافي، إن "الوقت حان لإفساح المجال للدبلوماسية" و"إعطاء الفرصة لخفض التصعيد بين إسرائيل وإيران".

من غير المستبعد أن تدفع الأضرار في المنشات النووية ايران للتفاوض
من غير المستبعد أن تدفع الأضرار في المنشات النووية ايران للتفاوض

وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد عن "انفتاحه" على أن يؤدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دور وساطة في النزاع بين إيران وإسرائيل.
وأكد ترامب في الوقت نفسه أنه ليس هناك "موعد نهائي" لعودة الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات، وفق ما أفادت صحافية في شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية صباح الأحد.
وأوضح الرئيس الأميركي بحسب منشور على إكس للصحافية رايتشل سكوت "لا موعد نهائيا. لكنّ الإيرانيين يتحدثون. إنهم يرغبون في إبرام اتفاق".
ودعا إيران الجمعة إلى إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، فيما كان من المقرر عقد جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة الأحد في سلطنة عمان، لكن مسقط أعلنت السبت إلغاءها.
وردا على سؤال حول إمكان تأدية الرئيس الروسي دور وساطة في النزاع بين إيران وإسرائيل قال ترامب إن فلاديمير بوتين "مستعد، لقد اتصل وناقشنا الأمر مطولا".
وأجرى الرئيسان السبت مكالمة هاتفية وكان "التصعيد الخطير في الشرق الأوسط" محورها، بحسب ما أفاد الكرملين. وندّدت روسيا الجمعة بالضربات الإسرائيلية "غير المقبولة" ضد إيران.
وأضاف الرئيس الاميركي الأحد عبر شبكة "إي بي سي نيوز" أنه "من الممكن أن ننخرط" في النزاع بين إسرائيل وإيران، لكن الولايات المتحدة "ليست منخرطة في الوقت الراهن".
إلا أن واشنطن ساعدت حليفتها إسرائيل في إسقاط الصواريخ الإيرانية التي كانت تستهدف الأراضي الإسرائيلية.
وفي السياق، قال ترامب عبر منصته تروث سوشال "على إيران وإسرائيل إبرام تسوية، وسنبرم تسوية"، مشيرا إلى أن "الكثير من الاتصالات والاجتماعات تجرى" بشأن التصعيد الراهن، وأنه يمكن إحلال السلام "قريبا" بين البلدين العدوين.
ولاحقا قال للصحافيين في البيت الأبيض قبل أن يتوجه إلى كندا للمشاركة في قمة مجموعة السبع "اعتقد أن الوقت حان لابرام اتفاق" بين اسرائيل وايران، مستطردا "لكن احيانا عليهما القتال من أجل ذلك، سنرى ما سيحدث".
ورفض الرئيس الاميركي الإجابة على سؤال حول ما إذا كان قد طلب من إسرائيل وقف غاراتها الجوية على إيران.

من جانبه قال الكرملين اليوم الاثنين إن روسيا لا تزال مستعدة للتوسط في الصراع بين إسرائيل وإيران وإن مقترحات موسكو السابقة لتخزين اليورانيوم الإيراني في روسيا لا تزال مطروحة على الطاولة.
وأضاف دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أن مقترحات روسيا السابقة لحل النزاع لا تزال مطروحة، لكن اندلاع الأعمال القتالية زاد الوضع تعقيدا.
وتعليقا على جهود يمكن أن تلعبها موسكو لخفض التوتر قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد إنه لا يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكن أن يؤدي دور الوسيط في النزاع بين إسرائيل وإيران.
وصرّح ماكرون خلال زيارته غرينلاند "لا أعتقد أن روسيا التي تخوض حاليا نزاعا شديدا وقررت عدم احترام ميثاق الأمم المتحدة منذ سنوات، يمكن أن تكون وسيطا بأي شكل من الأشكال".
وأكد الرئيس الفرنسي أن "الولايات المتحدة لديها قدرة فعلية على إعادة الجميع إلى طاولة المفاوضات، نظرا لأنها، إلى جانب الأوروبيين، فاعل مهم في أي اتفاق نووي، ولكن الأهم من ذلك كله هو أن اعتماد إسرائيل على الأسلحة والذخائر الأميركية يمنحها (واشنطن) القدرة على التفاوض".