إيران تزود الحوثيين بدفعة جديدة من الأسلحة عبر ميناء الحديدة

مسؤولون في الحكومة اليمنية الشرعية يدعون إلى إلغاء اتفاق السويد محملين جماعة الحوثي مسؤولية انهيار جهود السلام في الحديدة.

صنعاء - كشف مسؤول حكومي يمني الاثنين عن تسلم ميليشيات الحوثي في اليمن أسلحة إيرانية حديثة وصلت عبر ميناء الحديدة الواقع تحت سلطة الجماعة المتمردة غربي البلاد.
وقال وكيل أول محافظة الحديدة وليد القديمي الاثنين إن ‏"كميات من السلاح والصواريخ الإيرانية النوعية الحديثة" وصلت إلى مليشيات الحوثي عبر ميناء الحديدة.
وسبق واتهمت الحكومة الشرعية في اليمن الحوثيين باستخدام ميناء الحديدة لتلقي امدادات عسكرية من إيران وتحويل إلى مركز للعمليات الإرهابية التي تستهدف المياه الإقليمية، فضلاً عن تهريب السلع والمخدرات.
وحذر القديمي في تغريدة على تويتر من خطورة الأمر مؤكدا على ضرورة "تحرير الحديدة وموانئها من قبضة الحوثيين.. وإنهاء لانقلابهم ومنع وصول أي دعم عسكري إليهم، وكسرهم في فتره وجيزة".

وكانت الحكومة اليمنية والتحالف العربي اتهما بشكل متكرر جماعة الحوثي بتلقي دعم عسكري ومالي من إيران واستخدامهم ميناء الحديدة لتلقي أسلحة وصواريخ إيرانية.
ومنذ أيام كشفت القوات المشتركة في الساحل الغربي عن قيام الميليشيات الحوثية بحفر خنادق طويلة في مناطق عديدة من جنوب محافظة الحديدة.

وقال الإعلام العسكري للقوات المشتركة في بيان إن الميليشيات الموالية لإيران، قامت بحفر خنادق طويلة على امتداد الطريق الرابط بين مديريتي زبيد والتحيتا، تتفرع منها خنادق أخرى باتجاه منطقة السويق التابعة للتحيتا.

وفي ديسمبر الماضي، أعلنت الولايات المتحدة أنها ضبطت شحنة كبيرة من الأسلحة الإيرانية كانت في طريقها إلى اليمن، منددة بما اعتبرته انتهاكا لحظر دولي على الأسلحة.

ونشر مسؤولون أميركيون صورا لشحنة الأسلحة الإيرانية اعترضتها القوات الأميركية وقالت إنها كانت في طريقها إلى الحوثيين.

واعترضت سفينة حربية أميركية سفينة الأسلحة في 25 نوفمبر قبالة سواحل اليمن وعثرت فيها على "أسلحة متطورة" إيرانية المصدر بينها صواريخ أرض وصواريخ مضادة للدبابات وصواريخ للدفاع الجوي، وفق ما قال المبعوث الأميركي الخاص حول إيران براين هوك.

كما زودت إيران الميليشيات المتمردة بالخبراء والتقنيات الحديثة لصناعة القوارب السريعة المفخخة والمسيّرة عن بعد، استخدمتها في الأشهر الماضية لاستهداف السفن في عرض البحر للتأثير على الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن وخصوصاً مضيق باب المندب الذي يعد أهم الممرات المائية العالمية.
ويخضع ميناء الحديدة لسلطة الحوثيين منذ أكثر من 5 سنوات، ما يسمح لهم باستغلاله لإدخال الأسلحة الإيرانية تحت غطاء الإغاثات والتجارة، حيث تمر حوالي 70 بالمئة من الواردات التجارية والمساعدات الإنسانية إلى اليمن عبر هذا الميناء.

وكانت الحكومة اليمنية والمتمردين قد اتفقوا بالعاصمة السويدية ستوكهولم في 13 كانون أول/ ديسمبر 2018 على حل الوضع المتأزم في الحديدة، لكن الجماعة الموالية لإيران لم تلتزم بتنفيذه وتواصل مناوراتها وتصعيدها لعرقلة الجهود الأممية الرامية لتنفيذ عملية السلام.

وتقوم الميليشيات بالتصعيد يوميا ضد قوات الجيش اليمني لمنع تحقيق أي تقدم ملموس للاتفاق على الأرض.

ومنذ أيام تجددت الاشتباكات بشكل عنيف بين قوات الجيش والحوثيين في مديرية نهم، البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء.

والجمعة، اتهم محمد الحضرمي وزير الخارجية في الحكومة المعترف بها دوليا الحوثيين باستغلال مشاورات ستوكهولم وكل جهود السلام "لتغذية معاركها".

وقال الحضرمي في تغريدات على تويتر "إن استمرار التصعيد العسكري الأخير من قبل الحوثي، وفي ظل وجود المبعوث الأممي في صنعاء، يعد استغلالاً سيئا لاتفاق السويد والتهدئة في الحديدة ولكل جهود السلام، وذلك عبر التحضير للحرب وتعزيز جبهاتهم الأخرى".

وأضاف "لم يعد ممكناً أن يستمر هذا الوضع المختل!".

وأشار الحضرمي إلى أن التصعيد العسكري الحوثي الأخير" يهدد بنسف كل جهود السلام".

وأردف بالقول "الشعب اليمني لن يتحمل المزيد من الصبر في سبيل البحث عن عملية سلام هشة توفر الفرصة للحوثي لتغذية وإعلان حروبه العبثية".

وأكد أنه لن يتم السماح بأن يتم استغلال اتفاق الحديدة "لتغذية معارك الحوثي العبثية في الجبهات التي يختارها".

وحمل الحضرمي، جماعة الحوثي مسؤولية "انهيار جهود السلام ودعوة المبعوث لوقف التصعيد وإفشال اتفاق استكهولم".