إيران تستبعد التوصل إلى اتفاق مع القوى الأوروبية بشأن النووي
طهران - شككت طهران في إمكانية التوصل إلى اتفاق مع القوى الأوروبية بشأن برنامجها النووي، فيما وصف مسؤول إيراني كبير المقترحات التي قدمها الغرب بأنها "غير واقعية"، ما يؤكد وجود فجوة واسعة بين الطرفين.
ويشير هذا الموقف الإيراني إلى تكتيك تفاوضي يهدف إلى ممارسة الضغط على الأطراف الأوروبية من أجل دفعها إلى تقديم تنازلات أكبر ومقترحات تلبي بعض مطالب الجمهورية الإسلامية.
وتشير التصريحات إلى أن إيران لا ترى القوى الأوروبية لاعبًا مستقلاً تمامًا، بل متأثرة بالولايات المتحدة أو دول أخرى وبالتالي، فإن مقترحاتها قد لا تعكس تفكيراً أوروبياً خالصاً أو قدرة على الوفاء بالتزاماتها إذا كانت تتعارض مع مصالح أطراف أخرى.
ويعكس الموقف الإيراني أيضاً شكوكاً حول جدية المقترحات الأوروبية أو قدرة الدول على تقديم ضمانات حقيقية، خاصة فيما يتعلق برفع العقوبات أو تقديم فوائد اقتصادية ملموسة.
وتابع المسؤول "على أي حال، ستراجع إيران الأفكار في طهران، وتقدم ردودها في الاجتماع المقبل"، مضيفا أن منع إيران من التخصيب تماما هو طريق مسدود، مضيفا أن إيران لن تتفاوض على قدراتها الدفاعية، بما في ذلك برنامجها الصاروخي.
وقال دبلوماسيون أوروبيون إن محادثات أمس كانت تهدف إلى اختبار مدى استعداد طهران للتفاوض على اتفاق نووي جديد رغم عدم وجود أي احتمال واضح لوقف إسرائيل هجماتها قريبا.
وبينما لم يكشف أي من الجانبين عن تفاصيل ما جرى طرحه، قال دبلوماسيان أوروبيان إن مجموعة الترويكا الأوروبية لا تعتقد أن إسرائيل ستقبل بوقف إطلاق النار في المدى القريب، وإنه سيكون من الصعب على إيران والولايات المتحدة استئناف المفاوضات.
وذكرا أن الفكرة كانت بدء مسار تفاوضي مواز، من دون الولايات المتحدة في البداية، حول اتفاق جديد يشمل عمليات تفتيش أكثر صرامة، بما في ذلك برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، مع السماح لطهران ببعض القدرة المحددة على تخصيب اليورانيوم.
وفي سياق متصل أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان اليوم السبت، أن باريس وشركاءها الأوروبيين "سيسرّعون وتيرة المفاوضات" مع طهران في ظل الحرب القائمة بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية.
والجمعة، أجرى وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، محادثات في جنيف مع نظيرهم الإيراني عباس عراقجي بعد أسبوع من بدء الحرب.
وحثوا إيران على إحياء الجهود الدبلوماسية مع الولايات المتحدة للتوصل إلى حل للملف النووي الإيراني، غير أنّ عراقجي أكد أنّ طهران لن تستأنف المحادثات مع واشنطن حتى توقف إسرائيل ضرب بلاده.
والسبت، أوضح ماكرون في منشور على منصة "إكس" أن تسريع وتيرة التفاوض يهدف الى "الخروج من الحرب وتفادي مخاطر أكبر".
وقال إنّه أبلغ بزشكيان بـ"قلقه العميق من البرنامج النووي الايراني"، مجددا التأكيد أن طهران "لا يمكنها الحصول على السلاح النووي"، ويتوجب عليها "تقديم كل الضمانات لتأكيد أن غاياتها سلمية".
وبدأت إسرائيل هجومها على إيران في وقت كانت الأخيرة تجري مباحثات مع الولايات المتحدة بشأن ابرام اتفاق جديد بخصوص ملفها النووي. وشددت طهران على أنها لن تقبل بالعودة الى طاولة التفاوض طالما استمرت الحرب.
وبعد ساعات من اللقاء بين الأوروبيين والايرانيين في جنيف الجمعة، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الدول الاوروبية لن تكون قادرة على المساعدة في إنهاء النزاع.
وصرح ترامب للصحافيين لدى وصوله إلى موريستاون في ولاية نيوجرزي "إيران لا تريد التحدث مع أوروبا، مضيفا أن الإيرانيين لا يريدون التحدث معنا. أوروبا لن تكون قادرة على المساعدة في هذا الصدد".
وأكد أن مهلة "أسبوعين" التي حددها الخميس ليقرر ما إذا كان سيوجه ضربة لإيران هي "حد أقصى"، وأنه قد يتخذ قراره قبل انتهائها.