إيران تستبق توسع احتجاجات عمالية باعتقال المضربين عن العمل

اعتقال عمال مصنع السكر المضربين يأتي ضمن سياسة قمع ممنهجة تتبعها السلطات الإيرانية لإخماد أي احتجاجات ومنع توسعها خاصة في ظل الأزمة الحالية التي تشهدها طهران على خلفية عقوبات أميركية.

توقيف نحو عشرة مضربين عن العمل في إيران
طهران تتهم نشطاء بالارتباط بجهات أجنبية لتبرير الاعتقالات
طهران أخمدت احتجاجات سابقة بالقوة
إيران تخشى توسع رقعة الاحتجاجات في ذروة الضغوط الأميركية

طهران - ذكرت وكالة إيلنا الإيرانية للأنباء أن عشرة على الأقل من عمال مصنع للسكر قد اعتقلوا منذ التاسع من مايو/أيار في جنوب غرب إيران لأنهم احتجوا على إدارة المصنع.

وأضافت وكالة إيلنا أن عددا غير محدد من عمال مصنع هافت تابيه للسكر في مدينة سوسه بمحافظة خوزستان التي تبعد أكثر من 500 كلم جنوب طهران، قاموا بالإضراب في 9 مايو/ايار. لكن الوكالة الإيرانية لم تقدم المزيد من الإيضاحات حول أسباب هذا التوقيف عن العمل.

ومنذ ذلك الحين، أوقف أكثر من 14 من عمال المصنع كما أضافت الوكالة القريبة من الإصلاحيين، نقلا عن "بعض العمال".

وأخلي سبيل أربعة بكفالة، كما قال المصدر نفسه، فتقلص عدد المضربين الموقوفين إلى عشرة.

وكان عمال مصنع السكر هافت تابيه نفذوا إضرابا طويلا أواخر 2018 للمطالبة بدفع متأخرات أجور والاحتجاج على أنشطة إجرامية مزعومة لأصحاب المصنع الجدد.

ويُسجن منذ يناير/كانون الثاني، أحد قادة الإضراب إسماعيل بخشي والناشطة التي دعمت المضربين سبيده غوليان.

وذكر التلفزيون الرسمي أن كلا منهما اعترف بإقامة صلات مع نشطاء مقيمين في أوروبا و "هدفهم الإطاحة بالدولة"، وهي اتهامات يصفها ناشطون معارضون بـ"الكيدية" وبأنها ذرائع يختلقها النظام لقمع احتجاجات العمال.

وتأتي أخبار الاعتقالات في سوسة بعد عدد غير محدد من الاعتقالات على هامش تظاهرة جرت في الأول من مايو/ايار في طهران بمناسبة عيد العمال وهو يوم عمل عادي في إيران.

وفي بيان صدر الثلاثاء في بيروت، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان، إن "ما لا يقل عن ثمانية نشطاء أو صحافيين" اعتقلوا في هذه المناسبة ما زالوا محتجزين، ودعت السلطات إلى إطلاق سراحهم "فورا ومن دون شروط".

ويأتي اعتقال العمال المضربين ضمن سياسة قمع ممنهجة تتبعها السلطات الإيرانية لإخماد أي احتجاجات ومنع توسعها خاصة في ظل الأزمة الحالية التي تشهدها طهران على خلفية عقوبات أميركية.

واتخذت واشنطن تدابير عقابية ضد إيران ضمن حملة ضغوط بدأت منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو/ايار انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الموقع في العام 2015 وإعادة العمل بنظام العقوبات السابقة.

وتسعى الولايات المتحدة لتضييق الخناق على إيران من أجل كبح أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة ولدفعها لإعادة التفاوض على اتفاق نووي جديد يزيد القيود على برنامجيها للصواريخ الباليستية والنووي.