إيران تستشعر خطورة أزمتها الاقتصادية بدعوة الشعب الى الوحدة

روحاني يدعو الى التصدي لما وصفها بالحرب الاقتصادية الأميركية في ظل تشدد إيراني عبر رفض الالتزام بالاتفاقات الدولية.
الشعب الايراني يتحمل مسؤولية السياسات العدائية للمسؤولين الايرانيين
ظريف وصف تداعيات العقوبات الاميركية بانه ارهاب اقتصادي

طهران- دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء مواطنيه إلى الوحدة من أجل التصدي لما وصفها "الحرب الاقتصادية" التي تشنها الولايات المتحدة على بلاده، في حين قالت حكومته إنها ستستخدم السبل الدبلوماسية لمحاولة حل المواجهة رغم أنها لا تثق في الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وتصاعد التوتر بين طهران وواشنطن منذ أن انسحب ترامب من اتفاق إيران النووي الموقع عام 2015 مع ست قوى عالمية وأعاد فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية.

وقال روحاني في كلمة تلفزيونية "ينبغي أن نتحد لمواجهة وكسب هذه الحرب الاقتصادية التي شنتها أميركا علينا".

وأعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بدوره الخميس أنه يتعين على الولايات المتحدة احترام الاتفاق النووي ووقف "الإرهاب الاقتصادي" ضد إيران في حال أرادت إجراء محادثات.

وقال ظريف للصحافيين خلال زيارة إلى ماليزيا إن "الولايات المتحدة منخرطة في حرب إقتصادية ضد الشعب الإيراني، ولن يكون بإمكاننا الحوار مع الولايات المتحدة ما لم تتوقف عن فرض حرب وعن ممارسة إرهاب إقتصادي ضد الشعب الإيراني".

وأضاف "تحدثنا إلى الولايات المتحدة، تحدثنا مطولا مع الولايات المتحدة، توصلنا لاتفاق ويتعين عليهم تطبيق الاتفاق الذي توصلنا إليه قبل أن يتوقعوا إجراء مزيد من المحادثات".

وقال إن إيران لا تزال تتحاور مع الدول الكبرى الأخرى الموقعة على الاتفاق مضيفا أنه إذا أرادت الولايات المتحدة العودة "فيتعين عليها احترام الاتفاق".

ويظهر من خلال تصريحات روحاني وظريف حجم الأزمة الاقتصادية التي يمر بها الشعب الايراني بسبب سياسات المسؤولين الإيرانيين والتي سيتحمل تبعاتها.

ويرى مراقبون ان تصريحات روحاني وغيره من المسؤولين الإيرانيين والتي تعمل على دغدغة مشاعر الشعب لم تعد كافية لاقناعهم في ظل ازمة خانقة مست عصب الحياة في ايران مع تشديد العقوبات.

واضاف روحاني الثلاثاء إنه لن يجري محادثات مع الولايات المتحدة قبل رفع جميع العقوبات المفروضة على بلاده في سياسة يتبعها قادة ايران دائما لإظهار انفسهم بمظهر المسيطر على الاوضاع والماسك بزمام الامور وسط حديث عن نية ترامب اجراء حوار مع روحاني.

لكن جون بولتون مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي نفى ان تكون واشنطن غيرت مواقفها تجاه طهران حيث اقاد في مداخلة عبر إذاعة أوروبا الحرة الثلاثاء نقلتها قناة العربية ان قرار ترامب بالحوار والتفاوض مع المسؤولين في ايران لا يعني تغير مواقف الإدارة الأميركية.

وأكد بولتون ان "إيران لن تحصل على فوائد اقتصادية ملموسة فقط مقابل كفها عن القيام بأمور ما كان يجب أن تقوم بها أصلا".

إيران لن تحصل على فوائد اقتصادية ملموسة فقط مقابل كفها عن القيام بأمور ما كان يجب أن تقوم بها أصلا

وقال بولتون انه سيتم رفع العقوبات على ايران فقط في إطار صفقة شاملة يكون فيها النظام الإيراني مستعدا للتفاوض متابعا " بخلاف ذلك لن يكون هنالك اجتماع بين ترامب ومسؤولين ايرانيين".

ويؤيد مستشارو الرئيس من المتشددين منذ فترة طويلة نهجا صارما يهدف إلى شل النظام في هذا البلد.

واتبع ترامب، منذ انسحابه من الاتفاق النووي العام الماضي، سياسة "ممارسة أقصى الضغوط" في محاولة لإجبار إيران على الدخول في محادثات لتقييد برنامجها للصواريخ الباليستية وإنهاء دعمها لقوات تعمل لحسابها بالوكالة في أرجاء الشرق الأوسط.

وهددت إيران، التي تنتهك ببطء التزاماتها بموجب الاتفاق النووي ردا على العقوبات، بمزيد من الانتهاكات في أوائل سبتمبر/أيلول ما لم تحصل على تخفيف للعقوبات.

ونقل التلفزيون الرسمي عن علي ربيع المتحدث باسم الحكومة الإيرانية قوله الاربعاء "أخذا في الاعتبار السمات الشخصية لدونالد ترامب، نحن لا نثق به، لكن إيران لم تتخل قط عن الدبلوماسية ونحن عازمون على مواصلتها باعتبارنا ندا (للولايات المتحدة)".

القوات الاميركية في الخليج
واشنطن تعلن انطلاق مبادرة للأمن البحري بقيادة أميركية في الخليج

وفي واشنطن، قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر إن مبادرة للأمن البحري بقيادة أميركية في الخليج قد بدأت.

وانضمت حتى الآن بريطانيا واستراليا والبحرين إلى الولايات المتحدة في تحرك يهدف لحماية السفن التجارية في أعقاب احتجاز إيران ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز في يوليو تموز.

وقال إسبر إن وجود الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة ردع إيران حتى الآن عن القيام بأعمال أخرى.

وقال للصحفيين في وزارة الدفاع (البنتاغون) "لا يمكنني قول إن الأزمة انتهت، لكن الوضع جيد حتى الآن ونأمل أن يستمر النهج الحالي".