إيران تستعرض إطلاق صواريخها الباليستية من مواقع تحت الأرض

الحرس الثوري الإيراني يطلق صواريخ من أماكن في أعماق الأرض لأول مرة خلال مناورات استفزازية في مضيق هرمز في خضم التوترات مع الولايات المتحدة.
الحرس الثوري يتدرب على إغراق حاملة طائرات أميركية
الولايات المتحدة تصف المناورات في هرمز بـ"المتهورة وغير المسؤولة"

طهران -  أطلق الحرس الثوري الإيراني صواريخ باليستية من مواقع تحت الأرض لأول مرة، ضمن مناورات تضم مجسما لحاملة طائرات أميركية في مضيق هرمز، في أحدث هجوم خلال المناورات التي تقوم بها طهران في خضم توتراتها مع الولايات المتحدة.

وقال الجنرال أمير علي حاجي زادة قائد القوة الجوفضائية بالحرس الثوري الإيراني في فيديو نشره موقع وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء التابعة للتلفزيون الحكومي الإيراني، إن الحرس الثوري أطلق صواريخ بالستية من "عمق الأرض" لأول مرة في إطار تدريبات عسكرية سنوية.

وأظهر الفيديو سحب غبار قبل انطلاق الصواريخ في السماء.

كما تم إطلاق صواريخ أرض–أرض من طرازي هرمز و فاتح. وقالت وكالة أنباء فارس، إن "إطلاق الصواريخ من أماكن في أعماق الأرض، يشكل تحدياً كبيراً لأجهزة الاستخبارات المعادية، في حال حدوث أي مواجهة محتملة في المستقبل".

وتأتي التدريبات العسكرية في الخليج التي بدأت أمس الثلاثاء في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر بين طهران وواشنطن.

وقال الجيش الأميركي إن التدريبات دفعت قاعدتين للقوات الأميركية في المنطقة لرفع درجة التأهب وإن إطلاق طهران للصواريخ يعد تصرفا غير مسؤول.

وأظهر الفيديو زوارق هجومية سريعة تطلق الصواريخ وصواريخ تصيب مجسما لحاملة طائرات أميركية.

وتجري طهران، التي ترعبها فكرة وجود قوات بحرية أميركية وغربية في الخليج، تدريبات بحرية سنوية على مراحل في الممر المائي الذي تمر عبره نحو 30 بالمئة من إجمالي تجارة النفط الخام والسوائل النفطية الأخرى المنقولة بحرا.

ووصفت البحرية الأميركية التدريبات التي شملت مهاجمة مجسم لحاملة طائرات في مياه الخليج بـ"المتهورة وغير المسؤولة"، مؤكدة في الوقت ذاته أن التدريبات لم تعرقل حركة الملاحة في المنطقة الاستراتيجية.

وقالت ريبيكا ريباريتش المتحدثة باسم الأسطول الخامس في بيان أمس الثلاثاء "نحن على علم بتدريبات إيرانية على مهاجمة مجسم سفينة مماثلة لحاملة طائرات"، مضيفة "نرى دائما هذا النوع من السلوك متهورا وغير مسؤول".

وتابعت "هذه التدريبات لم تعطّل عمليات التحالف في المنطقة ولم يكن لها أي أثر على التجارة في مضيق هرمز والمياه المحيطة به".

d
لطهران سوابق عديدة في تهديد الملاحة البحرية 

وفي السنوات الأخيرة حدثت مواجهات متفرقة في الخليج بين الحرس الثوري والجيش الأميركي الذي اتهم البحرية التابعة للحرس الثوري بإرسال زوارق الهجوم السريع للتحرش بسفن حربية أميركية أثناء عبورها مضيق هرمز.

وقالت وكالة فارس في وقت سابق إن "المرحلة الأخيرة من التدريبات والتي يطلق عليها اسم 'النبي العظيم 14' بمشاركة قوات الحرس البحرية والجوية بدأت في البر والجو والبحر والفضاء، في مضيق هرمز والخليج الفارسي".

وتصاعدت حدة التوتر بين طهران وواشنطن في 2018 عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران وأعاد فرض العقوبات التي خفضت بشدة الصادرات النفطية الإيرانية، ما تسبب في أسوأ أزمة اقتصادية تعيشها الجمهورية الإسلامية منذ لك الوقت.

وقال الحرس الثوري في أبريل/نيسان إن طهران ستدمر السفن الحربية الأميركية في الخليج إذا تعرض الأمن الإيراني للتهديد. وهدد المسؤولون الإيرانيون مرارا بغلق المضيق إذا لم تتمكن طهران من تصدير النفط أو إذا تعرضت مواقعها النووية للهجوم.

ويشرف الحرس الثوري على برنامج الصواريخ الإيراني. وقد فرضت الأمم المتحدة قيودا على أنشطة إيران في ما يتعلق بالنشاط في مجال الصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية. 

وفي أعقاب الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية في 2015 تم رفع الشروط السابقة التي كان مجلس الأمن يفرضها على نشاط الصواريخ الباليستية وأصبح قرار جديد سارى المفعول.

ودعا القرار 2231 طهران إلى الإحجام عن النشاط المتعلق بالصواريخ الباليستية المصممة بقدرة على حمل الأسلحة النووية. وتقول طهران وبعض حلفائها إن صياغة هذا القرار لا تجعله ملزما.

وتتزامن هذه المناورات الإيرانية مع مواصلة الولايات المتحدة مساعيدها لتمديد حظر التسلح على إيران وتحرش مقاتلات أميركية بطائرة ركاب إيرانية الأسبوع الماضي، كما تواتر الهجمات السيبرانية الإسرائيلية على مواقع حساسة في إيران وخاصة مركز انتاج الطرد المركزي في منشأة طنز الننوية، علاوة على التوتر بين تل أبيب وطهران على الحدود السورية اللبنانية.