إيران تستعيد صوتها في الأمم المتحدة بمساعدة واشنطن

الولايات المتحدة تمنح طهران ترخيصا استثنائيا للسحب من ارصدة مجمدة في كوريا الجنوبية، ما سمح لها بسداد نحو 16 مليون دولار كانت مدينة بها للأمم المتحدة التي أعلنت قبل فترة تعليق حق الجمهورية الإسلامية في التصويت بالجمعية العامة قبل سداد ديونها.
طهران وواشنطن تستأنفان جولة سادسة من المفاوضات النووية
إيران تقول إن هناك 20 مليار دولار من عائداتها النفطية مجمدة في عدة دول

نيويورك - استعادت إيران اليوم الجمعة حق التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد أن مكنتها الولايات المتحدة من استخدام أرصدة مجمدة في كوريا الجنوبية في سداد ما يقارب 16 مليون دولار كانت مدينة بها للمنظمة الدولية.

وفقدت طهران حق التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 عضوا في يناير/كانون الثاني لأن عليها متأخرات منذ عامين. وكانت مديونة للأمم المتحدة بأكثر من 65 مليون دولار لكنها سددت الحد الأدنى اللازم لاستعادة حق التصويت.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق "إيران دفعت الحد الأدنى المقرر"، مؤكدا أنها يمكن أن تصوت الآن.

وتقول إيران إن هناك 20 مليار دولار من عائداتها النفطية مجمدة في دول مثل كوريا الجنوبية والعراق والصين منذ عام 2018 بموجب العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها بقرار من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

وتمكنت طهران من التصويت في الجمعية العامة اليوم الجمعة لانتخاب خمسة أعضاء جدد غير دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وقال متحدث باسم وزارة الخزانة الأميركية "ترخص الحكومة الأميركية عادة بسداد مستحقات الأمم المتحدة بما في ذلك من خلال التراخيص العامة والخاصة لمكتب إدارة الأرصدة الأجنبية".

ويأتي ذلك بينما من المنتظر أن تعقد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ومسؤولون إيرانيون الجولة السادسة من المحادثات غير المباشرة بين الجانبين في فيينا في مطلع الأسبوع حول كيفية عودتهما للالتزام بالاتفاق النووي لعام 2015.

وقال عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني الذي يقود وفد بلاده في مفاوضات فيينا النووية اليوم الجمعة إن المحادثات بين طهران والقوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 ستستأنف في العاصمة النمساوية غدا السبت.

وأضاف عراقجي وهو كبير المفاوضين الإيرانيين في المحادثات، في منشور على قناته بتطبيق تليغرام "من المتوقع أن يواصل المشاركون المشاورات بشأن إمكانية عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي وضمان التنفيذ الكامل والفعال لهذه الاتفاقية".

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن الخطوة الأميركية لرفع العقوبات عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين سابقين ليست علامة على حسن النية.

وقالت الولايات المتحدة أمس الخميس إنها رفعت العقوبات المفروضة على ثلاثة مسؤولين إيرانيين سابقين وشركتين كانتا تتاجران في البتروكيماويات الإيرانية، وهي خطوة وصفها مسؤول أميركي بأنها روتينية لكنها قد تظهر استعداد الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات عندما يكون لذلك ما يبرره.

وقال خطيب زاده على تويتر "عمليات شطب الولايات المتحدة الانتقائية لا تتعلق بمحادثات خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) ولا ينظر إليها على أنها إشارات حسن نية، لا سيما عندما تقترن بإرهاب اقتصادي متجدد".

وكان يشير على ما يبدو إلى العقوبات الأميركية الجديدة التي فرضت أمس الخميس على شبكة يُزعم أنها ساعدت في تمويل الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني وجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن.

ودعا خطيب زاده واشنطن إلى رفع العقوبات "بشكل فعال ويمكن التحقق منه"، مكررا أحد مطالب إيران الرئيسية في محادثات فيينا لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015.

وانسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق في 2018 وأعاد فرض العقوبات التي قلصت صادرات النفط الإيرانية. وردت إيران بانتهاك القيود المفروضة بموجب الاتفاق على برنامجها النووي.