إيران تستغل إدانة علي سلمان لتأجيج الفتنة في البحرين
طهران - في تدخل آخر في شؤون البحرين وفي محاولة لتأجيج الفتنة الطائفية في المملكة، أدانت إيران اليوم الاثنين حكما بالسجن المؤبد أصدرته البحرين بحق رجل الدين الشيعي علي سلمان الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية المحظورة أيضا بقرار قضائي.
ويأتي الموقف الإيراني في سياق تدخلات إيرانية استهدفت زعزعة استقرار وأمن البحرين عبر دعم وتدريب عناصر شيعية إرهابية وتوفير ملاذ آمن لفارين منهم من العدالة.
وقضت محكمة بحرينية الأحد بسجن الشيخ علي سلمان واثنين من مساعديه بعد ما إدانتهم بالتخابر بهدف ارتكاب "أعمال عدائية ضد مملكة البحرين والإضرار بمصالحها القومية" بالإضافة إلى التخابر مع مسؤولين قطريين بهدف "إسقاط نظامها الدستوري".
وقال المتحدث باسم الخارجة الإيرانية بهرام قاسمي إن "هذا الحكم لم يبق أدني شك لدى الرأي العام والمجتمع الدولي في أن الحكومة البحرينية لا تفكر في إصلاح الوضع بل يؤكد عزمها على القمع وتأزيم الوضع".
وتناسى المسؤول الإيراني موجات القمع التي تمارسها طهران بحق المعارضين والأقليات الدينية في إيران، محاولا إظهار الحكم القضائي بحق علي سليمان وكأنه قمع للمعارضة وليس مكافحة للإرهاب.
ودعا قاسمي المنامة إلى وضع حد لما اعتبره "سلوكها غير الإنساني في إصدار الأحكام الظالمة وفرض القيود على الشعب".
ويأتي التدخل الإيراني في شأن بحريني داخلي استكمالا على ما يبدو لمحاولات تأجيج الفتنة الطائفية والتحريض على العنف.
وكانت المنامة قد اتهمت مرارا إيران بالتدخل في شؤونها وبتغذية العنف الطائفي ودعم الإرهاب.
وأحبطت البحرين عشرات الاعتداءات الإرهابية وفككت أيضا العديد من الخلايا معظم عناصرها تلقوا تدريبات على يد الحرس الثوري الإيراني لتنفيذ عمليات تخريبية في المملكة.
كما يتحصن إرهابيون شيعة من مواطني البحرين في إيران ومنهم من فرّ بحرا إلى طهران.
وشهدت العلاقات البحرينية الإيرانية موجات من التوتر بلغت ذروتها في 1996 عندما اكتشف المنامة تنظيما سريا يحمل اسم حزب الله البحرين.
وقالت السلطات البحرينية حينها إن التنظيم مرتبط بإيران وتشكل من أجل التآمر لقلب نظام الحكم.
وأعلنت وقتها خفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران إلى درجة قائم بالأعمال، لكن في 2011، زادت وتيرة التدخلات الإيرانية بشكل لافت حيث عملت طهران على تأجيج الفتنة الطائفية وتحريض شيعة البلاد على نظام الحكم.
وشهدت البحرين لاحقا سلسلة من أعمال العنف والتخريب واعتداءات إرهابية استهدفت قوات الأمن.
وأفادت تقارير بحرينية رسمية حينها بأن إيران شكلت جماعات إرهابية للإضرار بأمن واستقرار المملكة عبر دعم وتمويل تلك الجماعات بالمال وبالأسلحة والمتفجرات.
وكانت النيابة العامة البحرينية قالت في مارس/اذار 2015 إنها ضبطت معدات لصنع القنابل خلال تهريبها من العراق على متن حافلة ركاب من أجل استخدامها في هجمات بالبحرين.
وفي سبتمبر/ايلول 2015، كشفت السلطات البحرينية عن مصنع كبير للمتفجرات لعناصر إرهابية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني. وأعلنت وقتها القائم بالأعمال الإيراني شخصا غير مرغوب فيه ودعته للمغادرة.
وفي يناير/كانون الثاني 2016 أعلنت المنامة قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران في قرار جاء تضامنا مع السعودية التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران بسبب اقتحام محتجين مبنى قنصليتها في مشهد وإحراقها واقتحام سفارة الرياض في العاصمة الإيرانية.
وكان واضحا تواطؤ قوات الأمن الإيرانية مع المحتجين الذين اقتحموا المبنيين الدبلوماسيين وتخريبهما ردا على حكم قضائي سعودي بإعدام رجل الدين الشيعي الشيخ نمر النمر بعد ثبوت تورطه في قضايا تتصل بالإرهاب.
وبلغ عدد قضايا الجرائم الإرهابية المتصلة بإيران في العامين 2014 و2015 ما يزيد عن 37 قضية شملت التنفيذ والتخطيط لأعمال إرهابية وقتل عناصر من الأمن البحريني.
كما أكدت السلطات البحرينية أن سجل إيران في دعم وتمويل الإرهاب أسود وشمل استهداف أكثر من 200 مؤسسة تعليمية ومنشآت حيوية مثل محطات الكهرباء وأبراج الاتصالات والحدائق العامة والبنوك التجارية وقطع الطرق على الشوارع التجارية وتفجير أنابيب لنقل النفط.
وفي مارس/اذار 2018 أعلنت وزارة الداخلية البحرينية إحباط عدد من العمليات الإرهابية والقبض على 116 من العناصر التخريبية، مؤكدة أنهم مرتبطون بإيران.
واتهمت الداخلية الحرس الثوري الإيراني بالعمل على تشكيل تنظيم حزب الله البحرين من خلال توحيد عدة تنظيمات تحت راية تنظيم واحد.
وأشارت حينها إلى أن 48 من العناصر الإرهابية تلقوا تدريبات في إيران لتنفيذ عمليات إجرامية وتخريبية والتخطيط لاستهداف قوات الأمن والمنشآت الحيوية كالمنشآت النفطية بهدف زعزعة الاستقرار والأمن وتقويض الاقتصاد البحريني.