إيران تسعى للتمدد في أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي

الرئيس الإيراني يبدي استعداد طهران للتعاون مع موسكو وبكين لإرساء "السلام" في أفغانستان ما يشير إلى النوايا الإيرانية للتدخل في الشأن الأفغاني.
الدعوة للاستقرار في افغانستان مجرد ذريعة من رئيسي لتبرير التدخل الايراني

طهران - تسعى إيران لاستغلال الانسحاب الأميركي من أفغانستان خدمة لمصالحها في وسط اسيا حيث تعتبر انتصار طالبان السنية المتشددة انتصارا لجهودها في سحب القوات الأميركية من المنطقة.
وقد أبدى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي استعداد طهران للتعاون مع موسكو وبكين لإرساء "السلام" في أفغانستان، وذلك خلال اتصالين هاتفيين مع نظيريه الروسي والصيني الأربعاء، وفق ما أفادت الرئاسة الإيرانية.
ويأتي ذلك بعد أيام من استحواذ طالبان على الحكم في أفغانستان، بعد هجوم واسع لم تواجه خلاله أي مقاومة تذكر من القوات الحكومية، تزامنا مع قرب موعد خروج القوات الأميركية والأجنبية التي تواجدت في البلاد مذ أطاحت بحكم الحركة عام 2001.
وقال رئيسي خلال اتصال مع نظيره شي جينبينغ إن "إيران مستعدة للتعاون مع الصين لإرساء الأمن، الاستقرار، والسلام في أفغانستان، وبذل الجهود في مسار تحقيق التنمية والتقدم والازدهار لشعبها"، وفق بيان الرئاسة.
وأعرب الرئيس الإيراني الذي تولى منصبه مطلع آب/أغسطس، عن توجه مماثل في اتصاله مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وأوضح "نعتقد بأنه على جميع الفئات والمجموعات الأفغانية الناشطة التعاون فيما بينها من أجل إرساء الاستقرار في البلاد على وجه السرعة وأن يحولوا خروج أميركا الى منعطف للسلام والاستقرار في أفغانستان".
وكان رئيسي رأى الإثنين أن "هزيمة" الولايات المتحدة وانسحاب قواتها من الجارة الشرقية للجمهورية الإسلامية، يجب أن يشكلا فرصة لتحقيق "سلام مستدام" فيها بعد عقود من النزاعات.
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية الأحد، بعيد ساعات من بلوغ طالبان مشارف كابول، أنها قلّصت وجودها الدبلوماسي في أفغانستان، لكنها أبقت سفارتها في كابول مفتوحة وتواصل القيام بالنشاطات "الأساسية" فيها.
وما انفكت إيران تطالب بانسحاب عدوتها اللدودة الولايات المتحدة من أفغانستان وإنهاء "احتلالها" للبلاد، مؤكدة أن حل النزاع لا يمكن أن يتم سوى عبر حوار سياسي.
ويرى محللون أن إيران القلقة من الوضع المضطرب في أفغانستان التي تتشارك معها حدودا بطول أكثر من 900 كلم، تتبنى مقاربة براغماتية إزاءه، لا سيما حيال حركة طالبان.
وجمعت علاقات متوترة بين إيران، القوة الإقليمية النافذة ذات الغالبية الشيعية، والحركة السنية المتشددة، خلال فترة حكم طالبان لأفغانستان بين 1996 و2001. ولم تعترف الجمهورية الإسلامية حينها بـ "الإمارة الإسلامية" التي أعلنتها طالبان، لكنها تشدد منذ أشهر على أن الحركة يجب أن تكون جزءا من أي "حل مستقبلي" في أفغانستان.
وتريد إيران استغلال الانسحاب الأميركي من أفغانستان لتعميمه في منطقة الخليج حيث تطالب طهران بخروج القوات الأميركية من العراق وكافة منطقة الخليج وهو ما سيسمح لها بمزيد من الهيمنة والنفوذ.