إيران تشهر مجددا ورقة محاكمة مزدوجي الجنسية

محاكمة الباحثتين الفرنسيتين تبدأ في طهران فيما تطالب باريس بالإفراج الفوري عنهما خشية اصابتهما بفيروس كورونا المنتشر بكثافة بالسجون الإيرانية.
مخالفات قانونية يرتكبها قاضي إيراني في محاكمة الباحثتين الفرنسيتين
قلق فرنسي من الوضع الصحي لمواطنيها بالسجون الإيرانية

طهران - بدأت محاكمة الباحثين الفرنسيين المسجونين في إيران فاريبا عادلخاه ورولان مارشال الثلاثاء في طهران. لكن عادلخاه مثلت وحدها أمام المحكمة.

وقال محاميهما سعيد دهقان إن "مارشال لم يكن لديه مشكلة في المثول أمام المحكمة اليوم لكن (السلطات) لم تنقله إلى هناك، وأخذت فقط عادلخاه".

وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها من دهقان فإن الجلسة أجلت إلى موعد لم يحدد، ورفض القاضي طلبا من الدفاع بأن يتمكن محاميان إضافيان من تمثيل المتهمين أمام المحكمة. وحول هذه النقطة "خالف القاضي القانون" كما قال دهقان.

ويذكر أن الباحثة الانتروبولوجية الفرنسية الإيرانية عادلخاه المتخصصة في التشيّع، مسجونة في إيران منذ يونيو/حزيران، وكذلك رفيقها الفرنسي مارشال المتخصص في القرن الإفريقي والحروب الأهلية في إفريقيا جنوب الصحراء.

ويحاكمان في جلسة مغلقة أمام الغرفة 15 من المحكمة الثورية في طهران التي يرأسها القاضي فضل الله سلواتي.

ووفق دهقان فإن عادلخاه ملاحقة بتهمة "الدعاية ضد النظام" السياسي للجمهورية الإسلامية و"التواطؤ بهدف المساس بالأمن القومي". وهذه التهمة الأخيرة فقط موجهة إلى مارشال وعقوبتها تتراوح من سنتين إلى خمس سنوات سجن.

وتهمة "الدعاية ضد النظام" عقوبتها تتراوح من السجن ثلاثة أشهر إلى سنة.

وفي باريس دعت لجنة دعم الباحثين التي أعلنت أنها قلقة منذ عدة أسابيع على صحتهما، إلى الإفراج الفوري عنهما "قبل أن يحصل ما لا يمكن العودة عنه".

وكانت اللجنة حذرت الاثنين من أن الباحثين يواجهان "خطر الموت" بسبب انتشار فيروس كورونا في إيران.

وكان دهقان أعلن الأحد أن مارشال (64 عاما) "مريض ووضعه النفسي والجسدي سيء للغاية".

كما أبدى مخاوف من أن تكون موكلته أصيبت بوباء "كوفيد-19" أثناء وجودها في المستشفى.

وأعلن المحامي أن عادلخاه عادت السبت إلى "القسم المخصص للنساء في السجن"، بعد نقلها لعدة أيام لتلقي العلاج في المستشفى التابع للسجن.

وتابع أن الباحثة "لا تزال تشكو من آلام حادة في الكليتين" نتيجة تدهور خطير في وضعها الصحي جراء إضرابها عن الطعام من نهاية ديسمبر/كانون الأول حتى منتصف فبراير/شباط.

والفرنسيان معتقلان في سجن إيوين شمال طهران حيث سجلت السلطات أكبر عدد مصابين بكورونا.

وفي فرنسا تعتبر مصادر أن مصير الباحثين قد يكون على ارتباط وثيق بمصير المواطن الإيراني جلال روح الله نجاد المسجون في فرنسا والمهدد بالتسليم للولايات المتحدة.

في حين قامت إيران مؤخرا بعمليات تبادل سجناء مع الولايات المتحدة وألمانيا، تصدر محكمة التمييز الفرنسية حكمها في 11 مارس/آذار في طعن قدمه المهندس الإيراني لتفادي تسليمه للولايات المتحدة.

وفي حال رفض طعنه كما يرجح نظرا إلى توصيات النائب العام التمييزي، يعود لرئيس الوزراء إدوار فيليب في نهاية المطاف أن يتخذ قرارا بشأنه.

تقول لجنة دعم الباحثين إن التهم الموجهة إليهما مفبركة وتطالب بالإفراج الفوري عنهما.

كذلك تطالب السلطات الفرنسية بالإفراج عن الباحثين في مركز الأبحاث الدولية التابع لجامعة العلوم السياسية في باريس.

ولا تعترف إيران بازدواج الجنسية وتدين بانتظام الدعوات لإطلاق سراح الباحثين على أنها تشكل تدخلا في شؤونها.