إيران تصعد تهديداتها ضد بريطانيا بعد احتجاز ناقلتها

عضو بمجلس الخبراء الإيراني يتحدث عن إجراءات ردا على احتجاز لندن ناقلة نفط في جبل طارق مذكرا بحادثة إسقاط الطائرة الأميركية المسيرة.
لندن تنفي احتجاز طهران لناقلة نفط عملاقة ترفع العلم البريطاني

طهران - واصل المسؤولون الايرانيون تصريحاتهم النارية ضد بريطانيا على خلفية احتجاز لندن ناقلة نفط إيرانية في مياه جبل طارق كانت تنقل النفط الى سوريا.

ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية عن رجل الدين محمد علي موسوي جزائري تحذيره لبريطانيا السبت من رد فعل طهران على احتجاز مشاة البحرية الملكية البريطانية ناقلة نفط إيرانية عملاقة في جبل طارق.

وقال جزائري العضو بمجلس الخبراء وهو هيئة دينية قوية "أقول صراحة إن بريطانيا يجب أن تشعر بالخوف من الإجراءات التي ستتخذها إيران ردا على الاحتجاز غير المشروع لناقلة النفط الإيرانية".

وأضاف "أوضحنا أننا لن نصمت مطلقا على التسلط... ومثلما كان ردنا قويا على (واقعة) الطائرة الأميركية المسيرة، سيكون لإيران رد مناسب أيضا على هذا الاحتجاز غير المشروع".

ويرى مراقبون ان الجهات المتشددة والنافذة في إيران تسعى الى التصعيد في مواجهة التحرك البريطاني وهو ما سيؤدي الى توتير الأجواء في المنطقة.

وقررت إيران بتلك التصريحات إشعال أكثر من جبهة بعد صراعها المستمر مع الولايات المتحدة الأميركية على خلفية تشديد واشنطن عقوباتها على طهران بعد انسحابها من الاتفاق النووي لسنة 2015 والقرار الإيراني بخرق بنود الاتفاق والترفيع في تخصيب اليورانيوم.

ومن المنتظر ان تتصاعد التهديدات الإيرانية في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد بعد تراجع صادرات النفط بفعل العقوبات الاميركية.

واعتبر المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور في إيران، عباس علي كدخدائي، السبت، أن احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية أثبت استمرارها في "سياسة القرصنة" وعدم التزامها بالاتفاق النووي.
وقال كدخدائي في تغريدة على موقع "تويتر"، إن "غصب أموال المجتمعات الأخرى يعد من سياسات بريطانيا، إذ أن كارثة العام 1917 وموت 9 ملايين إيراني (لقوا حتفهم إثر مجاعة اجتاحت البلاد في نهاية الحرب العالمية الأولى بسبب سياسات بريطانيا الاستعمارية واحتلالها أجزاء من إيران التي أعلنت الحياد في تلك الحرب)"، حسبما نقلت وكالة "فارس" (شبه رسمية).
وأضاف: "وتجميد أموال إيران رغم قرارات محاكمها الداخلية، هي نفسها والآن احتجاز السفينة التجارية الإيرانية، تؤشر كلها إلى أن بريطانيا ما زالت مستمرة بسياسة القرصنة وأنها غير ملتزمة بالاتفاق النووي عمليا أيضًا".

واحتجزت مشاة البحرية الملكية البريطانية ناقلة النفط العملاقة غريس 1 الخميس لمحاولتها نقل نفط إلى سوريا في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي، في تحرك أثار غضب طهران وقد يؤدي إلى تصعيد مواجهتها مع الغرب.

ناقلة النفط العملاقة غريس 1
بريطانيا احتجزت ناقلة نفط ايرانية في جبل طارق كانت متجهة الى سوريا

واستدعت طهران السفير البريطاني لديها روب ماكير للاحتجاج. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن مسؤولا كبيرا في الوزارة أكد أثناء اللقاء أن الخطوة البريطانية "غير مقبولة".

ودعا إلى "الإفراج الفوري عن ناقلة النفط لأنها احتجزت بناء على طلب الولايات المتحدة، حسب معلومات متوفرة حاليا".

وهدد قائد في الحرس الثوري الإيراني الجمعة باحتجاز سفينة بريطانية ردا على احتجاز مشاة البحرية الملكية البريطانية لناقلة النفط العملاقة.

وكانت إيران أسقطت في 20 يونيو/حزيران طائرة عسكرية أميركية مسيرة قالت إنها كانت تحلق فوق أحد أقاليمها الجنوبية في الخليج. لكن واشنطن قالت إن الطائرة أُسقطت أثناء تحليقها فوق مياه دولية.

وقال مسؤول في مجموعة عمليات التجارة البحرية بالمملكة المتحدة إن ناقلة عملاقة ترفع علم بريطانيا كانت قد توقفت في مياه الخليج في ساعة مبكرة من صباح السبت "آمنة وبخير".

وأضاف أن ناقلة النفط (باسيفيك فوياجر) توقفت في إطار إجراء روتيني لتعديل وقت وصولها إلى المرفأ التالي وواصلت سيرها بعد ذلك.

وكانت إيران قد نفت تقارير عن احتجاز الحرس الثوري الإيراني للناقلة واصفة إياها "بالمفبركة" بعد فترة مع تهديدات باستهداف الناقلات البريطانية.