إيران تعتقل عشرات المتظاهرين وسط حملة قمع عنيفة

قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني تحاصر جامعات في طهران وتعتدي على الطلاب وتمنعهم من المغادرة.
القضاء الإيراني يعلن اعتقال 30 متظاهرا كحصيلة أولية

طهران - أقرت السلطات في طهران الثلاثاء أن قوات الأمن اعتقلت عشرات المتظاهرين خلال الاحتجاجات التي رافقت اعتراف الحكومة الإيرانية بإسقاط الطائرة الأوكرانية، فضلا عن مهاجمة ميليشيا الباسيج التابعة للحرس الثوري للطلاب وتعنيفهم داخل الجامعات، بحسب وسائل إعلام إيرانية.

أوقف 30 شخصاً في إيران خلال تظاهرات غاضبة في الأيام الأخيرة اندلعت على خلفية قضية الطائرة الأوكرانية التي اعترفت طهران بإسقاطها سقطت عن طريق الخطأ في 8 يناير/الثاني كانون ، كما أكدت الثلاثاء السلطات القضائية.

وأعلن المتحدث باسم السلطات القضائية غلام حسين إسماعيلي عن تلك التوقيفات خلال مؤتمر صحافي في طهران بدون أن يضيف مزيداً من التفاصيل. وبعدما نفت إيران فرضية أن تكون الطائرة التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية الدولية قد أسقطت بصاروخ إيراني بعيد إقلاعها من طهران ما أسفر عن مقتل 176 شخصاً، اعترفت في نهاية المطاف السبت بمسؤوليتها عن الحادث الذي قالت إنه حصل جراء "خطأ بشري".

وأظهرت مقاطع فيديو نشرها موقع 'إيران إنترناشيونال عربي' مدى قمع القوات الأمنية للمحتجين عن طريق الضرب بالهراوات والعصي الكهربائية.

وأفاد الموقع أن عددا من عناصر ميليشيا الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني طوقوا جامعة أمير كبير في طهران ومنع الطلاب من المغادرة ومهاجمتهم، في تأكيد لنهج القمع التي تعتمده السلطات الإيرانية في محاولة لوأد الاحتجاجات التي تطالب برحيل أبرز رؤوس السلطة في إيران.

في المقابل يحتشد طلاب جامعة بهشتي في طهران ضد ميليشيات الحرس الثوري، مرددين شعارات "ضاعت أموالنا في إنفاق قوات الباسيج"، فيما تعاني إيران من تدهور اقتصادي نتج عن العقوبات الأميركية العديدة.

وتطالب المظاهرات الطلابية في إيران لليوم الرابع على التوالي برحيل المرشد الأعلى علي خامنئي وبقايا النظام.

ودفع قمع السلطات الإيرانية للمتظاهرين المجتمع الدولي إلى التنديد رفضا لأساليب التعذيب البشعة التي ينتهجها الأمن ومليشيات الحرس الثوري في التعامل مع الاحتجاجات.

وتأتي هذه الاحتجاجات بعد فترة وجيزة من خروج الشارع الإيراني في نوفمبر/تشرين الثاني في مظاهرات طالت كل المحافظات رفضا لقرار الحكومة بزيادة سعر البنزين، لتجاوز أزمة اقتصادية تتحمل السلطة مسؤوليتها نتيجة سياساتها العدائية تجاه دول غربية ودول الجوار التي آلت بها لعقوبات أنهكت الاقتصاد. لكن ما تراجع زخم الاحتجاجات تحت سطوة الأمن الإيراني.

وأثار اعتراف إيران بإسقاط الطائرة الأوكرانية موجة غضب في البلاد، حيث انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي منذ 3 أيام، تظهر محتجين يهتفون بشعارات مناهضة للسلطات ولرجال الدين الشيعة.

ونفت السلطة الإيرانية أنها كانت تسعى للتكتم على مسؤوليتها في الحادث، وتعهدت بمحاسبة الأشخاص الذين تسببوا بالمأساة.

وأعلن إسماعيلي الثلاثاء عن أولى الاعتقالات في إطار هذه التظاهرات، مشيرا خلال المؤتمر الصحافي إلى أن السلطات بصدد "إجراء تحقيق واسع وتوقيف أشخاص".

والصاروخ الذي أسقط الطائرة الأوكرانية أطلق في الليلة التي ضربت فيها طهران قاعدتين عسكريتين في العراق تأويان عسكريين أميركيين، رداً على مقتل الولايات المتحدة للجنرال الإيراني قاسم سليماني في 3 يناير/كانون الثاني قرب مطار بغداد.