إيران تعجز عن إيقاف احتجاجات مستمرة على انهيار مبنى
طهران - أظهرت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم الأربعاء مراسم تأبين أُقيمت في وقت متأخر الليلة الماضية من أجل 37 شخصا قتلوا في انهيار مبنى بجنوب غرب إيران، بينما تسعى السلطات إلى قمع احتجاجات مستمرة منذ أسبوع على الكارثة لكنها لا تزال عاجزة عن ايقافها.
وأعلن مسؤولون أحدث حصيلة للقتلى وقالوا إن 37 شخصا آخرين أُصيبوا في انهيار مبنى سكني وتجاري يتألف من عشرة طوابق يوم 23 مايو/أيار في عبادان بإقليم خوزستان المنتج للنفط.
وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وجودا أمنيا مكثفا في عبادان مع إقامة مراسم التأبين، بينما أشعل متظاهرون النار في إطارات وأغلقوا الطرق في بلدة شاديجان القريبة.
وحملت السلطات مسؤولية انهيار مبنى ميتروبول على الفساد المحلي وتراخي إجراءات السلامة وتقول إنها اعتقلت حتى الآن 13 شخصا، بينهم رئيسا بلدية ومسؤولون آخرون، لارتكابهم انتهاكات تتعلق بالبناء.
لكن المتظاهرين يقولون إن الكارثة نابعة من إهمال الحكومة والكسب غير المشروع الراسخ ورددوا هتافات ضد المسؤولين بمن فيهم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وأطلقت النار في الهواء لتفريق الحشود واشتبكت مع متظاهرين خلال الاحتجاجات.
واندلعت الاحتجاجات وسط حالة من الإحباط من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشاكل الاقتصادية حيث أدى الجمود في محادثات إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 إلى إضعاف توقعات تخفيف سريع للعقوبات الدولية.
وأعاد انهيار المبنى في عبادان الى الأذهان حادثة وقعت مطلع العام 2017، تمثّلت بانهيار مبنى "بلاسكو" في وسط طهران، وهو مركز تجاري يعود تاريخه إلى أوائل الستينيات.
وتعاني ايران من تفشي ظاهرة الفساد مع غياب الرقابة اضافة الى تداعيات العقوبات الاميركية والغربية حيث شهدت ايران خلال السنوات الاخيرة تحركات احتجاجية مختلفة تطالب بالتغيير ومواجهة الوضع الاقتصادي الماساوي لكنها وجهت بقمع السلطة.
وتتهم السلطات الإيرانية القائمين على الاحتجاجات المختلة بانهم مجرد أدوات في يد الغرب وخاصة الولايات المتحدة حيث تعرض عدد من قادة الاحتجاجات الى محاكمات قاسية وغير عادية أثارت انتقادات حقوقية دولية.