إيران تعلق رسميا تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

إسرائيل تدعو ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لإعادة فرض عقوبات على إيران ردا على إعلانها.
الموقف الايراني يشير لتصعيد غير مسبوق رغم الدعوات الأميركية والأوروبية للتفاوض
النفط يرتفع بعد تعليق إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
الصين تدعو إلى حل سلمي للملف النووي الإيراني

طهران - أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على خلفية "انحيازها" بشأن ملف طهران النووي، حسبما نقل إعلام محلي ما سيكون له تداعيات كبيرة خاصة بعد التحذيرات الأميركية والأوروبية.
وأفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء (شبه رسمية) بأن بزشكيان "صدّق على قانون يلزم الحكومة بتعليق العلاقات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وردا على ذلك دعت إسرائيل، الأربعاء، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لإعادة فرض عقوبات على إيران ردا على إعلانها تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر "حان الوقت لتفعيل آلية "سناب باك"، أدعو دول المجموعة الأوروبية الثلاث، ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، إلى إعادة فرض جميع العقوبات على إيران".
وفي منشور على منصة إكس، برر ساعر دعوته هذه بالقول "أصدرت إيران للتو إعلانا فاضحا بشأن تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، وفق تعبيراته.
و"سناب باك" هي آلية تتيح إعادة فرض عقوبات أممية على إيران إذا طلبت ذلك دولة طرف في الاتفاق النووي الموقع بين الدول الخمس الكبرى بمجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) إلى جانب ألمانيا مع إيران عام 2015.

وقد أكدت الصين، الأربعاء، ضرورة إيجاد حل سلمي للمشكلات الناجمة عن الأنشطة النووية الإيرانية من خلال الجهود السياسية والدبلوماسية.
أفاد بذلك متحدث وزارة الخارجية ماو نينغ، تعليقا على تصريح للقنصل العام الإسرائيلي في شنغهاي رافيت باير، دعا فيه حكومة الصين إلى استخدام نفوذها السياسي والاقتصادي للضغط على إيران.
وشدد ماو، في مؤتمر صحفي، على أن الصين تبذل جهودا كبيرة من أجل إرساء السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
ودعا المتحدث الصيني جميع الأطراف المعنية إلى التعاون من أجل توجيه القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني نحو حل سياسي.
وفي تصريح صحفي مؤخرا، قال القنصل العام الإسرائيلي في شنغهاي، إنه ينبغي للصين استخدام نفوذها "لكبح طموحات إيران العسكرية والنووية" مضيفا أن "الصين هي الدولة الوحيدة القادرة على التأثير في إيران"، معتبرا أنه "إذا لم تشترِ الصين النفط الإيراني، فستنهار طهران".

ومنذ انسحاب واشنطن عام 2018 من "خطة العمل الشاملة المشتركة" المعروفة باسم الاتفاق النووي، فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى سلسلة عقوبات قاسية تستهدف خنق الاقتصاد الإيراني والحد من نفوذ طهران الإقليمي.
وفي أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول 2020، تقدمت واشنطن بطلبين إلى الأمم المتحدة لتفعيل آلية "سناب باك" وفرض عقوبات شاملة على إيران "لعدم التزامها بالاتفاق النووي".
وفي فبراير/ شباط 2021، أبلغت إدارة الرئيس الأميركي آنذاك جو بايدن، رسميا مجلس الأمن الدولي بإلغاء العقوبات التي فرضها ترامب على طهران، وقالت إنها تسحب خطابيها الموجهين إلى المجلس، بخصوص تفعيل آلية "سناب باك" ضد إيران.
وفي منشور آخر الأربعاء، ادعى ساعر أن عملية "الأسد الصاعد" التي شنتها إسرائيل على إيران أرجعت برنامجها النووي إلى الوراء سنوات عديدة.
وفي 13 يونيو/ حزيران المنصرم، شنت إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا على إيران استمر 12 يوما، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، فيما ردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة.
وفي 22 يونيو/حزيران هاجمت الولايات المتحدة منشآت إيران وادعت أنها "أنهت" برنامجها النووي، فردت طهران بقصف قاعدة "العديد" الأميركية بقطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 من الشهر نفسه وقفا لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران.
وتتهم إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء.
وتعد إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تملك ترسانة نووية، وهي غير خاضعة لرقابة دولية، وتواصل منذ عقود احتلال أراض في فلسطين وسوريا ولبنان.

وارتفعت أسعار النفط في العقود الآجلة اليوم الأربعاء بعد تعليق إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالتزامن مع تقييم الأسواق لتوقعات بزيادة الإمدادات من عدد من كبار المنتجين الشهر المقبل.
وصعد خام برنت 60 سنتا أو 0.9 بالمئة إلى 67.71 دولار للبرميل بحلول الساعة 1017 بتوقيت جرينتش، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 55 سنتا أو 0.8 بالمئة إلى 66 دولارا للبرميل.
ويتم تداول خام برنت بين 69.05 دولار للبرميل و66.34 دولار منذ 25 يونيو/حزيران، مع انحسار المخاوف بشأن اضطراب الإمدادات في منطقة الشرق الأوسط المنتجة للخام في أعقاب وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
وبدأت إيران اليوم الأربعاء تطبيق قانون ينص على أن أي تفتيش مستقبلي للمواقع النووية من قِبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتطلب موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي في طهران. واتهمت طهران الوكالة بالانحياز إلى الدول الغربية وتقديم ما يبرر الضربات الجوية الإسرائيلية.
وقال جيوفاني ستونوفو محلل السلع الأولية لدى (يو.بي.إس) "تعمل السوق على تقييم بعض علاوة المخاطر الجيوسياسية بعد خطوة إيران بشأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية... لكن الأمر يتعلق فقط بالمعنويات، ولا توجد أي اضطرابات تؤثر على النفط".
وأوضحت بريانكا ساشديفا كبيرة محللي السوق لدى فيليب نوفا أن السوق أخذت في حسبانها بالفعل احتمال ارتفاع إمدادات أوبك+ ومن غير المستبعد أن تتفاجأ الأسواق قريبا مرة أخرى.
وذكرت أربعة مصادر في أوبك+ الأسبوع الماضي أن التحالف يخطط لاتخاذ قرار بزيادة الإنتاج بواقع 411 ألف برميل يوميا الشهر المقبل عندما يجتمع في السادس من يوليو تموز.
ووفقا لبيانات شركة كبلر فقد زادت السعودية شحناتها في يونيو حزيران بمقدار 450 ألف برميل يوميا مقارنة بشهر مايو/أيار، وهو أعلى مستوى لها منذ أكثر من عام. ومع ذلك، قال ستونوفو إن الصادرات الإجمالية لتحالف أوبك+ مستقرة نسبيا أو تتراجع قليلا منذ مارس آذار. وتوقع أن يستمر هذا الوضع خلال الصيف إذ يدفع الطقس الحار الطلب على الطاقة إلى الارتفاع.
وواصل الدولار الأميركي تراجعه، وانخفض الدولار إلى أدنى مستوياته في ثلاثة أعوام ونصف العام مقابل عملات رئيسية في وقت سابق من اليوم، ومن شأن ضعف الدولار أن يدعم أسعار النفط إذ قد يحفز طلب المشترين من حائزي العملات الأخرى.
وقال توني سيكامور المحلل لدى (آي.جي) إن بيانات الوظائف غير الزراعية الأميركية المقرر صدورها غدا الخميس ستؤثر على التوقعات بشأن مدى وتوقيت خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة في النصف الثاني من هذا العام.
وقد يؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى تحفيز النشاط الاقتصادي الذي سيعزز بدوره الطلب على الخام. ومن المقرر صدور البيانات الرسمية من إدارة معلومات الطاقة في وقت لاحق اليوم الأربعاء.