إيران تعلن قدرتها تخصيب اليورانيوم بلا قيود

تلويح السلطات الإيرانية بمزيد التخفيض من التزاماتها النووية يتزامن مع تكثيف الأطراف الأوروبية لجهود إنقاذ الاتفاق النووي.
نائب وزير الدفاع السعودي: الاتفاق النووي أعطى لطهران فرصة تكثيف الأسلحة النووية
مخاوف أوروبية من أن تؤدي انتهاكات إيران لانتشار أسلحة نووية تهدد أمن العالم

طهران - لوح نائب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أصغر زاريان السبت بقدرة بلده على تخصيب اليورانيوم بلا قيود، في تصريح يشير إلى أن السلطات الإيرانية تخطط لخفض جديد في التزاماتها النووية، متجاهلة التحذيرات الدولية، ما قد يعجل بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة التي رفعت على طهران بموجب الاتفاق النووي.

وتخفض إيران تدريجيا من التزامها بلاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة"، منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عام 2018 وإعادته فرض عقوبات اقتصادية على طهران.

وقال زاريان في تقرير نشرته منظمة الطاقة الذرية في طهران على موقعها الإلكتروني، إن "المنظمة قادرة على تخصيب اليورانيوم بأي نسبة إذا اتخذت السلطات الإيرانية القرار".

وأضاف "في اللحظة الحالية إذا اتخذت السلطات الإيرانية القرار، فإن هيئة الطاقة الذرية كمنفذ قادرة على تخصيب اليورانيوم بأي نسبة".

وبهذا تمارس ضغوطا جديدة على الشركاء الأوروبيين في الاتفاق النووي قبل اجتماع مقرر لمناقشة آلية فض النزاعات كانت بريطانيا وفرنسا ألمانيا قد فعلتها، بما يتيح لطهران فرصة التراجع عن انتهاك التزاماتها النووية.

ويشار إلى أن الأطراف الأوروبية الثلاثة دعت مؤخرا إلى عقد اجتماع في فيينا في فبراير/شباط المقبل بحضور طهران، سعيا منها لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني.

وكانت فرنسا وبريطانيا وألمانيا قد باشرت الثلاثاء تفعيل آلية تسوية للخلافات المنصوص عليها بالاتفاق النووي، لإلزام طهران بالعودة إلى احترام تعهداتها.

ويمكن أن يؤدي إطلاق آلية تسوية الخلافات في نهاية المطاف إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة.

إلا أن الأطراف الأوروبية المشاركة بالاتفاق النووي لا تريد "تسريع الانتقال" إلى عقوبات على طهران، بقدر ما تسعى لممارسة ضغوط عليها لإنقاذ الاتفاق الذي يحدّ من برنامج إيران النووي.

في المقابل أكدت السلطات الإيرانية مرارا أنها غير ملزمة باحترام القيود المتعلّقة بتخصيب اليورانيوم وأن بإمكانها صنع أسلحة نووية.

وأعرب الأوروبيون عن خشيتهم من أن تؤدي انتهاكات إيران إلى أزمة انتشار أسلحة نووية وخطورته في ظل التصعيد الذي يهدد المنطقة بأسرها، مؤكدين اقتناعهم بأن الاتفاق النووي التاريخي ساهم بشكل كبير في منع انتشار الأسلحة النووية وعزز المصالح الأمنية الدولية المشتركة والمبنية على قواعد.

نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان
خالد بن سلمان يشير إلى أن الاتفاق النووي الإيراني تسبب في مزيد من الدمار بالشرق الأوسط

لكن نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان صرح السبت بأن الاتفاق النووي الإيراني تسبب في مزيد من الدمار بالشرق الأوسط.

وقال خالد بن سلمان في حوار مع شركة 'فايس ميديا' الإعلامية نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء، إن "الاتفاق النووي الإيراني أعطى لطهران فرصة تكثيف تطوير الأسلحة النووية التقليدية، ما سبب مزيدا من الدمار في الشرق الأوسط".

وأضاف إن "ما فعله الاتفاق هو الإيقاف المؤقت لسلاح لا يمتلكه النظام الإيراني، ولكنه زاد بالمقابل من قوة كل سلاح آخر يمتلكه النظام وزاد قدرتهم على إطلاق حروب غير تقليدية وزاد من ميزانية الحرس الثوري الإيراني ومن ميزانية حزب الله وميزانية الحوثيين".

وتابع إن "عدد الصواريخ الباليستية التي تم إطلاقها على المملكة بعد الاتفاق النووي، أكبر من تلك التي تم إطلاقها قبل الصفقة النووية".

وقال شقيق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن "المملكة أشارت إلى دعمها لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للانسحاب من الصفقة وألقت باللائمة على إيران في تصاعد الصراعات الإقليمية".

وأضاف "ما أقوله هو أننا ربما تمكنا بشكل مؤقت من إيقاف أسلحة الدمار الشامل، ولكننا خلقنا دمارًا شاملًا في الشرق الأوسط".