إيران تعود قريبا لمفاوضات فيينا

الرئيس الأميركي جو بايدن يؤكد في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن بلاده ستعود بالكامل إلى الاتفاق النووي للعام 2015 في حال قامت طهران بالمثل، واعدا بمنع إيران من امتلاك القنبلة الذرية.
لا لقاء بين إيران وأطراف الاتفاق النووي في نيويورك
إيران لم تحدد موعدا دقيقا للعودة لمفاوضات فيينا

طهران - أبدت إيران والولايات المتحدة اليوم الثلاثاء رغبتهما في استئناف لقاءات جنيف النووية قريبا، في خطوة من شأنها أن تخفف من حدة التوترات التي برزت في الآونة الأخيرة، فيما دأبت طهران على المناورة لكسب الوقت بينما تمضي في انتهاكها للاتفاق النووي.     

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده الثلاثاء أن مباحثات فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي ستستأنف "خلال الأسابيع المقبلة"، مؤكدا عدم عقد لقاء مشترك بين إيران والدول المنضوية في الاتفاق على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ويأتي هذا الإعلان بينما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الولايات المتحدة ستعود بالكامل إلى الاتفاق النووي الإيراني في حال قامت طهران "بالمثل" واعدا بمنع طهران من امتلاك القنبلة الذرية.

وقال "تبقى الولايات المتحدة عازمة على منع الأسلحة النووية الإيرانية"، مضيفا أن بلاده تعمل مع الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا وألمانيا للتوصل "دبلوماسيا وبأمان كامل إلى عودة إيران إلى الاتفاق النووي".

وقال خطيب زاده "مفاوضات فيينا ستبدأ من جديد خلال الأسابيع المقبلة"، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) من نيويورك، حيث يتواجد ضمن وفد الجمهورية الإسلامية برئاسة وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان.

وأوردت الوكالة عن المتحدث قوله إن إيران أبلغت دول مجموعة 4+1 بعزمها على استئناف المباحثات في الفترة المقبلة، من دون أن يحدد موعدا لذلك.

وأبرمت طهران وست قوى كبرى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا، اتفاقا في فيينا العام 2015 بشأن برنامج طهران النووي بعد سنوات من التوتر والمفاوضات الشاقة.

وأتاح الاتفاق رفع الكثير من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران في مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها، إلا أن مفاعيله باتت معلقة منذ انسحاب الولايات المتحدة أحاديا منه في العام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب وإعادة فرضها عقوبات قاسية.

من جهتها، تراجعت طهران عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق وذلك بشكل تدريجي بعد الانسحاب الأميركي.

وبدأ أطراف الاتفاق بمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا هذا العام بهدف إحيائه. وأجريت ست جولات من المفاوضات بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران من دون تحديد موعد لاستئنافها بعد.

وكان أمير عبداللهيان ألمح أواخر أغسطس/اب إلى أن مباحثات فيينا قد لا تستأنف قبل شهرين أو ثلاثة، في حين يتوقع مراقبون أن يعود الأطراف المعنيون إلى طاولة المفاوضات قبل انقضاء تلك الفترة الزمنية.

وأكد خطيب زاده أن الوزير الإيراني سيعقد لقاءات ثنائية مع مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ونظرائه من أطراف الاتفاق في نيويورك هذا الأسبوع، لكن لقاء مشتركا بين إيران وأطراف الاتفاق الآخرين (المعروفين بمجموعة4 زايد1) "ليس على جدول الأعمال".

وأوضح أن "مفاوضات فيينا تشكل إحدى القضايا الرئيسية خلال المباحثات الثنائية" أثناء اللقاءات الإيرانية في نيويورك، لكن "لم يتم التنسيق مسبقا لأي اجتماع بين وزراء خارجية إيران ومجموعة 4+1، ولم يدرج ذلك على جدول أعمال الوفد الإيراني إلى نيويورك"، وفق 'إرنا'.

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان رجح أن يعقد هذا الأسبوع في نيويورك، اجتماع للجنة المشتركة للاتفاق النووي والتي تضم الدول التي لا تزال منضوية فيه.