إيران تعيش موسم الاعترافات مع تكاثر الضغوط

في يوم واحد، قائد الحرس الثوري يؤكد أن الجنود الأميركيين في العراق لم يكونوا هدفا للهجوم، الخارجية الايرانية تقر باعتقال السفير البريطاني، وخامنئي يدعو الى التعاون مع دول الخليج.
محتجون ايرانيون يرون 'عدوهم هنا'
فرنسا وبريطانيا وألمانيا تدعو ايران للعودة الى الاتفاق النووي
نصرالله: رد المقاومة على تصفية سليماني سيكون في مسار طويل

لندن – تزايدت الضغوط الغربية على ايران الاحد في ملفها النووي في حين تحاول تسوية ازمة اسقاط الطائرة الأوكرانية وما اعقبها من احتجاجات في الشارع الى جانب التوتر الشديد مع الولايات المتحدة.
في المقابل، اظهرت ايران تراجعا ولهجة اقل تشددا وأدلت بالمزيد من الاعترافات خصوصا في الهجوم الذي شنته بالصواريخ الباليستية في العراق كما دعا مرشد ايران علي خامنئي الى التعاون مع دول الخليج.
في غضون ذلك، دعت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا إيران الاحد إلى العودة "إلى الامتثال الكامل" لالتزاماتها بموجب الاتفاق حول النووي الإيراني.
وقالت العواصم الاوروبية الثلاث في بيان مشترك في سياق التوتر بين طهران وواشنطن "اعربنا عن قلقنا البالغ حيال ما قامت به ايران في انتهاك لالتزاماتها منذ تموز/يوليو 2019. يجب التخلي عن هذه الافعال".
واعلنت طهران في الخامس من كانون الثاني/يناير انها لم تعد ملتزمة اي قيود على عدد اجهزة الطرد المركزي المستخدمة لانتاج الوقود النووي. وجاء ذلك بعد يومين من تصفية الجنرال قاسم سليماني بضربة جوية اميركية في بغداد.
واكدت لندن وباريس وبرلين "استعدادها" للعمل "من اجل خفض التصعيد و(ضمان) الاستقرار في المنطقة"، مكررة ضرورة "الرد، عبر الدبلوماسية وفي شكل ملحوظ، على القلق المشترك المتصل بانشطة ايران الاقليمية المزعزعة للاستقرار، وبينها تلك المرتبطة ببرامجها الصاروخية". واضافت "علينا ايضا ان نحدد اطارا بعيد المدى لبرنامج ايران النووي".
واعتبر خامنئي أن الوضع في الخليج يتطلب "تعزيز العلاقات بين دول (المنطقة) اكثر من أي وقت مضى. ايران واظبت على اعلان استعدادها لاقامة علاقات أكثر قوة مع دول المنطقة"، منددا ب"الفساد الذي تنشره اميركا وحلفاؤها".
وجاءت تصريحاته إثر لقائه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
من جهته، قال زعيم حزب الله اللبناني الأحد إن الوقت حان كي يبدأ حلفاء إيران في الرد على مقتل سليماني على الرغم من أن تحقيق هدف إخراج القوات الأميركية من المنطقة سيكون "مسارا طويلا".
وكان نصر الله قال الأسبوع الماضي إن على حلفاء إيران الذهاب إلى "القصاص العادل" ردا على مقتل سليماني. ومن بين الحلفاء المعنيين الحكومة السورية وعدد من الجماعات المسلحة التي جرى تشكيلها بدعم إيراني في العراق وسوريا.
لكنه قال في كلمته الأحد "أعتقد أنه على محور المقاومة أن يبدأ العمل. قوى المقاومة جادة وهادفة للهدف الكبير"، وهو إخراج القوات الأميركية من المنطقة. وتابع قائلا إن الرد سيتم في الأيام والأسابيع والشهور المقبلة، مضيفا أن ذلك "مسار طويل".

باب احتجاجات جديدة ينفتح امام السلطة
باب احتجاجات جديدة ينفتح امام السلطة

من جهة أخرى اعلن قائد الحرس الثوري الايراني الاحد في مجلس الشورى أن الهدف من الضربات التي شنت الاربعاء على اهداف اميركية في العراق لم يكن "قتل جنود العدو".
وقال الجنرال حسين سلامي بحسب ما نقل التلفزيون الرسمي "اردنا ان نظهر اننا قادرون على ضرب أي هدف نختاره"، في اشارة الى الضربات الصاروخية ردا على تصفية الجنرال قاسم سليماني بضربة جوية اميركية في بغداد في الثالث من كانون الثاني/يناير.
واضاف ان "الاضرار المادية (التي نجمت عن اطلاق الصواريخ) هدفت فقط الى القول اننا متفوقون على العدو الى درجة نستطيع ان نضرب اي هدف نختاره".
ودعي سلامي الى الادلاء بشهادته امام مجلس الشورى بعدما اقرت القوات المسلحة الايرانية السبت بانها اسقطت "خطأ" طائرة الركاب الاوكرانية الاربعاء بعد بضع ساعات من قصف قاعدتين في العراق.
ودعت ايران خبراء اجانب وخصوصا من كندا والولايات المتحدة واوكرانيا وفرنسا للمشاركة في التحقيق.
وقال سلامي "لم نمس شيئا، لم ننقل حطام الطائرة ولم نعبث بمكان (التحطم) ولم ننقل منظومة الدفاع الجوي (التي اطلقت الصاروخ الذي اسقط الطائرة) ولم نغير تقارير الرادارات".

لم نمس شيئا، لم ننقل حطام الطائرة ولم نعبث بمكان التحطم ولم ننقل منظومة الدفاع الجوي ولم نغير تقارير الرادارات

وتصاعد التوتر في الثالث من كانون الثاني/يناير مع تصفية سليماني في العراق ورد طهران باطلاق صواريخ الاربعاء على قاعدتين في العراق تضمان جنودا اميركيين. وبعد بضع ساعات، اسقطت الطائرة الاوكرانية بعد اقلاعها من طهران.
واقرت ايران السبت بمسؤوليتها عن مأساة الطائرة الاوكرانية الاربعاء التي اسفرت عن مقتل 176 شخصا معظمهم ايرانيون وكنديون، ما اثار موجة غضب في البلاد.
وخرج محتجون الى الشوارع في العاصمة طهران وفي مدن ايرانية اخرى، طالبوا خلالها بتنحي المرشد علي خامنئي ومزقوا صورا لقاسم سليماني.
وأظهرت مقاطع مصورة نُشرت على تويتر عشرات المحتجين أمام جامعة في طهران يهتفون "يكذبون ويقولون إن عدونا أمريكا، عدونا هنا". وأظهرت مقاطع أيضا تجمع عشرات المتظاهرين في مدن أخرى.
وخلال تجمع تم تفريقه السبت، ندد متظاهرون ايضا بمن وصفوهم بـ"الكذبة" الذين حاولوا طمس حقيقة ما جرى للطائرة الاوكرانية.
وتسبب هذا التجمع بمواجهة دبلوماسية بين لندن وطهران بعد اعتقال السفير البريطاني روب ماكير لوقت قصير.
ونددت لندن بـ"اعتقال لا اساس له" و"انتهاك صارخ للقانون الدولي".
واعترفت طهران باعتقال ماكير لفترة وجيزة بوصفه اجنبيا اشتبه بمشاركته في "تجمع غير قانوني"، وقالت الخارجية الايرانية ان "وجود سفراء اجانب في تجمعات غير قانونية" يتنافى والاعراف الدبلوماسية.
واكد ماكير انه توجه الى التجمع الذي اقيم السبت تكريما لضحايا تحطم الطائرة، خصوصا وان بينهم بريطانيون، لكنه قال "غادرت المكان، حين بدأ البعض يطلق شعارات" ضد السلطات.
ووقفت الصحف الإيرانية الأحد الى جانب ضحايا الطائرة الأوكرانية. وعنونت صحيفة "اعتماد" الاصلاحية "اعتذروا، استقيلوا". واقرت صحيفة "إيران" الموالية للحكومة بأن ما حدث "لا يُغتفر" فيما عنونت صحيفة همشري الصادرة عن بلدية طهران باحرف حمراء "عار".