إيران تفرج عن الناشطة زاغاري راتكليف وتحقق معها مجددا

السلطات الإيرانية تفرج عن موظفة الإغاثة البريطانية وتنزع أصفادا إلكترونية كانت مثبتة بقدميها بعد حكم بسجنها خمسة أعوام، لكنها استدعيت مجددا إلى المحكمة بتهمة أخرى.
لندن تحض طهران على السماح لزاغاري راتكليف بمغادرة الأراضي الإيرانية
زاغاري راتكليف اعتقلت في إيران لخمس سنوات لمجرد مشاركتها في مظاهرة أمام السفارة الإيرانية بلندن

لندن - بعد تمضيتها عقوبة بالسجن خمس سنوات استدعيت البريطانية الإيرانية نازنين زاغاري راتكليف الأحد للمثول مجددا أمام القضاء في 14 مارس/آذار، وهو ما اعتبرته لندن "غير مقبول" مطالبة بعودتها "في أقرب وقت ممكن".

وبين الآمال بإطلاق سراحها وخيبات الأمل، أمضت البريطانية الإيرانية البالغة 42 عاما والموظفة في معهد تومسون رويترز، الذراع الخيرية لوكالة رويترز للأنباء، كامل عقوبتها حتى انتهاء السنوات الخمس.

وتحت الضغوط البريطانية والدولية المكثفة أفرجت السلطات الإيرانية الأحد عن الناشطة البريطانية من أصول إيرانية بعد اعتقالها في العام 2016 والحكم عليها بالسجن لخمس سنوات لمجرد مشاركتها في وقفة احتجاجية أمام السفارة الإيرانية في لندن، لكن تم استدعائها مجددا بعد قضاء كامل عقوبتها.

قال محام ومشرعة بريطانية الأحد إن إيران أفرجت عن موظفة الإغاثة البريطانية من أصل إيراني زاغاري راتكليف ونزعت أصفادا إلكترونية كانت مثبتة بقدميها بعد حكم بسجنها خمسة أعوام، لكنها استدعيت مجددا إلى المحكمة بتهمة أخرى.

وصدر حكم السجن بعد إدانتها بالتآمر للإطاحة بالمؤسسة الدينية في إيران.

وقال محاميها حجة كرماني لموقع إلكتروني إيراني "أصدر الزعيم الأعلى الإيراني عفوا عنها العام الماضي، لكنها أمضت العام الأخير من عقوبتها رهن الحبس المنزلي مع تقييد قدميها بأصفاد إلكترونية. الآن نزعت القيود"، مضيفا "أطلق سراحها"، لكن تم استدعائها مجددا.

وبعدما أزيل السوار الإلكتروني عن كاحلها بحسب ما أفادت النائبة البريطانية عن دائرتها في لندن توليب صديق، بات بإمكان نازنين الخروج من منزل والديها حيث امضت العام الأخير في الإقامة الجبرية بعدما سمح لها بالخروج من السجن بسبب تفشي فيروس كورونا.

غير أنه لن يكون بإمكانها العودة إلى بريطانيا إذ لم تستعد جواز سفرها، بل تم استدعاؤها "للمثول مرة جديدة أمام المحكمة" الأحد المقبل، ما أثار إحباط عائلتها.

ولم يتسن بعد الحصول على تعليق من القضاء الإيراني على قرار الإفراج. ورحب وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب بالإفراج عن زاغاري راتكليف، لكنه قال إن استمرار إيران في تقديمها للقضاء "لا يطاق".

وحضّ راب الأحد إيران على السماح لنازنين زاغري راتكليف، التي تحمل جنسية البلدين، بالعودة "في أقرب وقت" إلى المملكة المتحدة بعدما قضت مدة عقوبتها البالغة خمس سنوات.

وقالت توليب صديق عضو البرلمان البريطاني اليوم الأحد إنها تحدثت إلى أسرة زاغاري راتكليف وإن الأسرة أبلغتها بإزالة القيد الإلكتروني من قدميها، لكنها استدعيت مرة أخرى إلى المحكمة.

وفي منشور على تويتر، قالت عضو البرلمان التي تمثل منطقة اعتادت زاغاري راتكليف العيش فيها "أنا على اتصال مع أسرة نازانين، مضيفة الحمد لله أن قيدها الإلكتروني أُزيل.. رحلتها الأولى ستكون لرؤية جدتها، ولكن في خطوة أقل إيجابية؛ استدعيت (زاغاري راتكليف) مرة أخرى للمثول أمام المحكمة يوم الأحد المقبل".

وقال كرماني إن جلسة لقضية زاغاري راتكليف الثانية ستعقد غدا الثامن من مارس/آذار.

وأضاف "في هذه القضية هي متهمة بالدعاية ضد نظام الجمهورية الإسلامية لمشاركتها في مظاهرة أمام السفارة الإيرانية في لندن في عام 2009 وإجراء مقابلة مع الخدمة الفارسية لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية في نفس الوقت".

لكنه عبر عن أمله في "حفظ هذه القضية في هذه المرحلة على أساس التحقيق السابق" فيها.

وكثيرا ما يندد المجتمع الدولي بممارسات القمع في إيران ويطالب طهران برفع المظالم على النشطاء والحقوقيين والمحتجين في بلد يحكم فيه النظام شعبه بقبضة من حديد لردع أي محاولات أو دعوات تسعى لتنظيم تحركات احتجاجية مناهضة للنظام أو تطاول على السلطة.

وألقي القبض على زاغاري راتكليف، وهي مديرة مشروعات بمؤسسة تومسون رويترز، في مطار بطهران في أبريل/نيسان عام 2016، بينما كانت في طريق العودة إلى بريطانيا مع ابنتها بعد زيارة أسرية.

وفي وقت لاحق صدر عليها حكم بالسجن خمس سنوات بعد إدانتها بالتآمر للإطاحة بالمؤسسة الدينية في إيران.

وتنفي هذا الاتهام كل من أسرتها والمؤسسة التي تعمل فيها وهي مؤسسة خيرية تعمل مستقلة عن الشركة الإعلامية تومسون رويترز ووكالة رويترز للأنباء المتفرعة عنها.

وأفرجت السلطات عن زاغاري راتكليف في مارس/اذار من العام الماضي ووضعتها رهن الإقامة الجبرية في المنزل بطهران بعد مخاوف من تفشي كوفيد-19 في السجون الإيرانية، لكن فُرضت قيود على تحركاتها كما مُنعت من مغادرة البلاد.

وفي لندن أيضا، قال ريتشارد راتكليف زوج الموظفة البريطانية لقناة سكاي نيوز التلفزيونية إنها "مسرورة" لنزع القيد الإلكتروني من قدميها.