إيران تفرض متأخرا قيودا على التنقل لوقف انتشار كورونا

في تناقض صارخ مع الأرقام الرسمية لعدد الوفيات والإصابات بكورونا، المتحدث باسم الحكومة الإيرانية يتحدث عن السيطرة على الموجة الأولى لانتشار الفيروس.
كورونا يجبر طهران على منع التنقل بين المحافظات
إيران تقرر حظر السفر وإغلاق جميع الحدائق وأماكن الاصطياف
الحكومة الإيرانية ترفض حتى الآن فرض تدابير عزل أو حجر صحي

طهران - قررت إيران اليوم الأربعاء بشكل متأخر جدا منع التنقل بين المدن اعتبارا من الخميس أو الجمعة بهدف تطويق تفشي فيروس كورونا الذي أودى حتى الآن بحياة المئات من ضمنهم نحو مسؤولون في الحكومة والحرس الثوري.

وإيران هي إحدى أكثر الدول تضررا من فيروس كورونا المستجد في العالم أو كوفيد 19 بعد الصين وايطاليا.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي عبر حسابه على تويتر وتطبيق تلغرام "عمليات السفر الجديدة ستمنع الخروج من المدن" وذلك عقب تأكيد الرئيس حسن روحاني أن "إجراءات صعبة" على السكان سيجري تطبيقها قريبا.

وترفض الحكومة الإيرانية حتى الآن فرض تدابير عزل أو حجر على غرار العديد من الدول الأخرى، مؤكدة أن ذلك من شأنه التسبب بكارثة لاقتصادها الذي يواجه العديد من الصعوبات جراء العقوبات الأميركية.

لكن تأخرها في اتخاذ هذا القرار كبدها خسائر كبيرة في الأرواح وتسبب أيضا في شلل قطاعات حيوية على خلاف ما كانت تعتقد.

ويتزامن قرار المنع الجديد مع العطلة المدرسية بمناسبة رأس السنة الإيرانية وفي وقت يقضي فيه الملايين إجازتهم خارج المحافظات التي يسكنون فيها، إلا أن السلطات لم تحدد موعدا واضحا لدخول التدبير حيز التنفيذ.

وقال ربيعي "على الناس العودة فورا إلى مدنهم"، متحدثا عن "أمر" يعاقب من يخرقه بـ"غرامات مالية"، مؤكدا أن قوات الأمن "ستمنع بطبيعة الحال" التحرك بين المدن، مضيفا أنه سيتم الحد جزئيا من العمل في جميع المجالات المهنية والحساسة حتى 3 ابريل/نيسان المقبل.

ونقلت وكالة تسنيم عنه قوله إنه "لا يوجد أي نقص في المواد التي يحتاجها الشعب لقضاء يومه حيث تتوفر هذه المواد في متاجر بيع المواد الغذائية وغيرها والتي ستبقى قائمة على رأس عملها على مدار الساعة".

كما أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية أنه سيتم إغلاق جميع الحدائق وأماكن الاصطياف وأماكن الاكتظاظ السكاني والتجمعات، مشددا على "ضرورة تعاون ومشاركة جميع أفراد المجتمع والتزامهم بقرارات وزارة الصحة والهيئات المتخصصة لضمان سلامة الجميع ولتخطي هذه المحنة".

وخلافا للواقع على الأرض وفي تناقض صارخ مع الأرقام المعلنة لعدد الوفيات والاصابات بفيروس كورونا، قال ربيعي إن بلاده نجحت في السيطرة على الموجة الأولى من انتشار الفيروس، إلا أنه لم يستبعد أن تتعرض إيران لموجة انتشار ثانية.

ونقلت الوكالة الإيرانية الرسمية (إرنا) عن وزير الداخلية عبدالرضا رجماني فضلي قوله إن "الدخول والخروج من المدن سيخضع لمراقبة أشد ونحض الناس لذلك على التعاون أكثر مع السلطات اعتبارا من الغد (الخميس) أو بعد غد (الجمعة) حين سيدخل هذا المشروع حيز التنفيذ".

وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية الأربعاء عن 143 حالة وفاة إضافية جراء كوفيد 19 ما يرفع الحصيلة الرسمية إلى 2077 حالة وفاة في البلاد.

وقال المتحدث باسم الوزارة كيانوش جهانبور خلال مؤتمر صحافي "أحصى زملاؤنا 2206 حالات إصابة جديدة بمرض كوفيد 19" خلال 24 ساعة.

ويرفع ذلك عدد الإصابات الإجمالية وفق الأرقام الرسمية، إلى 27017 حالة منذ بدء تفشي الوباء في إيران، إحدى أكثر الدول تضررا من الفيروس في العالم إلى جانب إسبانيا وإيطاليا والصين.

وتابع جهانبور متحدثا عن الإجراءات الجديدة "سيتم تجنب أي تحرك غير ضروري...خصوصا بين المدن"، مضيفا "ستفرض قيود ذات نهج قائم على المشاركة الاجتماعية مع الأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الأساسية للسكان"، موضحا "هذا تماما ما نطلق عليه المرحلة الثالثة من الحجر".

وتأتي هذه الإجراءات بينما اكتفت السلطات في السابق بحض المواطنين على البقاء في بيوتهم "قدر الإمكان".