إيران تقابل جهود إنقاذ الاتفاق النووي بانتهاكات جديدة

تقرير جديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية يظهر أن طهران واصلت تجاوز حدود الاتفاق النووي بشأن مخزون اليورانيوم المخصب كما واصلت التخصيب إلى مستوى يفوق الحد المسموح به.

مخزون إيران من اليورانيوم المخصب تخطى كثيرا حد الاتفاق النووي
إيران تحرج الدبلوماسية الفرنسية والأوروبية بانتهاك الاتفاق النووي
إيران تبتعد أكثر عن فكّ عزلتها بخرق بعض التزاماتها بموجب اتفاق فيينا
انتهاكات إيرانية تعقّد جهود جمع واشنطن وطهران على طاولة المفاوضات
نتنياهو يحث ماكرون على تجنب إجراء محادثات جديدة مع إيران

فيينا/القدس - أظهر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة اليوم الجمعة أن إيران واصلت تجاوز حدود الاتفاق النووي بشأن مخزون اليورانيوم المخصب كما واصلت التخصيب إلى مستوى يفوق الحد المسموح به.

وقالت إيران إنها ستتجاوز الحدود المفروضة على أنشطتها النووية بموجب الاتفاق واحدا تلو الآخر ردا على قرار واشنطن الانسحاب منه في مايو/ايار من العام الماضي وإعادتها فرض عقوبات اقتصادية على طهران.

وكانت الوكالة التي تراقب تنفيذ الاتفاق النووي الموقع في 2015، قد أعلنت في يوليو/تموز أن إيران قد تخطت كلا من الحد المتعلق بمخزون اليورانيوم المخصب البالغ 202.8 كيلوغرام والحد المتعلق بنقاء المادة الانشطارية البالغ 3.67 بالمئة.

وأظهر التقرير الفصلي الذي توزعه الوكالة على الدول الأعضاء أنه بعد ما يقرب من شهرين من تخطيها تلك الحدود، أصبح مخزون اليورانيوم المخصب لدى إيران 241.6 كيلوغرام بينما تقوم بعمليات تخصيب إلى مستوى تصل نسبته إلى 4.5 بالمئة.

ولا يزال مخزون إيران من اليورانيوم المخصب يقل كثيرا عن الأطنان التي كانت بحوزتها قبل الاتفاق. كما يقل معدل التخصيب الحالي بكثير عن نسبة 20 بالمئة التي وصلت إليها قبل الاتفاق وعن نحو 90 بالمئة التي تعتبر مواد يمكن استخدامها في صنع الأسلحة.

ولذلك لم تشكل تلك التجاوزات للحدود المنصوص عليها في الاتفاق فارقا كبيرا في الوقت الذي ستحتاجه إيران للحصول على مواد انشطارية كافية لصنع قنبلة نووية إذا أرادت. وكان الاتفاق الذي وافقت فيه على تقييد برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات قد مدد الوقت المطلوب لمثل تلك الخطوة من بضعة أشهر إلى نحو عام.

لكن تلك التجاوزات كثفت من الضغط على الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا التي تقول إنها عازمة على إنقاذه. وبذلت فرنسا بالذات جهودا لتشجيع عقد محادثات بين واشنطن وطهران، لكن إيران أصرت على رفع العقوبات الأميركية المفروضة عليها أولا.

وردا على جهود الوساطة التي يقودها الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون لحلحلة الأزمة ودفع طهران وواشنطن لإجراء مفاوضات مباشرة، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الجمعة إنه حث ماكرون على تجنب إجراء محادثات جديدة مع إيران وسط مساع من الزعماء الأوروبيين لإنقاذ الاتفاق النووي.

إيران تزيد من نسبة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى يفوق الحد المسموح به
إيران تزيد من نسبة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى يفوق الحد المسموح به

وأضاف البيان الصادر عن مكتب نتنياهو أنه قال للرئيس الفرنسي في مكالمة هاتفية بادر بها ماكرون "هذا تحديدا وقت غير مناسب لإجراء محادثات مع إيران، بينما تُصعد عدوانها في المنطقة".

ومهد ماكرون الطريق يوم الأحد لانفراجة محتملة في المواجهة بين واشنطن وطهران بسبب الاتفاق النووي، إذ دعا وزير الخارجية الإيراني إلى زيارة مكان انعقاد قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في فرنسا.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الاثنين خلال القمة إنه مستعد للقاء نظيره الإيراني حسن روحاني في الظروف الملائمة وإن محادثات جارية لبحث كيفية فتح دول خطوط ائتمان لمساعدة الاقتصاد الإيراني.

ورد روحاني يوم الثلاثاء بالقول إن الجمهورية الإسلامية لن تجري محادثات مع الولايات المتحدة قبل رفع كل العقوبات التي فرضتها عليها.

وحذّر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الخميس حسن روحاني من الدخول في أي مفاوضات مع الولايات المتحدة، مغلقا الباب أمام الجهود الفرنسية والأوروبية لنزع فتيل التوتر وكسر الجمود حول الملف النووي الإيراني.

وقالت فيدريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة إن التكتل سيعمل على الحفاظ على الاتفاق النووي وسيرحب بأي خطوات لإضافة شروط إليه.

وجاءت التحركات الدبلوماسية التي يقوم بها ماكرون في وقت تصاعد فيه التوتر بين إسرائيل وإيران. واستهدف الجيش الإسرائيلي يوم السبت موقعا في سوريا قال إنه في إطار إحباط هجوم تقوده إيران بطائرة مسيرة على أهداف إسرائيلية.

ويوم الخميس اتهمت إسرائيل طهران بتكثيف جهود تزويد جماعة حزب الله اللبنانية بتسهيلات لإنتاج صواريخ موجهة.

وقال البيان إن نتنياهو أبلغ ماكرون بأن "إسرائيل ستدافع عن نفسها ضد أي هجمات وستمنع الأعداء الذين يسعون لتدميرها من الحصول على أسلحة نووية".