إيران تكابر تحت وطأة "الظروف القاسية"

نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني يقرّ بصعوبة الوضع العام في بلاده في موقف يتناغم مع اعتراف الرئيس حسن روحاني بوطأة العقوبات الأميركية، إلا أنه يصرّ على أن موقف طهران في الملف النووي "ليس ضعيفا."

إيران تواجه وضعا قاسيا بالدعوة لـ"المقاومة والوحدة"
طهران تراهن عبثا على انقسامات أميركية محدودة للخروج من مأزقها
العقوبات الأميركية المشدّدة تربك القيادة الإيرانية
خيارات إيرانية محدودة في التعامل مع تداعيات العقوبات الأميركية
إيران تعتبر في ذروة الاختناق دعوة ترامب للحوار "توسلا"

طهران - أقرّ مسؤولون إيرانيون بوطأة العقوبات الأميركية على الوضع العام في إيران بما في ذلك على قطاع المصارف وقطاعات اقتصادية حيوية أخرى، إلا أن طهران لاتزال تتمسك بالعناد والمكابرة بادعائها أن موقفها لايزال صلبا وأنها تمرّ بفترة قاسية لكنها قادرة على تجاوزها.

وقد أثنى نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني الأحد بتعليق إيران تنفيذ تعهّدات كانت قطعتها في الاتفاق النووي المبرم مع الدول الكبرى في العام 2015، وسط توتر شديد مع واشنطن التي انسحبت من الاتفاق وفرضت عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" عن نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني علي مطهري قوله في خطاب أمام المجلس إن "القرار الصائب الذي اتّخذته الجمهورية الإسلامية في ما يتعلّق بتعهّداتها في الاتفاق النووي يظهر أن موقف إيران ليس ضعيفا".

وكانت طهران أعلنت الأربعاء "تعليق تنفيذ بعض تعهّداتها" في الاتفاق النووي المبرم مع الدول الكبرى والرامي إلى منعها من امتلاك السلاح النووي.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن العام الماضي تخلي الولايات المتحدة عن الاتفاق.

واشنطن عززت وجودها العسكري في المنطقة في مواجهة التهديدات الإيرانية
ضغوط عسكرية واقتصادية أميركية لكبح أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط

والأربعاء أعلنت طهران أنها أوقفت الحد من مخزونها من المياه الثقيلة واليورانيوم المخصب والذي كانت تعهدت به بموجب الاتفاق النووي الموقع في فيينا وفرض قيودا على أنشطتها النووية. وعلى الرغم من انسحاب واشنطن من الاتفاق تتمسّك به الدول الأخرى الموقّعة عليه.

ونص الاتفاق على رفع قسم من العقوبات الدولية المفروضة على طهران، لكن مضي واشنطن قدما في إعادة فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية أضر كثيرا باقتصادها وبعلاقاتها التجارية مع الدول الأخرى الموقّعة عليه.

وحدّدت طهران مهلة شهرين للدول الأوروبية من أجل إخراج القطاعات النفطية والمصرفية الإيرانية من العزلة التي فرضتها العقوبات الأميركية، وإلا فإن الجمهورية الإسلامية ستتخلى عن تعهّدات أخرى في الاتفاق المبرم في عام 2015.

وقال مطهري إن القرار الإيراني "أدى إلى مواقف متناقضة في الولايات المتحدة، فمن جهة أرسلوا حاملة طائرات ومن جهة أخرى توسّل ترامب أن نتّصل به".

وأضاف نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني أن "المقاومة والوحدة" عاملان سيساعدان إيران على تخطّي "الظروف القاسية الحالية".

وأورد موقع "دولت" الإلكتروني نقلا عن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الأوضاع في البلاد أسوأ ممّا كانت عليه خلال الحرب مع العراق بين عامي 1980 و1988.

وأفاد الموقع بأن روحاني قال خلال لقائه بمسؤولين حزبيين "إبان الحرب لم تكن لدينا مشاكل مصرفية أو في بيع النفط أو في التصدير والاستيراد، فالعقوبات الوحيدة التي كنا خاضعين لها كانت حظر الأسلحة".