إيران تكثف عقوبة الإعدام لخلق مناخ من الترهيب

المحكمة العليا في إيران تؤيد حكما بإعدام صحفي مقيم بفرنسا اعتُقل العام الماضي وذلك بعد أشهر قليلة من إعدام المصارع أفكاري 'جورا'.

طهران - تستخدم إيران عقوبة الإعدام بكثافة بهدف ردع أي احتجاجات مناهضة للنظام، على الرغم من التنديد الدولي بممارسات القمع والتعذيب والقتل ضد أبرياء فقط بسبب مشاركتهم في المظاهرات.

وقالت إيران الثلاثاء إن المحكمة العليا أيّدت حكما بإعدام صحفي معارض بارز اعتقلته العام الماضي خلال ما وصفته طهران بعملية للمخابرات بعد أن قضى سنوات في منفاه بفرنسا.

ويخضع استخدام عقوبة الإعدام في إيران، التي تزهق سنويا أرواح أشخاص يفوق عددهم ذاك المسجّل في أي بلد آخر باستثناء الصين، لمزيد من التضييق بعد أن خرجت في أكثر من مرة احتجاجات مناهضة للحكومة بسبب تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي.

وتنذر الأمم المتحدة باستخدام طهران عقوبة الإعدام كتحذير لسكانها في مناخ من الاضطرابات الاجتماعية المتزايدة لوأد أي محاولات تظاهر على الرغم من تردي الأوضاع الاقتصادية، ما يعكس مدى ممارسات القمع في إيران.

وأُدين روح الله زم الذي يتابع قناته (أمد نيوز) أكثر من مليون متابع على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، بالتحريض على العنف في احتجاجات مناهضة للحكومة عام 2017.

وقال غلام حسين إسماعيلي المتحدث باسم الهيئة القضائية في بث حي لمؤتمر صحفي نشره موقع قضائي "نعم، المحكمة العليا أيّدت الحكم الذي أصدرته محكمة الثورة في هذه القضية".

وفر الصحفي وهو ابن إصلاحي شيعي بارز من إيران وحصل على اللجوء في فرنسا. وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2019 قال الحرس الثوري الإيراني إنه "أوقع" زم في "عملية معقدة استخدم فيها الخداع المخابراتي". ولم يوضح أين جرت العملية.

واتهم مسؤولون إيرانيون الولايات المتحدة العدو اللدود لإيران ومعارضي الحكومة الذين يقيمون في المنفى بإثارة الاضطرابات في أواخر عام 2017 عندما انتشرت الاحتجاجات على المصاعب الاقتصادية في أرجاء البلاد.

وقال مسؤولون إن 21 شخصا قتلوا أثناء الاحتجاجات وأُلقي القبض على آلاف. وكانت هذه من بين أسوأ الاضطرابات التي شهدتها إيران منذ عقود وأعقبتها احتجاجات أكثر دموية العام الماضي على ارتفاع أسعار الوقود، أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 200 متظاهرا واعتقل آلاف المحتجين.

وأوقفت خدمة تليغرام للرسائل النصية موقع أمد نيوز في 2018 بذريعة تحريضه على العنف، لكنه عاد للظهور تحت اسم آخر.

وأعدمت طهران في سبتمبر/أيلول الماضي المصارع نويد أفكاري (27 عاما)، الذي حاز على بطولات وطنية، في سجن عادل أباد بمدينة شيراز في جنوب البلاد بعد إدانته بقتل موظف حكومي على هامش احتجاجات صيف العام 2018.

وأدان المجتمع الدولي إعدام أفكاري، فيما باتت إيران اليوم من الأكثر البلدان في العالم ترهيبا وقمعا لشعبها لإلجامه ومحاولة وأد أي احتجاجات مناهضة للنظام.

وكانت مجموعة من الخبراء الحقوقيين في الأمم المتحدة قد دعت في يوليو/حزيران الماضي إيران إلى إلغاء أحكام إعدام صدرت بحقّ ثلاثة متظاهرين شاركوا في احتجاجات 2019، بعد حديث عن تعرّضهم للتعذيب للإدلاء باعترافاتهم.