إيران تلوح بالعودة لتخصيب اليورانيوم

طهران تتمسك بعدم ادخال أي تعديلات على الاتفاق مراهنة على جهد أوروبي في مواجهة ضغوط ترامب لتغييره.

إيران تستقوي بموقف أوروبي رافض لإنهاء الاتفاق النووي
العالم يترقب قرارا حاسما من ترامب يحدد مصير الاتفاق النووي
ترامب يبدي صرامة في مواجهة الاتفاق "الكارثي"

طهران/لندن - أعلن رئيس اللجنة النووية في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) مجتبى ذو النور، أن بلاده ستقوم بتخصيب اليورانيوم لسد حاجتها في حال انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.

ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية عن ذو النور قوله الثلاثاء، إن "الأنباء الحالية تشير إلى أن ترامب سينسحب من الاتفاق النووي أو سيقنع البلدان الأوروبية للوقوف إلى جانبه لعرض شروط صعبة على إيران، فالوضع ليس مختلفا في كلا الحالتين بالنسبة لنا، لأنه لا يمكن قبول شروط جديدة في الاتفاقية".

وتأتي هذه التصريحات قبل ساعات قليلة من الإعلان المرتقب للرئيس الأميركي بشأن القرار الذي سيتخذه إزاء الاتفاق النووي الإيراني.

وأكد ذو النور أنه في حال تم انتهاك الاتفاق فإن إيران ستعود فورا إلى برنامجها ما قبل الاتفاق، مبينا أن إعادة بناء مفاعل آراك للمياه الثقيلة التي تم تفكيكها وفقا للاتفاق السابق وضعه ستطلب المزيدا من الوقت.

وأضاف أن "إيران كانت تخصب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة قبل الاتفاق، إلا أنه بموجب الاتفاق انخفضت نسبة التخصيب إلى 3.67 بالمئة وفي حال انسحب ترامب من الاتفاق، سنقوم بتخصيب اليورانيوم بمقدار حاجة برنامجنا النووي السلمي".

وسبق للرئيس الإيراني حسن روحاني أن حذّر ترامب من الانسحاب من الاتفاق النووي، معتبرا أن قرارا مماثلا يشكل "خطأ تاريخيا".

وفي 2015 وقعت إيران مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (روسيا والولايات المتحدة وفرنسا والصين وبريطانيا) وألمانيا، اتفاقا حول برنامجها النووي.

وينص الاتفاق على التزام طهران بالتخلي لمدة لا تقل عن 10 سنوات عن أجزاء حيوية من برنامجها النووي وتقييده بشكل كبير بهدف منعها من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية مقابل رفع العقوبات عنها.

وهناك خلاف حول الملف الإيراني بين واشنطن والدول الأوروبية، حيث هدد الرئيس الأميركي بالانسحاب من الاتفاق النووي بحلول 12 مايو/أيار في حال أخفقت الدول الغربية في تعديل "عيوبه الرهيبة"، فيما تدافع بعض الدول الأوروبية على الاتفاق، وتقول إنها ملتزمة به.

ودخلت إيران والولايات المتحدة في معركة لي أذرع في ما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني فيما تكثف واشنطن والشركاء الغربيين الضغوط لإيجاد صيغة جديدة للاتفاق تكون مقبولة لجميع الدول الموقعة على الاتفاق.

وصعد كل طرف من جهته باتجاه فرض فكرته حيث تمسكت طهران بعدم القبول بأي تغييرات على الاتفاق وهددت بالانسحاب منه قبل أن تتراجع الاثنين وتعلن التزامها بالاتفاق، فيما يتمسك الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتغيير الاتفاق كشرط لعدم الانسحاب منه.

وقال مسؤول إيراني كبير الثلاثاء إن إيران لن تقبل أي مطالب بجانب ما تم الاتفاق عليه ضمن الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية.

وتأتي تصريحات المسؤول الإيراني بينما يترقب العالم اعلان الرئيس الأميركي خلال الساعات القادمة قرارا حاسما سيحدد مصير الاتفاق النووي فيما يتوقع أن يعلن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق وبالتالي العودة إلى العمل بنظام العقوبات.

ويسبق اعلان ترامب المرتقب الموعد الذي حدده للشركاء الأوروبيين أي في 12 مايو/ايار لإدخال تعديلات على الاتفاق النووي الذي وصفه مرارا بـ"الكارثي" لتضمنه "عيوبا" كثيرة.

وقال المسؤول الإيراني طالبا عدم نشر اسمه نظرا لحساسية المسألة "الدول الأوروبية الموقعة تحاول إقناع ترامب بالبقاء في الاتفاق، لكن عليها أن تعلم أن إيران لن تقبل أبدا أي مطلب خارج نطاق الاتفاق".

وأضاف "على ترامب أن يعلم أنه مسؤول عن كل العواقب إذا انهار الاتفاق. دائما ما تفي إيران بالتزاماتها الدولية".

واتهم رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني من جهته الولايات المتحدة بانتهاك التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى العالمية في 2015 وذلك قبل ساعات من إعلان ترامب موقفه من الاتفاق.

ونسبت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) إلى لاريجاني قوله "الأميركيون لم يفوا بالتزاماتهم. يبدو أنك لا تستطيع الحديث مع الأميركيين إلا بلغة القوة ولا يوجد حل آخر".

وتراهن إيران على الأرجح على الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي لدعم موقفها إلا أن هذه الدول تدفع بدورها لتضمين الاتفاق قيودا جديدة على برنامج طهران للصواريخ الباليستية وعلى كبح أنشطتها المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، وهي تعديلات ربما تقنع ترامب بعدم الانسحاب من الاتفاق.

وفي هذا السياق قال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الثلاثاء إنها ستواصل العمل مع حلفاء بريطانيا لمعالجة أي قصور في الاتفاق النووي مع إيران، لكن الحكومة البريطانية ترى أنه من المهم الحفاظ عليه.

وقال المتحدث للصحفيين "ما زلنا نرى أنه من الصواب الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران كأفضل سبيل لتحييد خطر إيران مسلحة نوويا".

وأضاف "نقر في الوقت نفسه بأن هناك مسائل لم يشملها الاتفاق نحتاج لمعالجتها ومنها الصواريخ الباليستية وما سيحدث عندما ينقضي أجل الاتفاق وأنشطة إيران التي تزعزع استقرار المنطقة".

وأضاف "سنواصل العمل عن كثب مع الولايات المتحدة وشركائنا الأوروبيين بشأن كيفية التعامل مع التحديات التي تفرضها إيران بما في ذلك الموضوعات التي قد يشملها اتفاق جديد".

وقال دبلوماسي بريطاني كبير إن بريطانيا متشائمة للغاية قبل الإعلان المقرر أن يصدره ترامب في وقت لاحق الثلاثاء بشأن التزام الولايات المتحدة بالاتفاق النووي مع إيران.

وقال الدبلوماسي البريطاني الذي طلب عدم نشر اسمه "للأسف نحن متشائمون للغاية قبل إعلان ترامب لكن علينا أن ننتظر لنرى ما الذي سيقوله الرئيس ترامب تحديدا الليلة".

وزار وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الولايات المتحدة في مطلع الأسبوع في محاولة لإنقاذ الاتفاق قائلا إنه واثق من إمكانية علاج أوجه القصور في الاتفاق.

وحذر الزعماء الأوروبيون من أن انسحاب ترامب سيوجه ضربة للتحالف بين دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة ويلغي سنوات من المفاوضات التي يقولون إنها تكللت بالنجاح في ما يتعلق بوقف الطموحات النووية لدى إيران.