إيران تماطل لطمس آثار برنامج سري للأسلحة النووية

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تريد اقتفاء أثر لكميات يورانيوم جرى تخصيبها سرّا وذلك لضمان عدم تحويل إيران أيا منها لصنع أسلحة نووية.
طهران تؤجل محادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
إيران لم تقدم إجابات على مصدر آثار يورانيوم مخصب في منشآت نووية

باريس/فيينا - قالت ثلاثة مصادر دبلوماسية إنه تم تأجيل محادثات كان من المقرر عقدها بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة وإيران بهدف الحصول على إجابات من طهران بشأن العثور على آثار يورانيوم غير مبررة في بعض المواقع.

ويُضيّق ذلك من فرص تحقيق تقدم في تقارب مع الغرب أو يهدد بتقويض الخطوات التي جرى اتخاذها في هذا الشأن.

ولم تتضح أسباب التأجيل، لكن التأجيل في حدّ ذاته يطلق إشارات سلبية ويوحي بأن طهران تخفي شيئا ما وتعمل على طمس كل دليل يدينها أو يؤكد أنها باشرت بالفعل برنامجا نوويا سريا خلال السنوات القليلة الماضية.

وتأتي هذه التطورات بعد يوم من محادثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران تهدف إلى ترتيب العودة المحتملة للاتفاق النووي للعام 2015 وهي أول محادثات تكسر جمود الأزمة وتمهد لحل عقدة "من يعود أولا" للاتفاق.

وتؤثر المماطلة الإيرانية في المحادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على سير المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، إذ تعطي إشارات سلبية وتشيع مناخا من عدم الثقة بينما تكابد أطراف الاتفاق النووي لإنقاذه من الانهيار.

ووضع الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015 حدا فعليا لما تعتقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأجهزة المخابرات الأميركية أنه كان برنامجا سريا للأسلحة النووية أوقفته إيران في 2003.

لكن على مدى العامين الماضيين، وجد مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية آثار يورانيوم معالج في ثلاثة مواقع لم تعلن إيران عنها من قبل، فيما يشير إلى أن طهران امتلكت مواد نووية مرتبطة بأنشطة سابقة لم يُعرف عنها شيء بعد.

وتريد الوكالة الدولية للطاقة الذرية اقتفاء أثر تلك المواد لضمان عدم تحويل إيران أيا منها لصنع أسلحة نووية.

وفي محاولة لتحقيق انفراجة وتجنب التصعيد بين طهران والغرب، قالت الوكالة الدولية إنها ستعقد محادثات مع إيران اعتبارا من بداية أبريل/نيسان بهدف تحقيق تقدم بحلول أوائل يونيو/حزيران.

وقال مصدر دبلوماسي أوروبي "تم تأجيل موعد البداية في أبريل لعدة أسابيع. قد يكون لأسبوعين على الأقل"، مضيفا أن سبب التأجيل فني.

وقال دبلوماسيان آخران أيضا إن بدء المحادثات تأجل، وأشار أحدهما إلى أن وفد الوكالة الدولية سيكون برئاسة ماسيمو أبارو كبير المفتشين.

ولدى سؤاله عن التأجيل قال متحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية "تأكد موعد في أبريل".