إيران تمدد حبس نازانين راتكليف لابتزاز بريطانيا

طهران تُبلغ معتقلة إيرانية-بريطانية بلائحة اتهام جديدة في محاولة لتمديد فترة سجنها قبل أشهر من انتهاء محكوميتها، في سياسة تكشف إلى أي مدى يمكن أن تذهب في لعب ورقة المعتقلين من مزدوجي الجنسية.  
طهران تضغط لتحصيل دين مستحق على بريطانيا في صفقة أسلحة لم تنجز

طهران - أُبلغت نازانين زاغاري راتكليف الإيرانية البريطانية المسجونة في إيران منذ عام 2016، بلائحة اتهام جديدة الثلاثاء، وفقا لموقع التلفزيون الإيراني الرسمي، في محاولة لتمديد بقائها في السجن حتى تفرج بريطانيا عن أموال إيرانية مجمدة تعود لصفقة أسلحة سابقة لم تنجز.

وكتب موقع تلفزيون 'إرب نيوز' الرسمي على الإنترنت أن "الغرفة الخامسة عشرة لمحكمة الثورة الإسلامية استدعت نازانين زغاري صباح اليوم مع محاميها لإخطارها بصدور لائحة اتهام جديدة" بحقها، مستندا إلى مصدر مطلع وبدون إعطاء المزيد من التفاصيل.

وتستخدم إيران منذ سنوات ورقة المعتقلين من مزدوجي الجنسية في الضغط على الدول التي يحملون جنسيتها لانتزاع مكاسب سياسية أو للمساومة والابتزاز لتخفيف الضغوط الدولية التي تتعرض لها.

وعادة ما توجه للمعتقلين من مزدوجي الجنسية اتهامات من بينها التجسس وهي تهم تصل عقوبتها في إيران إلى الإعدام. ويعاني هؤلاء من الإهمال الطبي في السجون والتعذيب النفسي.

وأوقفت زغاري راتكليف العاملة في مؤسسة طومسون رويترز، الفرع الإنساني لوكالة الأنباء الكندية البريطانية في ابريل/نيسان 2016 فيما كانت تغادر إيران بصحبة طفلتها البالغة آنذاك 22 شهرا بعد زيارة لعائلتها.

وحكم عليها بالسجن خمس سنوات لإدانتها بمحاولة قلب النظام الإيراني، وهو ما تنفيه. وسمح لها في الربيع بالخروج من سجن إيوين سيء السمعة في طهران مؤقتا لأسبوعين بسبب فيروس كورونا المستجد.

وقال زوجها ريتشارد راتكليف في 24 أغسطس/اب إنها تخشى محاكمة جديدة بعد انتهاء فترة سجنها البالغة خمس سنوات في عام 2021.

وأثارت العديد من المنافذ الإعلامية في إيران والمملكة المتحدة إمكانية وجود صلة بين اعتقال زاغاري راتكليف وغيرها ممن يحملون جنسية مزدوجة ونزاع حول دين بريطاني قديم بقيمة 400 مليون جنيه إسترليني (443 مليون يورو) مستحق لإيران على صلة بصفقة أسلحة.

ولطالما أنكرت كل من لندن وطهران رسميا أي صلة بين قضية زغاري راتكليف وهذا الدين الذي يعود إلى عقد لبيع دبابات حصلت لندن بموجبه على مبلغ مقدما، لكن لم تف به بسبب الثورة الإسلامية عام 1979. ومنذ ذلك الحين جُمدت الأموال في حساب بالمملكة المتحدة.

لكن صحيفة غارديان البريطانية ذكرت الجمعة أن وزير الدفاع البريطاني بن والاس اعترف لأول مرة بأنه يسعى لسداد هذا الدين بهدف تأمين الإفراج عن زاغاري راتكليف ومعتقلين إيرانيين بريطانيين آخرين.

وفي عام 2017، بينما كانت عائلة زغاري راتكليف تأمل في الحصول على إطلاق سراحها المبكر، استبعدت السلطة القضائية الإيرانية هذا الاحتمال قائلة إن هناك "ملفين" بخصوصها.