إيران تناور الخليج بمبادرة خاوية حول أمن هرمز

الرئيس الإيراني أرسل إلى دول مجلس التعاون الخليجي مبادرة حول أمن مضيق هرمز سبق أن عرض خطوطها العريضة في الأمم المتحدة ولم تلق أي تجاوب باستثناء قطر التي تروج لها كحل لإنهاء التوتر في المنطقة.

إيران أبلغت الدول المجاورة لها بخطتها لأمن الخليج
إيران تعرض على دول الخليج مبادرة أمنية مرفوضة سلفا
طهران تتوارى خلف مبادرة أمنية لهرمز للتغطية على نشاطاتها التخريبية
إيران تهدد أمن الملاحة البحرية وتدعو لضمان الأمن في هرمز !

طهران - أعلنت طهران السبت أنها سلمت رسميا دول الخليج خطتها الإقليمية للأمن والتعاون في المنطقة بعدما عرضتها في الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول بعد أيام قليلة من هجوم إرهابي على منشأتي نفط تابعتين لشركة أرامكو السعودية قالت حينها واشنطن والرياض إنه من تنفيذ إيران بينما تبنته جماعة الحوثي الموالية لها.

كما طرح روحاني تلك المبادة بعد فترة قصيرة من هجمات استهدفت ناقلات نفط في مضيق هرمز وبحر عمان، في تصعيد شكل تهديدا صريحا لإمدادات العالم من الطاقة وللتجارة البحرية.

وكان واضحا أن المبادرة الإيرانية في توقيتها ومضامينها استهدفت بالأساس القفز على كل تلك الحقائق وأنها محاولة لذر الرماد في العيون والإيحاء بأن إيران دولة راعية للسلام وترغب في الحوار بينما تسعى في الحقيقة للتغطية على الأنشطة المزعزعة للاستقرار الإقليمي والدولي.

ولا يمكن النظر إلى المبادرة الإيرانية والإعلان عن إرسالها لدول مجلس التعاون الخليجي خارج السياقات سابقة الذكر، فتلك المبادرة لاتزال تدور في فلك التمويه والمناورة بعيدا عن هدف تحصين الملاحة البحرية وتعزيز الاستقرار في المنطقة.

مبادرة روحاني لأمن هرمز جاءت بعد 11 يوما من هجوم ارهابي على منشأتين لارامكو أكدت الرياض وواشنطن أنه من تنفيذ طهران
مبادرة روحاني لأمن هرمز جاءت بعد 11 يوما من هجوم ارهابي على منشأتين لارامكو أكدت الرياض وواشنطن أنه من تنفيذ طهران

ولا يبدو أنها تلقى ترحيبا لدى مجلس التعاون الخليجي باستثناء قطر التي تعمل منذ ايام على الترويج للحوار مع إيران في الوقت الذي حافظت فيه طهران على سياساتها العدائية القائمة على زعزعة الاستقرار في المنطقة عبر وكلائها.

ولا يمكن بالمنطق السياسي والأمني أن تكون الدولة التي هي الطرف الأساسي في التصعيد وتوتير الأجواء بالخليج، طرفا يمكن الوثوق بمبادراته طالما أنه هو مصدر التهديد وطالما أنه لم يتخل عن أنشطته الإرهابية والتخريبية.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الإيرانية أن الرئيس الإيراني حسن روحاني "أرسل النص الكامل لهذه الخطة إلى قادة" دول مجلس التعاون الخليجي والعراق "وطلب منهم التعاون بهدف تحقيقها وتطبيقها".

إيران أججت التوتر في المنطقة باستهداف ناقلات نفط في تصعيد خطير هدد أمن الملاحة البحرية
إيران أججت التوتر في المنطقة باستهداف ناقلات نفط في تصعيد خطير هدد أمن الملاحة البحرية

ويضم مجلس التعاون الخليجي السعودية والبحرين والإمارات والكويت وقطر وسلطنة عمان.

وتعمل الدوحة حاليا على الترويج للمبادرة الإيرانية في تحرك يشكل خرقا للإجماع الخليجي حول حقيقة التهديدات الإيرانية.

وكان روحاني عرض الخطوط العريضة لخطة التعاون الأمني التي أطلق عليها اسم "مبادرة هرمز للسلام" أو "أمل" في 25 سبتمبر/أيلول في الأمم المتحدة وهي مفتوحة أمام "مشاركة دول المنطقة"، وذلك على خلفية تصاعد التوتر في الخليج بين إيران والولايات المتحدة.

وكان لافتا أن مبادرة روحاني جاءت بعد 11 يوما فقط من أسوأ اعتداء إرهابي على منشأتي نفط لأرامكو تسبب في توقف نحو نصف إنتاج المملكة من الخام وأكدت الرياض وواشنطن أنه من تنفيذ طهران.

وعلاقات إيران مع بعض دول مجلس التعاون الخليجي شديدة التوتر وخصوصا مع السعودية والإمارات، حليفتي الولايات المتحدة، على خلفية تدخلهما العسكري في اليمن ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من طهران.

وبعدما دعا إلى أن تتولى دول الخليج أمنها بنفسها بدون "تدخل" أجنبي، كرر روحاني أمام الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي تأكيد الموقف الإيراني القائل بأن وجود القوات الأجنبية في المنطقة "يعرض السلام والأمن والاستقرار للخطر".

وهذه القوات، وخصوصا الأميركية وأيضا الفرنسية أو البريطانية، منتشرة في الكويت والسعودية والبحرين وقطر والإمارات وكذلك في مياه الخليج.