إيران تناور الغرب بالتطمينات بلا موعد لاستئناف مفاوضات فيينا

مسؤول أميركي ينّبه في تصريحات صحافية بنيويورك، من أن "نافذة الفرص مفتوحة لكنها لن تبقى مفتوحة إلى الأبد"، في تعليقه على إعلانات طهران المتكررة حول عودة قريبة لمفاوضات فيينا النووية.
إيران تؤكد أنها لا تعتزم "الابتعاد" عن مباحثات الاتفاق النووي
مسؤولون غربيون يعبرون عن استيائهم من المماطلة الإيرانية
واشنطن: لم نحصل بعد على موافقة إيران للعودة لمفاوضات فيينا

طهران - أكدت إيران الجمعة على لسان وزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان، أنها لا تعتزم "الابتعاد" عن المباحثات بشأن إحياء الاتفاق حول برنامجها النووي، في ظل امتعاض غربي من طهران جراء عدم تلقي "إشارة واضحة" حول نيتها استئناف التفاوض المعّلق منذ أشهر.

وقال "لا نريد الابتعاد عن طاولة المفاوضات سنقوم بالتأكيد باستئناف المفاوضات التي تخدم حقوق أمتنا ومصالحها"، وذلك في لقاء مع وكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، مشيرا إلى أن حكومة الرئيس المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي تدرس "مقاربات حول مسألة العودة إلى المفاوضات وإن شاء الله، سنعود إلى طاولة المفاوضات في أقرب فرصة".

وأتت تصريحات أمير عبداللهيان من نيويورك حيث يترأس وفد بلاده إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انطلقت هذا الأسبوع.

وعلى هامش هذه الاجتماعات، لم يخف مسؤولون أميركيون وأوروبيون امتعاضهم لعدم تقديم الجمهورية الإسلامية "إشارة واضحة" بعد حول نيتها استئناف المفاوضات لإنقاذ اتفاق العام 2015 الذي انسحبت من الولايات المتحدة بشكل أحادي.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس "لم نحصل بعد على موافقة إيران على العودة إلى فيينا لمواصلة المحادثات والسؤال هو معرفة ما إذا كانت طهران مستعدة لذلك ومتى"، مضيفا "ننتظر ردا".

ونبّه مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه في تصريحات صحافية بنيويورك، من أن "نافذة الفرص مفتوحة لكنها لن تبقى مفتوحة إلى الأبد".

وعقد أمير عبداللهيان خلال وجوده في نيويورك، لقاءات مع عدد من وزراء خارجية الدول التي لا تزال منضوية في الاتفاق، ممن كانوا حاضرين في المدينة الأميركية، إلا أنه لم يتم عقد لقاء مشترك بين كل وزراء هذه الدول ونظيرهم الإيراني.

وأبرمت إيران وست قوى كبرى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا)، اتفاقا في فيينا العام 2015 بشأن برنامج طهران النووي بعد سنوات من التوتر والمفاوضات الشاقة.

وأتاح الاتفاق رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، في مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها، إلا أن مفاعيله باتت معلقة منذ انسحاب الولايات المتحدة منه أحاديا في العام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب وإعادة فرضها عقوبات قاسية.

وتراجعت طهران عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق وذلك بشكل تدريجي بعد الانسحاب الأميركي.

وبدأ أطراف الاتفاق بمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا هذا العام بهدف إحيائه. وأجريت ست جولات من المفاوضات بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران من دون تحديد موعد لاستئنافها بعد.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده الثلاثاء أن المباحثات ستستأنف "خلال الأسابيع المقبلة"، بدون أن يحدد موعدا لذلك.