إيران تنتهك جميع التزاماتها بالاتفاق النووي

الطاقة الذرية تؤكد أن مخزون طهران من اليورانيوم المخصب يتجاوز بنحو ثماني مرات الحدّ المسموح به في الاتفاق النووي.
إيران تحول دون تفتيش وكالة الطاقة مواقع نووية مشبوهة
طهران ترفع منسوب التوتر مع واشنطن بانتهاكات نووية جديدة
طهران تستجدي تخفيف عقوبات واشنطن بالإفراج معتقلين أميركيين

فيينا - أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة في تقرير بشأن الأنشطة النووية الإيرانية أن مخزون طهران من اليورانيوم المخصب يتجاوز بنحو ثماني مرات الحدّ المسموح به في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي بدأت إيران بالتخلي عن التزاماتها بموجبه في مايو/أيار 2019.

وتأتي الانتهاكات الإيرانية عكس المساعي الأوروبية الحثيثة مؤخرا لإنعاش الاتفاق النووي وعلى الرغم من العقوبات الاقتصادية القاسية تواصل طهران تعنتها بمزيد من الخروقات، ما سيعجل حتما بمزيد من العقوبات ما يفاقم الأزمات المتناثرة التي تعيشها إيران.

وبحسب استنتاجات مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن الكمية التي راكمتها طهران بلغت في العشرين من أيار/مايو 1571.6 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب مقابل الحدّ المسموح به وهو 202.8 كلغ بموجب اتفاق فيينا الذي توصلت إليه حينها إيران والقوى العظمى وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا.

وأعلنت الوكالة أن إيران ما زالت ترفض السماح لها بالوصول إلى موقعين نوويين تريد المنظمة الأممية معاينتهما في إطار مهمّتها للتحقق من الأنشطة النووية الإيرانية، معربةً عن "قلقها الكبير" بهذا الشأن.

وهذان الموقعان اللذان يرغب مفتشو الوكالة بالدخول إليهما منذ أشهر عدة، هما من بين ثلاثة مواقع تشتبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية باحتوائها سابقا على مواد وأنشطة نووية غير مصرّح عنها، بدون ارتباط مثبت بالبرنامج النووي الحالي.

وعبرت الوكالة عن قلق عميق من استمرار إيران طوال شهور في منع الوكالة من دخول مواقع مهمة واصفة أنشطة مريبة سابقة بأنها ربما كانت جزءا من برنامج للأسلحة النووية.

ونشرت الوكالة في مارس/آذار تقريرا يحذر إيران من الإحجام عن الرد على استفساراتها بشأن أنشطة نووية سابقة بثلاثة مواقع وحرمانها دخول موقعين منها.

وقال دبلوماسيون منذ ذلك الحين إن الوكالة تحقق في الأنشطة التي شهدتها المواقع قبل توقيع الاتفاق النووي عام 2015.

وذكر التقرير المقدم للدول الأعضاء بالوكالة تفاصيل عن أنشطة ومواد مشتبه بها تشمل، "احتمال وجود يورانيوم طبيعي في هيئة اسطوانة معدنية" في موقع "خضع لتعقيم موسع وتسوية في 2003 و2004" وذلك في إشارة إلى الموقع الثالث.

وفي سياق متصل فند وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في سلسلة تغريدات الجمعة، تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي اعتبر فيها أن الإفراج عن العسكري الأميركي السابق المحتجز في إيران يظهر أن "التوصل إلى اتفاق" مع طهران "أمر ممكن".

واشتد التوتر بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة منذ قرر ترامب عام 2018 الانسحاب من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني الذي وقع في فيينا قبل ذلك بثلاثة أعوام، وإعادة فرض عقوبات اقتصادية ضدّ طهران.

وقال ظريف ردا على الرئيس الأميركي "كان لدينا اتفاق حين تسلمت منصبك (في يناير/كانون الثاني 2017). إيران والموقعون الآخرون (على اتفاق فيينا) لم يغادروا قطّ الطاولة".

وأضاف "مستشاروك قاموا برهان أحمق يعود الأمر إليك لتقرر متى تريد إصلاح" هذا الخطأ.

وأجرت إيران والولايات المتحدة اللتان لا توجد علاقات دبلوماسية بينهما منذ 1980، تبادلا للسجناء الخميس بوساطة سويسرية.

إذ أعلنت واشنطن الإفراج عن العنصر السابق في البحرية الأميركية مايكل وايت الموقوف منذ يوليو/تموز 2018 في إيران وأنه اتجه إلى بلده.

وأعلنت إيران إفراج الولايات المتحدة عن العالم الإيراني مجيد طاهري الموقوف منذ يوليو/تموز 2018 على أن يعود إلى بلاده.

وقال ترامب على تويتر "شكراً إيران هذا يُظهر أنّ التوصّل إلى اتّفاق أمر ممكن".

وردا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، تراجعت إيران منذ مايو/أيار 2019 عن أغلب الالتزامات التي تعهدت بها في فيينا.

ويأمل ترامب الذي يعتبر أن الضمانات الوارد في الاتفاق غير كافية، أن تؤدي سياسة "الضغط الأقصى" ضد الجمهورية الإسلامية إلى التفاوض حول "اتفاق أفضل"، وهو أمر ترفضه طهران التي تطالب واشنطن بالاعتذار والعودة إلى اتفاق فيينا.