إيران تنشر تعزيزات أمنية تحسبا لتجدد الاحتجاجات في أصفهان
طهران - عززت طهران من الإجراءات الأمنية في أصفهان، بينما جالت دوريات من شرطة مكافحة الشغب الأحد على الجسرين التاريخيين في المحافظة الإيرانية التي عاد الهدوء إليها بعد احتجاجات تخللتها أعمال عنف على خلفية جفاف نهر شهير في ثالث أكبر مدينة في إيران.
وتأتي هذه التطورات بينما تتوجس الجمهورية الإسلامية من تجدد الاحتجاجات وتمددها لمحافظات أخرى بينما تكابد في مواجهة أزمة مالية ناجمة في معظمها عن عقوبات أميركية قاسية تسعى إيران لرفعها خلال مفاوضات فيينا النووية غير المباشرة، لكن إلى حدّ الآن تبدو الجهود متعثرة.
وقال مصوّر في أصفهان في اتصال هاتفي "كانت المدينة هادئة نهارا وكانت حركة النقل طبيعية. رأيت شرطيي مكافحة الشغب يجولون بين الجسور التاريخية، إلّا أن عددهم كان أقلّ من عددهم يوم السبت".
ومنذ أكثر من أسبوعين، ينظم سكان أصفهان تظاهرات للاحتجاج على الجفاف الحاد الذي تعانيه المنطقة منذ سنوات. وأصبح نهر زايندة رود الجاف منذ العام 2000 والذي يمر عبر ثالث أكبر مدينة في البلاد، مكان التجمع الرئيسي للمتظاهرين.
وتعاني إيران جفافا مزمنا منذ سنوات وهو أمر أدى إلى فيضانات متكررة ناتجة من مزيج من تصلب التربة وهطول أمطار غزيرة إلى حد ما.
وبالإضافة إلى الجفاف بسبب الاحترار المناخي، يتهم السكان السلطات بتحويل المياه من المدينة لإمداد محافظة يزد المجاورة التي تعاني أيضا نقصا شديدا في المياه.
من جهتها، أعربت الولايات المتحدة عن "قلقها العميق" حيال حملة السلطات الإيرانية الأمنية في أصفهان، وفق ما ذكرت الخارجية الأميركية السبت.
ووقعت الجمعة اشتباكات في أصفهان بين الشرطة والمتظاهرين الذين أضرموا النار في دراجة نارية للشرطة وبعض الأشجار خلال احتجاج ضد جفاف النهر بحسب وكالتي فارس وإسنا للأنباء.
وأوقفت الشرطة الجمعة 67 شخصا ممن قالت إنهم "من العناصر الرئيسية والمحرّضين الذين يقفون وراء الاضطرابات" في المدينة من أصل "ما بين ألفين وثلاثة آلاف من مثيري الشغب"، حسبما أعلن الضابط في الشرطة حسن كرامي لوكالة أنباء فارس. ونفذت عمليات التوقيف الشرطة والحرس الثوري وأجهزة الاستخبارات.
وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيّل للدموع على المتظاهرين الذين ردّوا برشق قوات الشرطة بالحجارة، بحسب وكالة فارس.
وبحسب كرامي، فإن "30 إلى 40 ألفا من المزارعين ومن سكان أصفهان شاركوا في التظاهرات الأسبوع الماضي".
وقال المتحدث باسم المستشفى الجامعي في أصفهان إن عددا من المصابين نُقلوا إلى المستشفى من بينهم "اثنان في وضع حرج".
من جهته وصف قائد شرطة أصفهان محمد رضا ميرحيدي الذين شاركوا في أعمال الشغب "بالانتهازيين والمضادين للثورة".
وربطت صحيفة 'كيهان' المحافظة المتشددة الأحد بين استئناف المحادثات حول النووي الإيراني في فيينا الاثنين والمتظاهرين في أصفهان.
وكتبت أن "أحداث الجمعة حول (النهر الجاف) زايندة رود تدلّ على تسلّل طابور أميركي خامس، على مقربة من المحادثات في فيينا، لإثارة الشغب والدفع نحو عقوبات" أميركية جديدة على طهران.
وساد الهدوء مدينة أصفهان السبت، وفق شهود فيما انتشرت شرطة مكافحة الشغب.
وقال قائد شرطة أصفهان محمد رضا ميرحيدري للتلفزيون مساء الجمعة "بعد مغادرة المزارعين، بقي الانتهازيون ما أتاح للأجهزة الأمنية التعرف بسهولة على الأشخاص الذين دمروا الممتلكات العامة وتوقيفهم".
والجمعة وقعت اشتباكات في أصفهان بين الشرطة والمتظاهرين الذين أضرموا النار في دراجة نارية تابعة للشرطة وبعض الأشجار خلال احتجاج ضد جفاف النهر بحسب وكالتي فارس وإسنا للأنباء.
وأوضح ميرحيدري أنه "نتيجة إلقاء الحجارة واستخدام المفرقعات والقنابل الصوتية، أصيب بعض زملائنا فيما أصيب آخرون برصاص بنادق صيد"، مضيفا أن "شرطيا طُعن أيضا لكن حالته مستقرة".
والخميس تم التوصل إلى اتفاق بين المزارعين في منطقة أصفهان والسلطات يقضي بتوزيع 50 مليون متر مكعب من المياه، بحسب وكالة فارس.
ووفقا للوكالة نفسها، تم تدمير أنبوب ينقل المياه من محافظة أصفهان إلى يزد ليل الخميس الماضي بجرافة، كما تم تدمير ثلاثة خزانات مياه. ونتيجة لذلك، انقطعت مياه الشرب في بعض المناطق في محافظة يزد.
وانقسمت الصحافة السبت حول الأحداث. واتهمت صحيفة 'كيهان' "بلطجية مرتزقة ببدء أعمال شغب وإشاعة جو من الرعب بين المارة".
وفي المقابل، كتبت صحيفة اعتماد الإصلاحية أن "سبب الموجة الجديدة من الاحتجاجات هو عدم ثقة المتظاهرين بالحكومة لحل المشكلات".
وأعربت الولايات المتحدة عن "قلقها العميق" حيال حملة السلطات الإيرانية الأمنية في أصفهان، حيث تم توقيف عشرات الأشخاص خلال تظاهرات على خلفية جفاف نهر يعد أساسيا للمنطقة، وفق ما ذكرت الخارجية الأميركية السبت.
وعبر الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس على تويتر عن "قلق عميق حيال الحملة الأمنية العنيفة ضد المتظاهرين السلميين.. يحق للشعب الإيراني التعبير عن شعوره بالإحباط ومحاسبة حكومته".