إيران تهادن ترامب للحفاظ على مصالحها وتجنب التصعيد

المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية تقول إن بلادها ستسعى لتحقيق كل ما يضمن مصالحها في إشارة لإمكانية إيجاد فرص للتوافق مع الرئيس الأميركي المنتخب.

طهران - أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن بلاده لن تتمكن من تجاهل عدوها اللدود الولايات المتحدة، مضيفا أنه يتعين عليها "التعامل مع أعدائها بالصبر"، فيما يبدو أن طهران تهادن واشنطن لكسر جمود المفاوضات بشأن الاتفاق النووي.  

وقال بزشكيان الذي يُنظر إليه على أنه معتدل نسبيا، بعد أسبوع من فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية "شئنا أم أبينا، سيتعين علينا التعامل مع الولايات المتحدة على الساحتين الإقليمية والدولية لذا من الأفضل أن ندير هذه العلاقة بأنفسنا".

وقالت المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني اليوم الثلاثاء إن الجمهورية الإسلامية ستسعى لتحقيق كل ما يضمن "مصالحها"، وذلك ردا على سؤال عن إمكانية إجراء محادثات مباشرة مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وفق ما نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية.
ويشير هذا الموقف الى أن إيران لا تستبعد التواصل مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب رغم المواقف الحادة التي يبديها ترامب تجاه طهران وخاصة تجاه برنامجها النووي إضافة للانتقادات الإيرانية للزعيم الجمهوري.

وقالت مهاجراني "فشلت حملة الضغوط القصوى التي شنها ترامب، حتى لو أثقلت كاهل الناس. المهم هو الأفعال وليس الأقوال، لكننا نوصي ترامب بأخذ فشل سياساته السابقة في الاعتبار".
وكان الرئيس الأميركي المنتخب قرر خلال عهدته الأولى تشديد العقوبات على إيران بعد انسحابه في 2018 بشكل منفرد من الاتفاق النووي لسنة 2015 قبل أن يفرض عقوبات مشددة على طهران خاصة قطاع الطاقة عبر خطة تصفير انتاج النفط.
كما سمح ترامب بعملية اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني قرب مطار بغداد في 2020 وهي خطوة تعهدت طهران بالرد عليها عبر السبل القانونية، لكن الاميركيين اتهموا المخابرات الإيرانية بتهديد حياة المرشح الجمهوري خلال حملته الانتخابية لمنع صعوده.
والاسبوع الماضي أعلنت السلطات القضائية الأميركية توجيه الاتهام إلى "عميل لإيران" متهم بتلقي أمرا من طهران لتنظيم خطط اغتيال في الولايات المتحدة تستهدف خصوصا دونالد ترامب ومعارضة إيرانية-أميركية، ونفت الجمهورية الإسلامية الأمر جملة وتفصيلا داعية الرئيس المنتخب لتغيير سياسة الضغوط القصوى ضدها.
وكان ترامب تعرض في 13 يوليو/تموز الماضي، لمحاولة اغتيال من قبل مسلح تسلق أحد الأسطح وسط الحشود التي تجمعت حينها في تجمع انتخابي بالهواء الطلق في مدينة بتلر بولاية بنسلفانيا، وأطلق النار نحوه، بينما كان يخطب.
إلا أن الحادثة انتهت بإصابة ترامب بشكل طفيف في أذنه، بينما أطلق عناصر الحماية النار على المسلح.

كما تعرض أيضا في سبتمبر/أيلول الفائت لمحاولة اغتيال ثانية في فلوريدا، حيث رصد عناصر الأمن مسلحا يتجول على تخوم ملعب الغولف الخاص به.

الايرانيون يرون انه لا فرق في السياسات بين بايدن وترامب من ناحية دعم اسرائيل
الايرانيون يرون انه لا فرق في السياسات بين بايدن وترامب من ناحية دعم اسرائيل

وفي حملته الانتخابية واصل ترامب شن هجوم حاد على إيران متهما إياها بمحاولة اغتياله وبتهديد الامن والسلم الإقليمي والدولي وهو ما فهم أنه مؤشر على مزيد من التصعيد لكن الرئيس المنتخب قال بعد فوزه أنه لا يسعى للإضرار بالإيرانيين.
ويأتي حديث المسؤولة الإيرانية وسط مخاوف أبداها علي لاريجاني مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بشأن تنفيذ رد ايراني على الغارات الإسرائيلية الأخيرة دون دراسة للعواقب في ظل صعود الجمهوريين المعادين لطهران.
وكانت طهران شنت بداية الشهر الماضي هجوما على إسرائيل بنحو 200 صاروخ باليستي ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وكذلك اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله وقادة من الحرس الثوري.
ورد الجيش الإسرائيلي بشن غارات على عدد من القواعد العسكرية دون استهداف المواقع النووية والنفطية بعد ضغوط من الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب.
والاثنين حث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الرئيس الاميركي المنتخب على مواجهة التهديدات النووية لإيران فيما طالب نواب إيرانيون متشددون من بلادهم اجراء تجربة نووية لردع التهديدات الخارجية.

وفي سياق متصل حذّر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي اليوم الثلاثاء من أن "هوامش المناورة بدأت تتقلّص" في ما يتعلّق ببرنامج إيران النووي، قبيل زيارة مهمة إلى طهران.

وقال غروسي في مقابلة أثناء مؤتمر "كوب29" للمناخ الذي تستضيفه باكو "على الإدارة الإيرانية أن تفهم أن الوضع الدولي يزداد توترا وأن هوامش المناورة بدأت تتقلص وأن إيجاد سبل للتوصل إلى حلول دبلوماسية هو أمر ضروري".

وأفاد بأن إيران تسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالقيام بعمليات تفتيش في إيران لكن "نحتاج إلى المزيد. نظرا إلى حجم وعمق ومدى طموح برنامج إيران، علينا إيجاد وسائل لمنح الوكالة رؤية أوضح".