إيران تهدد الأوروبيين بالخطوة الأخيرة حول خرق الاتفاق النووي

مجلس الأمن القومي يناقش تخصيب اليورانيوم بنسبة أكثر من 20 في المئة، في وقت يؤكد فيه المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية ان عدد أجهزة الطرد المركزي أحد الخيارات المطروحة لتقليص التزامات إيران بالاتفاق.
طهران لن تمنح أي مُهَل إضافية لإنقاذ الاتفاق النووي بعد سبتمبر
إيران تقول انها مستعدة للمفاوضات مع شركائها الأوروبيين
نائب روحاني يتهم واشنطن بحرمان ايران من الاستفادة من الاتفاق النووي
الاتحاد الأوروبي يدعو إيران إلى وقف أي خطوات تتعارض مع الاتفاق النووي
المانيا تدعو الى إقناع إيران بالالتزام بالاتفاق النووي

طهران - حذرت طهران الإثنين الأوروبيين من أي تصعيد في رد فعلهم على قرارها تخصيب اليورانيوم بنسبة يحظرها الاتفاق حول برنامجها النووي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي أنه في حال عمدت باريس ولندن وبرلين، وهي أطراف في الاتفاق النووي، إلى "الإقدام على بعض التصرفات المستغربة، عندها سنتجاوز الخطوات المقبلة وننتقل مباشرة إلى تنفيذ الخطوة الأخيرة" من خطة خفض الالتزامات التي أعلنتها إيران في أيار/مايو، من غير أن يحدد طبيعة هذه "الخطوة الأخيرة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إنّ بلاده "لن تمنح أي مُهَل إضافية لإنقاذ الاتفاق النووي بعد سبتمبر/أيلول المقبل"؛ تاريخ انتهاء المهلة الحالية.

وأضاف أنّ القوى الأوروبية "لديها فقط 60 يوما" للحفاظ على ذلك الاتفاق.

القوى الأوروبية لديها فقط 60 يوما للحفاظ على ذلك الاتفاق

غيّر أنه أكد في المقابل استعداد طهران للتفاوض مع الشركاء الأوروبيين في هذا الشأن.
وتابع موسوي: "لا تزال إيران مستعدة للمفاوضات مع شركائها الأوروبيين، ولديها أمل في أن يتخذ هؤلاء الشركاء خطوات إلى الأمام نحو الوفاء بالتزاماتهم".

وصعدت ايران بذلك من خطواتها في مواجهة الدول الاوروبية التي سعت لحماية الاتفاق وسط توقعات بان يلجئ الاوروبيون لالية فض النزاع بشان الاتفاق النووي.لكبح جماح ايران.

ونقلت وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية عن بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قوله الاثنين إن بلاده تجاوزت حد تخصيب اليورانيوم المنصوص عليه في الاتفاق النووي لعام 2015 عند 3.67 في المئة وقد تخصبه بمستويات أعلى.

واكد المتحدث ان إيران ستواصل تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي إلى أن تحقق نتيجة مشيرا الى ان مجلس الأمن القومي ناقش تخصيب اليورانيوم بنسبة أكثر من 20 في المئة لكن لم يتخذ قرار بذلك.

وطالب المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي بالتحرك بسرعة لأن إيران ستقلص التزاماتها بموجب الاتفاق بمرور الوقت

واوضح ان زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي أحد الخيارات المطروحة لتقليص التزامات إيران.

ووصف وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، حادثة احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق، بالقرصنة.
وأوضح ظريف في تغريدة على تويتر، الإثنين، أن إيران ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي ولا تخضع لأي حظر نفطي أوروبي داعيا بريطانيا إلى الإفراج الفوري عن الناقلة وطاقمها.

وبين وزير الخارجية الايراني أن احتجاز الناقلة سابقة خطيرة يجب أن تنتهي مباشرة.
وفي هذا السياق قال ظريف: "احتجاز بريطانيا ناقلة النفط البريطانية نيابةً عن الفريق (B)، سابقة خطيرة ويجب أن ينتهي".

ويقصد وزير الخارجية الايراني بالفريق B مجموعة الدول الرافضة للسياسات الايرانية المهددة للمنطقة وللسلام الدولي.

وفي 8 مايو/أيار أمهلت طهران الدول الأوروبية المشاركة بالاتفاق النووي (بريطانيا وفرنسا وألمانيا)، 60 يوما للوفاء بتعهداتها تجاه إيران بموجب الاتفاق، وإلا ستقوم هي بتعليق بعض تعهداتها.

والأحد، أعلنت طهران عن تبنيها الخطوة الثانية من خفض التزاماتها بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، وشروعها في زيادة تخصيب اليورانيوم لأكثر من 3.67 في المئة، وصولا إلى 5 في المئة.
وأوضحت إيران أن الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق لم تتخذ إجراءات الحفاظ على المصالح الإيرانية، في ظل العقوبات الاقتصادية الجائرة التي فرضتها الإدارة الأميركية على طهران.

وفي مايو/أيار 2018، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وأعادت على نحو متدرج فرض عقوبات اقتصادية على إيران بهدف دفعها للتفاوض على اتفاق نووي جديد يلبي تطلعات إدارة دونالد ترامب.

ونقلت وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية عن نائب الرئيس إسحق جهانغيري قوله الاثنين إن الولايات المتحدة لم تسمح للشعب الإيراني بالاستفادة من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015.

وأضاف جهانغيري "لم يسمح الأميركيون للشعب الإيراني بالاستفادة من منجزات (الاتفاق النووي) خلال الفترة التي كانوا فيها ضمن (الاتفاق) أو بعد خروجهم منه".

وفي مؤشر على تزايد القلق، عبرت فرنسا وألمانيا وبريطانيا، وكلها أطراف في الاتفاق، عن مخاوفها بشأن قرار إيران.

وقالت متحدثة الاثنين إن الاتحاد الأوروبي "قلق بشدة" من إعلان إيران أنها تجاوزت مستويات تخصيب اليورانيوم المتفق عليها عالميا ويدعو طهران إلى "التوقف والعدول عن" أي أنشطة تتعارض مع الاتفاق النووي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية اليوم الاثنين إنه يتعين إقناع إيران بالامتثال لالتزاماتها التي ينص عليها الاتفاق النووي المبرم في 2015.

وأضاف المتحدث في مؤتمر صحفي حكومي دوري "من الواضح أن الكرة في ملعب إيران. نريد الحفاظ على الاتفاق. لذلك يتعين على أطرافه الالتزام به".

وردا على سؤال عن المرحلة التي ستعتبرها الحكومة الألمانية تجاوزا لخط أحمر، قال المتحدث "هدفنا هو التزام إيران بالاتفاق". وأضاف أن على طهران العدول عن كل الخطوات التي تخالف الاتفاق التاريخي.

وقال الرئيس الأميركي الأحد إن "من الأفضل" لإيران "توخي الحذر" وذلك بعد ساعات من إعلان طهران أنها سترفع خلال وقت قصير نسبة تخصيب اليورانيوم التي يجيزها الاتفاق النووي الموقع في 2015.

بنود الاتفاق النووي لسنة 2015
ايران تنكرت لتعهداتها بخصوص الاتفاق النووي لسنة 2015

ويشكل تحدي إيران لتحذيرات الاتحاد الأوروبي من خرق الاتفاق النووي الموقع في العام 2015، اختبارا قويا للدبلوماسية الأوروبية التي تقاوم لمنع انهيار الاتفاق، فيما تضع الخطوة الأخيرة التي أعلنتها طهران الأحد بأنها ستزيد خلال وقت قصير نسبة تخصيب اليورانيوم إلى أكثر من الحد المنصوص عليه في الاتفاق، الشركاء الأوروبيين أمام أمرين أحلاهما مرّ، فإما الاستسلام للابتزاز النووي الإيراني أو مواجهته عبر تفعيل آلية فض النزاع بشأن الاتفاق النووي الإيراني.

ويبدو ان الاطراف الاوروبية لن تلجئ حاليا لاستعمال الية الفض ويظهر ذلك من تصريح المسؤولين الفرنسيين.

ورغم ان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استنكر الإعلان الإيراني قائلا إن القرار "انتهاك" للاتفاق بين طهران والقوى العالمية على الحد من تخصيب اليورانيوم.

لكن الحكومة الفرنسية لن تقوم بتفعيل آلية فض النزاع المنصوص عليها في الاتفاق حاليا وستمهل نفسها أسبوعا لمحاولة حمل جميع الأطراف على الحوار مرة أخرى.

وقال مصدر في مكتب الرئيس الفرنسي في قصر الإليزيه الأحد إن آلية فض النزاع بشأن الاتفاق النووي الإيراني لن يتم تفعيلها الآن. وتمنح الحكومة الفرنسية نفسها فرصة حتى منتصف يوليو/تموز الجاري لمحاولة الدعوة لمحادثات مجددا بين كل الأطراف.

وكانت المانيا حثت الاحد الحكومة الإيرانية على الكف عن اتخاذ خطوات تقوض اتفاق حظر الانتشار النووي. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية "دعونا إيران إلى الكف عن اتخاذ خطوات أخرى تقوض الاتفاق النووي".

ودعت الحكومة البريطانية الجانب الإيراني إلى الوفاء بتعهداته النووية. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية "انتهكت إيران بنود الاتفاق وعلى الرغم من أن المملكة المتحدة تبقى ملتزمة بالاتفاق بالكامل فإن على طهران التوقف على الفور والتراجع عن كل الأنشطة التي تخالف التزاماتها. ننسق مع أطراف الاتفاق النووي الأخرى بشأن الخطوات التالية وفقا لبنود الاتفاق".

وحذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، من أن توسع إيران في برنامجها النووي سيؤدي إلى "مزيد من العزلة والعقوبات".
وقال بومبيو في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر": "توسع إيران الأخير في برنامجها النووي سيؤدي إلى مزيد من العزلة والعقوبات".

وأضاف: "يجب على الدول استعادة المعيار القديم المتمثل في عدم التخصيب لبرنامج إيران النووي. نظام إيران، المسلح بالأسلحة النووية، سيشكل خطرا أكبر على العالم".