إيران تهدد الدول الأوروبية بتصعيد انتهاكها للاتفاق النووي

طهران تؤكد انها ستتنكر لما تبقى من التزاماتها النووية إذا لجأت الأطراف الأوروبية إلى آلية حل الخلافات التي قد تؤدي الى عقوبات.

طهران - تحاول إيران ابتزاز الدول الأوروبية فيما يتعلق بالاتفاق النووي في وقت تنكرت فيه طهران فعلا لعديد الالتزامات ما دفع الولايات المتحدة الى تشديد العقوبات عليها.
وفي هذا الاطار حذرت إيران الأحد من أنها قد "تعيد النظر جديا" في التزاماتها تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا لجأت الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي إلى آلية حل الخلافات التي قد تؤدي الى عقوبات.
ويواجه الاتفاق النووي الموقع في فيينا في العام 2015 خطر الانهيار منذ أنّ انسحبت الولايات المتحدة منه أحاديا العام الفائت وبدأت فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية.
وتحاول الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إنقاذه لكن جهودها لم تكلل بالنجاح حتى الآن.
وقال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني "إذا أطلقوا (الآلية)، ستكون إيران مجبرة على إعادة النطر جديا في التزاماتها حيال" الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأفاد خلال مؤتمر صحافي في طهران "إذا ظنوا أن ذلك سيفيدهم أكثر فيمكنهم المضي قدما".

إذا ظنوا أن ذلك سيفيدهم أكثر فيمكنهم المضي قدما

وبعد عام من انسحاب واشنطن من الاتفاق، بدأت طهران في اتخاذ سلسلة من الخطوات التي تنتهك التزاماتها بموجب الاتفاق.
وبعد آخر إجراءاتها الشهر الحالي للتراجع عن التزاماتها، حذّرت الدول الأوروبية من أنها ستلجأ لآلية تسوية المنازعات في الاتفاق.
ويتضمن الاتفاق آلية لتسوية المنازعات تنقسم بين عدة مراحل. ومن شأن مسار قد يستغرق أشهراً أن يقود إلى تصويت مجلس الأمن الدولي على إمكانية أن تواصل ايران الاستفادة من رفع العقوبات الذي أقر إبان توقيع الاتفاق.
وقال لاريجاني إنّ المأزق مع الولايات المتحدة "سيمكن حلّه" إذا تعلمت واشنطن من الماضي.
وأضاف أنه قبل توقيع الاتفاق النووي في حزيران/يونيو "كتب الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما خطابا وقال أنا اوافق على تخصيب إيران (لليورانيوم)، والآن دعونا نتفاوض".
وتابع "إذا تحلى المسؤولون الأميركيون بهذه، الاستفادة من خبرات الماضي، فسيكون بوسعهم حلّ هذه القضية".
وفرض الاتفاق النووي قيودا على البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الدولية على طهران.

البرنامج النووي الايراني
اسرائيل تضغط من أجل فرض مزيد من العقوبات على ايران بسبب برنامجها النووي

وفي الاثناء نددت إسرائيل الأحد بانضمام ست دول أوروبية جديدة إلى آلية "إنستكس" للمقايضة التجارية مع إيران، قائلة إنها تشجع الجمهورية الإسلامية على قمع الاحتجاجات.
وذكرت الخارجية الإسرائيلية في بيان أنّ "بلجيكا والدنمارك وفنلندا والنروج وهولندا والسويد لم يكن بإمكانها اختيار توقيت أسوأ" من ذلك.
وتابعت أن "المئات من الإيرانيين الأبرياء الذين قتلوا خلال الاحتجاجات الأخيرة يتقلبون في قبورهم".
واندلعت الاحتجاجات في جميع أنحاء إيران في 15 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد أن رفعت السلطات سعر البنزين بشكل مفاجئ بنسبة تصل إلى 200 بالمئة.
ولم يعلن المسؤولون في إيران حصيلة ضحايا الاحتجاجات التي شهدت إغلاق طرق سريعة وإضرام النار في مصارف ومراكز شرطة ونهب متاجر. لكنّ منظمة العفو الدولية ومقرها لندن قالت الجمعة على تويتر إنّ حملة قمع السلطات الإيرانية للاحتجاجات أودت بحياة 161 متظاهرا.
وعارضت إسرائيل، التي تتهم الجمهورية الإسلامية بالسعي للحصول على أسلحة نووية، بشدة الاتفاق النوويّ وهي تضغط من أجل فرض المزيد من العقوبات وليس تخفيفها.
وقالت الخارجية الإسرائيلية في بيانها "نسأل هذه الدول الأوروبية ... ما هي الرسالة التي توصلونها إلى الشعب الإيراني؟".
وتساءلت "ألن يكون أكثر فعالية وأخلاقية تسمية مسؤولي النظام (الإيراني) المسؤولين عن قتل المدنيين الأبرياء؟".
ويفترض أن تعمل "إنسكتس" ومقرها باريس كغرفة مقاصة تتيح لإيران مواصلة بيع النفط مقابل استيراد منتجات أخرى أو خدمات ضرورية لاقتصادها. لكن الآلية لم تجرِ أي عملية حتى الآن.