إيران تهدد باحتجاز ناقلة بريطانية مقابل ناقلتها

طهران تطالب لندن بالإفراج الفوري عن ناقلة نفط محتجزة في جبل طارق وتصف عملية الاحتجاز 'بالقرصنة'.
طاقم ناقلة النفط الإيرانية يخضعون للاستجواب كشهود وليس كمجرمين
اغلب طاقم الناقلة من الهنود وبعضهم من باكستان وأوكرانيا

طهران - صعدت ايران من لهجتها تجاه بريطانيا فيما يتعلق باحتجاز نافلة نفط ايرانية في مياه جبل طارق كانت متوجهة الى سوريا.

وقال قائد كبير بالحرس الثوري الإيراني الجمعة إنه سيكون من "واجب" طهران احتجاز ناقلة نفط بريطانية إذا لم يُفرج عن الناقلة الإيرانية المحتجزة في جبل طارق فورا.

وقال محسن رضائي في تغريدة على تويتر "إذا لم تفرج بريطانيا عن ناقلة النفط الإيرانية سيكون على السلطات (الإيرانية) واجب احتجاز ناقلة نفط بريطانية".

وياتي تصريح القائد في الحرس الثوري الايراني ليزيد من تاجيج الخلاف بين بريطانيا وايران تزامنا مع تصاعد الازمة بين طهران وواشنطن.

وبرى مراقبون ان ايران باتت تشكل تهديدا حقيقيا للاستقرار الدولي وللملاحة الدولية بعد ان اصبح القادة العسكريون في ايران يهددون علنا بخطف السفن وقرصنة الناقلات بعد تورطهم في السابق في الهجوم عليها عبر الغام ارضية في خليج عمان.

وطالبت طهران لندن "بالإفراج الفوري" عن ناقلة نفط إيرانية محتجزة في مياه جبل طارق منددة بعمل "قرصنة" وفق بيان نُشر الجمعة.

وكانت طهران قدمت شكوى مساء الخميس للسفير البريطاني في طهران عقب استدعائه إلى وزارة الخارجية التي أكدت أن ناقلة النفط التي احتُجزت الخميس كانت "في المياه الدولية".

ويأتي احتجاز السفينة العملاقة "غريس 1" البالغ طولها 330 مترا في وقت حساس في العلاقات الأوروبية الإيرانية، فيما يدرس الاتحاد الأوروبي سبل الرد على إعلان طهران تخصيب اليورانيوم بمستوى يحظره الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بينها وبين الدول الكبرى.

واحتجزت السلطات في جبل طارق التابع لبريطانيا بأقصى جنوب اسبانيا، الناقلة بناء على طلب الولايات المتحدة، وفق ما أعلنت مدريد.

ولم تحدد السلطات مصدر النفط، لكن النشرة المتخصصة في النقل البحري 'لويد ليست' ذكرت أن ناقلة النفط ترفع علم بنما وتنقل نفطا إيرانيا.

وتم إيقاف الناقلة 'غريس 1'، بينما كانت على بعد أربعة كيلومترات جنوب جبل طارق في مياه تعتبر بريطانية، رغم أن اسبانيا ترفض ذلك وتزعم أحقيتها في هذه المنطقة.

واعترضت سلطات جبل طارق بمساعدة وحدة من البحرية الملكية البريطانية ناقلة النفط العملاقة فجر الخميس.

وتم الصعود إلى الناقلة عندما تباطأت في منطقة مخصصة لوكالات الشحن لنقل البضائع إلى سفن عادية.

وقال متحدث باسم حكومة جبل طارق الجمعة إن طاقم ناقلة النفط الإيرانية يخضعون للاستجواب كشهود وليس كمجرمين في مسعى لتحديد طبيعة الشحنة ووجهتها النهائية.

وذكر المتحدث أن أغلب الطاقم، الذي يضم 28 فردا ظلوا على متن الناقلة العملاقة، من الهنود وبعضهم من باكستان وأوكرانيا. وظلت الشرطة ومسؤولو الجمارك على متن الناقلة لإجراء التحقيقات لكن مشاة البحرية الملكية البريطانية غير متواجدين

وقال رئيس وزراء جبل طارق فابيان بيكاردو في بيان "لدينا كل الأسباب التي تدعو إلى الاعتقاد أن غريس 1 كانت تنقل شحنتها من النفط الخام إلى مصفاة بانياس التي يملكها كيان يخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على سوريا"، مضيفا "لقد احتجزنا الناقلة وحمولتها".

وأعلن وزير الخارجية الاسباني جوسيب بوريل الخميس أن الولايات المتحدة طلبت اعتراض ناقلة النفط.

وقال الوزير الاسباني "نحن بصدد درس الظروف التي رافقت هذه المسألة، لقد كان هناك طلب وجهته الولايات المتحدة إلى المملكة المتحدة" لاعتراض ناقلة النفط.

وفي وقت لاحق، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إن توقيف ناقلة النفط الإيرانية "نبأ ممتاز". وكتب على تويتر "بريطانيا اعترضت ناقلة النفط العملاقة غريس 1، المحمّلة بالنفط الإيراني إلى سوريا في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي".

وتابع بولتون "أميركا وحلفاؤنا سيواصلون منع نظامَي طهران ودمشق من الافادة من هذه التجارة غير القانونية"، من دون أن يؤكد ما اذا كانت الولايات المتحدة طلبت اعتراض الناقلة.

وفي طهران، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي في بيان رسمي "إثر الاعتراض غير القانوني لناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق من جانب القوة البحرية التابعة لبريطانيا، تم استدعاء سفير هذا البلد إلى وزارة الخارجية"، مضيفا أن "معلومات إضافية سيتم نشرها لاحقا".

ويفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على سوريا منذ 2011. وتشمل تلك العقوبات 227 مسؤولا سوريا بينهم وزراء في الحكومة بسبب دورهم في "القمع العنيف" للمدنيين.

وتم تمديدها في مايو/أيار الماضي حتى الأول من يونيو/حزيران 2020 وتشمل حظرا نفطيا وتجميد موجودات يملكها المصرف المركزي السوري في الاتحاد الأوروبي.

وقال بيكاردو إنه بعث رسالة "صباح اليوم إلى رئيسي المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي توضح تفاصيل العقوبات التي طبقناها".

وقالت الخارجية البريطانية "نرحب بهذا العمل الحاسم من قبل سلطات جبل طارق التي عملت على تطبيق نظام عقوبات الاتحاد الأوروبي على سوريا".

وبحسب نشرة 'لويد ليست' فإن الناقلة التي شيدت عام 1997 هي الأولى المحملة بالنفط الإيراني تتوجه إلى أوروبا منذ أواخر 2018.

وذكرت أنه تم تحميل الناقلة بالنفط قبالة إيران في أبريل/نيسان وأبحرت حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.

ويأتي احتجاز الناقلة بعد أيام من إعلان إيران تجاوزها سقف اليورانيوم المخصب المحدد في اتفاق 2015 الذي يهدف إلى الحيلولة دون وصول طهران إلى مستوى التخصيب الكافي لإنتاج رأس حربية نووية.